المشاركات

عرض المشاركات من 2022

في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي

  في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي هل أعتذر يا أم أنني لم أتذكر تاريخ وفاتك... مع أن كلماتي إليك كانت بين يديِّ، أعيد قرائتها وقلبي يرتجف بعد كل هذه السنوات من الرحيل، أنا لم أتذكر يا أم؛ لأنه ببساطة شديدة فكرة الموت والرحيل تلاشت من فكري، حل محلها أنك موجودة معي، صورتك في كل مكان: على شاشة الهاتف، الحاسوب، التلفاز، برواز جميل قرب سريري، في حمالة مفاتيحي، في كل مكان تقع عيني عليه، والأكثر من ذلك أن صورتك أصبحت محفورة في دماغي فلا يخيل إليّ أنك لا تسمعينني، لا تشاهدينني، لا تشاركينني كل الأحداث التي تمرُّ بيّ ولا أضطر لإعادتها على مسمعك؛ لأنك معي في كل لحظة من لحظات حياتي... لدرجة أني نسيت أنك رحلت، وتأقلمت مع فكرة وجودك؛ فأهتز من أعماقي حين يذكرني أحد بأنها ذكرى رحيلك! طبعا أنا أعتذر اعتذار مبطن لأنني أدرك تماما أنه لا يوجد أي شيء أكبر من أن يذكرني بهذا الرحيل، ولكني أحاول إقناع نفسي جاهدة حتى أرفع عنها اللوم والعتاب؛ فأنا أشفق عليها من الداومة التي تعيشها، والظروف المبهمة، والضغوطات والتحديات التي لا تنتهي. في رسائلي السابقة إليك كنت أكتب إليك عن كل جديد_ ولو بشكل مختصر _ لكن كل ما كنت

الكلمة تورث

الكلمة تُوَرَّث سؤال صغير يحتاج إلى إجابة ملحة: بعد عقودٍ من هذا الزمن الخاوي، إن قدِّر لهذه البشرية أن تستمر، وجاء الخلف الصالح وبحث في أدب السلف الصالح، يريد أن يجد فيه ما يعبِّر به عما يجول في خاطره وفكره.. كما نستعين نحن اليوم بأدب، وفكر، وحكمة، ومنطق السابقين: فهل يجد مبتغاه؟! هل لدينا ما نتركة لهذه الخلف الصالح _بإذن الله_ غير أدوات السبِّ والشتم والقذف والتشهير والتحقير والتخوين والتكفير؟! الإعلاميون، الشعراء، الأدباء، القاصون، الرواة، المحللون السياسيون، الكتَّاب، العوام ممن يجيدون القراءة والكتابة، وممن لا يجيد هذه أو تلك.. كل هؤلاء هل صدرعنهم في الآونة الأخيرة غير استخدامهم لبعض أدوات السبِّ والشتم والتحقير والتخوين والتكفير والقدح والذم والقذف والتشهير؟! هل لدينا اليوم غير الصحافة الصفراء، والإعلام الملون بألوان الطيش والزيف والكذب والتضليل، والأدب الرخيص المبتذل، وقواميس من مفردات منبوذة ومرفوضة بل محظورة في جميع مجالس العالم إلا من رحم ربي؟! هل يدور أي نقاش بين أي طرفين على هذا الكوكب مدعمًا بالحجج والبراهين والأدلة المنطقية، الفكرية، الواعية؟! هل هناك من يسوق في غمار من

أخبار الخليج تحاور ميساء البشيتي

صورة
لقائي مع المكرمة #صحيفة_أخبار_الخليج_بصمات_نسائية اللقاء في الصفحة رقم 14 على هذا الرابط http://media.akhbar-alkhaleej.com/source/16287/pdf/1-Supplime/16287.pdf?fixed5972 أدارت اللقاء الأستاذة هالة كمال الدين أتمنى لكم قراءة ممتعة أحبتي

الذكرى الحادية عشر لوفاة أبي

  الذكرى الحادية عشر لوفاة أبي أيام مرت على ذكرى وفاتك الحادية عشر يا أبي... وقد تمر شهور على ذلك أيضًا وأنا لم أتذكر يوم الوفاة... نعم أعترف أنني لم أتذكره؛ ولكن هذا لأنني أصبحت لا أتابع الأيام، ولا أعرف اليوم تحديدًا من بقية الأيام؛ فكل الأيام تشبه بعضها، ليس فيها ما يميزها، ليس فيها ما يذكرني أن هذا اليوم يفرق عن بقية الأيام؛ فتراني أحاول جاهدة وفي كثير من المرات أن أعرف ما هو اليوم بالضبط وأحيانًا لا أفلح! كبرنا؟! نعم كبرنا ومشاغل الحياة، وهمومها، والتفاصيل اليومية المتعبة التي تسحب طاقتنا بأكملها، والأجواء المشحونة بالقلق، والخوف، والتوتر؛ جعلتني لا أكترث لمعرفة ما هو اليوم بالضبط؟ لن أثقل عليك يا أبي كما كنت دائمًا ألقي بكل شيء على كاهلك، ولا أريد أن أبرر لك فأنت تعرف تمامًا أنك بالنسبة لي لم ترحل، لم تغادر فراشك، مسبحتك لا تزال في يدك، والمصحف الشريف على وسادتك، بل اكثر من ذلك يا أبي أنا فعلًا تحتلني ذكريات بعيدة أقضي معها معظم الوقت ولا تفارق خيالي، ذكرياتي وأنا في سن الصبا وسهرات الصيف في ذلك البيت العتيق، البيت الصغير المسكون بكل الحب والدفء؛ فلا تزال رياحه الدافئة تهب على قل

حديث خاص

حديث خاص عندما دعاني صديقي قبل ألف دهر من الزمن لمشاركته قهوته الصباحية فرحت جدًا؛ لأن هناك من يشاطرني عشق القهوة ومواقيت القهوة، سألته بدلال: أي قهوة تفضل؟ أجابني بنبرة لا تخلو من السخرية والحسرة بذات الوقت: أنا لا تهمني القهوة، ما يهمني هو: أي مشروب ساخن يدفئ الروح بهذا الصقيع القاتل! استغربت جوابه هذا... لكني اليوم، بعد ألف دهر بالضبط من ذلك اللقاء، وأنا أعدُّ قهوة الصباح، شعرت بأن ما أريده فقط هو أي مشروب ساخن يدفئ الروح بهذا الصقيع القاتل... مع أن درجة الحرارة  بلغت الخمسين! صديقي كان يعود مكتئبًا بعد كل زيارة يقوم بها إلى دياره وأهله، ويأخذ وقتًا لا بأس به وهو معكتف؛ يحاول أن يعود إلى نفسه... هكذا كان حالي أنا بالضبط ولكني لم أخبره؛ لأنني أصلًا لم أكن أدرك ماهية هذا الشعور وقتها، لكن بعد أن أصبحت عجوزًا كصديقي  بدأت أفهم ما الذي يدخلني في حالة الكآبة تلك! فيما مضى كنت أقوم بزيارة دورية للديار، والأهل، والأحبة، أمكث قدرًا من الزمن ثم أعود إلى صومعتي؛ لأعتكف فيها فترة من الزمن؛ أتخلص فيها من كآبتي وحزني على مفارقة الأهل، والديار، وأنا! نعم أنا، فلقد أكتشفت أنني في كل زيارة أذهب لأر

وما أدراك ما الكورونا؟!

وما أدراك ما الكورونا؟! منذ أن انتشر هذا الوباء اللعين المعروف بالكورونا وأنا أتجنب الحديث عنه...طبعا رفعنا سقف الاحتياطات حتى بلغت عنان السماء وكان يعزينا أننا إن كنا نبالغ في الحرص فهذا عاد علينا بالفائدة ووقانا من شر هذه الكورونا. وبعد أن هدأت وتيرة الكورونا وأصبحت من الأمراض التي ممكن أن يألفها الإنسان طبعا بعد أن أخبرونا أنها قد تشكل أعراضًا بسيطة يتحملها أي شخص مهما كانت بنيته الجسدية ضعيفة طبعا إلى حد ما... بعدها قررنا كعائلة أن نخرج للعالم ونتنفس بعد سنوات من التزام البيت وعدم الاختلاط وفرض التباعد على كل نفس خارج أو داخل وقررنا أن نقضي إجازة العيد في الخارج ولكن طبعا تقسمنا إلى فرق. الفريق الأول وكان زوجي وأصحابه يذهبون لقضاء بضعة أيام ثم العودة ونذهب نحن الفريق الثاني باليوم التالي بالضبط وكذلك الفريق الثالث لنلتقي جميعا أخر ايم العيد وهكذا نكون قد أمضينا إجازة جميلة خارج البلاد وهذا كان لأول مرة نسافر فيها جميعنا وأثناء العيد ولا نقضي إجازة العيد مع بعضنا البعض. عاد أول المسافرين زوجي وكان سعيدًا جدا وقررنا أن نحتفل بعودته وأعددنا العشاء وجلسنا جميعنا دون استثناء معه لتناول

لماذا لم يدقوا جدار الخزان؟!

لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟! ماذا لو دقوا جدران الخزان؟ موت ثلاثة رجال في الشمس جعل السؤال يدق في آذاننا إلى هذا الوقت... ماذا لو فُتح الخزان وخرجوا منه أحياء يرزقون؟ ماذا لو أتموا سفرهم، وأكملوا حياتهم، وكبروا حتى بلغوا من العمر أرذله؟ ماذا لو عادوا أدراجهم، وقاوموا المحتل، وانتصروا، وحررت تلك البلاد؟ دق المعتقلون جدران الخزان، دق المرابطون في الأقصى جدران الخزان، دق المشردون من بيوتهم _بعد هدمها على رؤوسهم_ جدران الخزان... الحقيقة التي لا يراها أحد أننا لا نزال نقبع داخل الخزان، وندق الجدران، ولم يفتح أحد! نبكي على ثلاثة رجال ماتوا بالشمس، حرقًا، خنقًا، عطشًا، خوفًا، موتًا بأي شكل من أشكال الموت البشعة لأننا لم نفتح عليهم الباب... وعلى الضفة الأخرى لا تزال البقية تموت داخل الخزان حرقًا، خنقًا، قتلًا، تعذيبًا، تنكيلًا، تقطيعًا، فرمًا، دهسًا، غيظًا، استفزازًا... دقوا جدران الخزان ألف دقة ولم يفتح أحد! لماذا صمت رجال في الشمس ولم يدقوا جدران الخزان؟ هل لأنهم كانوا مكبلين بوحش اسمه الخوف من أن يُفتضح أمرهم، ويُفشى سرَهم، وتبوء مساعيهم بالفشل؟ أم لأنهم كانوا يحلمون، وينشدون أملًا عظيمً

دهاليز الكتابة

دهاليز الكتابة ليس غريبًا أن أعتزل الكتابة؛ فالكتابة ليست حروفًا ترص فوق السطور، ليست حروفًا منمقة أو مصففة بعناية كعقد جميل تتزين به صدور العذارى؛ الكتابة روح تحلق في الفضاء، تهبط في القلوب، تنتشر كرذاذ العطر، ثم تعود لتحلق من جديد. الكتابة طير جميل، عصفور أو يمامة لا يهم؛ طالما أنه حرٌ طليقٌ، ليس مقيدًا، ليس مربوطًا إلى شجرة أو مصلوبًا على جدار، ليس مكمم الفيه أو مكسور الجناح. أحب أن أبدأ نهاري بتصفح الجريدة، أبحث فيها مطولًا كمن يبحث عن مفقوداته... وفي أي ركن اتخذت لها متكئًا ومعتكفًا؟! الجريدة اليوم أصبحت حروفًا مرصوصة، منمقة، مصففة، خالية من أي روح! تلك الروح التي كنت أقفز من خلالها إلى دهاليز الكاتب فأراه حزينًا، حالمًا، عاشقًا، جامحًا، منافقًا! الحروف اليوم لا تشي بشيء، لا تروي لي الحكايات التي كنت أحب أن أسمعها حين أتصفح الجريدة، لا تسعف شغفي بقصيدة تعبر القارات دون استئذان، لا تلملم شتاتي المبعثر في خيام ورقية وترفعه بعيدًا عن عبث الأيادي والأفكار. أريد أن أكتب، نعم، ولكنِّي لا أريده أن يكون نصًا مشوهًا، مشلولًا، مضطربًا، تائهًا لا يعرف أين يضع قدميه، أو كيف يلتقط أنفاسه، أويث