المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

هذا هو العلم

صورة
أما أنا فهذا هو العلم الذي يعنيني، الذي يرفرف على جبهتي، وعلى سطح منزلي، الملتصق بجدران روحي، ومشاعر القلب، المثبت مع اسمي في شهادة الميلاد، الذي تورثته مع الجينات من أجدادي. الذي أبرزه على الحدود عند السفر والتجوال، العلم الذي ينطق حروف اسمي صحيحة؛ لأنه يتكلم لغتي، ويشرب من فنجان قهوتي، وينتظر عودتي منذ أكثر من سبعين عامًا. لا أعرف علمًا غيره... أرفعه على جبهتي، أنحني له كل ثانية، أشكو إليه في كل مرة أجد فيها باب البيت موصدًا في وجهي. العلم الذي أعرف هو مفتاح بيتي، لا يهمني في أي البقاع يرفرف الآن طالما أنني في الخارج... والذئاب في بيتي تتربع.   أعيدوا لي بيتي، وارفعوا العلم في أي ساحة شئتم... لكن لا ترفعوا علمي على أسطح الجوار طالما سطح بيتي محتل يرفع علم الاحتلال.

قبر واحد لكل العرب

قبرٌ واحد ٌ يكفي كلَّ العرب  هذه الخاطرة كتبت أجزاء منها في تاريخ 28/10/2009  فهل تغير الوضع الآن؟!  رائحة الموت ما تزال تلف غزة، ما تزال تستحم بدمائها، أرواح الشهداء ترتقي كل ساعة، بل كل ثانية، بيوت العزاء تصطف على الجنبين في شوارعها المظللة بالموت .  شهداؤها الرضع الذين لم يتموا شهورهم الخمسة بعد استشهدوا وهم يتضورون لقطرة حليب ترطب جوفهم المتيبس، عاجلتهم رصاصات العدو؛ فرطبت بدمائهم الزكية ذلك الجوف الخائر... لم تقتلهم الرصاصات فقط بل قتلهم الجوع!  نضب الحليب، جفت أثداء أمهاتهم، وباتوا يرسمون رغيف الخبز على وسائدهم؛ عل ّطيفه يعمر أحلامهم.  تاريخ فلسطين لم يكتبه المداد، بل الكفاح، والنضال، ورويَّ بأنهار الدم، وشلالات الشهداء.  فلسطين هي البقعة الوحيدة على خريطة هذا الكون الضبابي التي يفوق فيها عدد القبور عدد البيوت؛ فلم يمضِ يوم لم يرتقِ فيه شهيد منذ وعد بلفور المشؤوم إلى الآن.  فلسطين قدمت، وما تزال تقدم الإستشهاديات بلا تردد، أو بخل، أو خوف، أو وجل... كأنهن كعك العيد، أو بعض قطع الحلوى.  نساؤها هن من تصدين للأسوار، والجدر، والمعابر، وحطمن

مقتطف

  كيف استطعتَ وبغمضة عين أن تحرق رداء الحلم الذي أمضيتُ عمرًا في رتقه وكيِّه؟!

همسات نورانية

همسات نورانية أمي... في غيابك غِبنا نحن أيضًا !   كل الأشياء غابت: العناق، الأحضان، السؤال، الصور، الرسائل، الذكريات، فناجين القهوة في الصباح، كؤوس الشاي عند ساعات المساء، ثرثرة ما قبل النوم، وضحكات كادت أن تصل لعنان السماء.   الوطن تراجع كثيرًا حتى فقدانه بالغياب فأصبح بعيدًا، طريقه مهجورة، ومنكسة الأعلام. الزرع في الحديقة انتظرك طويلًا قبل أن يرفع ذراعيه ويطير كالحمام. فناجين القهوة وحيدة على الرف...   لم يبقَ حولها أي أيادٍ تحتويها بشغف وحنان، لم يبقَ من الأصوات إلا الأصداء: أصواتنا، ضحكاتنا، أغانينا القديمة، أعياد الميلاد، الرقص بالأعراس، وأناشيد الوطن الحماسية وهي تصلنا من قلب المذياع. وعلى الجدران خيالات لأطفال كبروا، هرموا، اعتكفوا، آثروا الصمت؛ لأن الكلام فقد بوصلته... القلب الذي إليه ينجذب، الروح التي يهبط في حضنها فتسكن أوجاعه، وتنام، لتصحو كل صباح كأنها ولدت للتو... لا تعرف إلا الفرح والابتسام. أمي... في غيابك غِبنا نحن أيضًا، بعثرتنا الأيام... لكن بقيَّ شيء واحد يجمعنا: أننا نحبك بجنون، ونحلم بعودتك ليل نهار.

مقتطف

  إنها الأم... لا تخيب الآمال، وأكبر من كل التوقعات.

مقتطف

  لم أعد أخشى مواجهة الذكريات، ورسائل اللوم والعتاب!  يكفيني أنك هزمت الحلم، وشغلت المساء... حافيَّ القدمين،  مُشرِّع  القلب كأول لقاء.

من رسائل بشهوة المطر

صورة
ماذا لو أني فردت الغيم على باطن كفي، وشربت من فيه بعض  القطرات؟!

بلون السراب

بلون السراب ريح شرسة وسوست إلي فأطفأتُ الشموع، وكسرتُ المصابيح، وهدمتُ المعبد على من فيه، وشققتُ ذكرياتنا ففصلت رأسها عن الجسد، ومسحت قبلاتنا عن االوسائد والمرايا ولفائف التبغ. لم أصغِ إلى رجاءك، وتوسلك إليَّ بالبقاء! لم تشفع إليك نظرات الحيرة المبعثرة على محياك، والدهشة التي كانت ترتعد خوفًا على شفتيك، وبريق الأمل وهو ينسكب من بين يديك فينكسر، ويتشظى، ويصبح   بلون السراب.   وحيدًا تركتك، منبوذًا كصنم يتيم يستند إلى جدارٍ آيل للانهيار، مهجورًا، ممزق الخاطر والوصال، وعلى ملامحك انتثرت ألف علامة انكسار. وشت بك الريح وأذاعت سرك على الملأ وبقية والجوار: أنك ترى في منامك الكثير من الفاتنات، تقص عليهن القصص والحكايات، تداعب ضفائرهن بالورود الحمراء، تختلق الأكاذيب الملونة لتبيعهن السراب.   لم أكذب الريح... ثارت ثورتي، وانتفض الشك في مخيلتي فابتلعت الشمس في جوفي، وصفعتك برايات الظلام، ولم ألتفت خلفي لأحصي ضحايا الريح وضحايا الشك. اليوم عادني صوتك بالمنام، عاتبني برقة، وأقسم بأغلظ الأيمان: بأنه لم يعرف الكذب يومًا، وأن الريح وسوست إلي... فأسأت بك الظن، ورفعت بوجهك أعمدة الظلام، و

رسائل بشهوة المطر

وحيدة تنتظر حبيبًا... وحيدة تنتظر الزوج أن يفرغ من اللهو مع الأصدقاء. وحيدة تنتظر عودة الأبناء لتعد إليهم مائدة العشاء، وتطمئن عن الأحوال.  وحيدًا في المقهى يعاند الجريدة أن تجود بصورة حسناء تنعش المساء. وحيدًا بين أرتال الكتب ينتظر نصًا يضج بالحياة. وحيدًا بين الأقلام والأوراق يرسم فكرة تضيء الظلام. وحيدة ووحيدًا ينتظران أن تنفتح أبواب السماء فينسكب الفرح مع المطر، وتشع السعادة مع الشمس، وينير الحب مع القمر. 

جاهلية 4 يوم المرأة العالمي

جاهلية 4 يوم المرأة العالمي  هل تلد الأمَةُ أحرارًا؟ ساقتني أقدامي المتهالكة ذات مساء لحضور أمسية للاحتفال بيوم المرأة العالمي... وهناك رأت نفسي المصدومة، المصعوقة، ما أجج بداخلي ثورة عارمة من التساؤلات، وبركانًا هائجًا من الانفعالات. عبارات مثقلة بالمديح المطلي، المعسول، المنمق، المزخرف، والملون بجميع ألوان الطيف المرئي. عبارات رنانة تتداعى لرقتها جميع الحواس، وتـُشنـَّف لمسمعها الأذان! شعارات تطير في الأفق وترفرف بأجنحة الكذب كالأَعَلام.  حرية المرأة، حقوق المرأة، أمان المرأة... عبارات استفزت صمتي المطبق منذ قرون فنفضتُ عن وجهي غبار الأزمنة الغابرة، ورفـَعْت عني سقف القبر الذي وئدت فيه بأيدي جاهليٍّ غابر، وخرجتُ إليهم صارخة، ضاربة عرض الحائط بكل هذه الشعارات الرنانة، والدعايات الكاذبة: عن أية امراة تتحدث أيها الجاهلي؟ عن أية حرية؟ أية حقوق؟ حريتها أيها الجاهلي ليست قصيدة شعر تتلى في الأمسيات الشعرية، ليست باقةً من النثر تعطر بها صفحات الدواوين.  أمانها ليس صورةً لغلاف مجلة، أو هديةً تُهدى إليها في عيد العشاق؛ لإيهامها بأنها حظيت... ولحسن حظها بقلب عا

مقتطف

هرِم حلمي وأصبح عجوزًا... يهوى النوم باكرًا ويستعذب الشخير!

مقتطف

صورة
بلحظة غضب شطبتك من ذاكرتي... أنى لي بك مرة أخرى؟

مقتطف

صورة
كل ما أشتهيه منفى لا يكثر من السؤال!