المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

العشاء الأخير

العشاء الأخير سأدعوك اليوم إلى العشاء . قررت أن أدعوك اليوم إلى مائدة العشاء , لنهجر قليلاً أحاديث الموت , وطقوس ما قبلَ الموت , وما بعده , ولنتوقف قليلاً عن إحصاء خسائرنا , وعن التفتيش في هزائمنا السابقة , واللاحقة , والتي طرحت على موائد الجوار , ولندَعَ في هذه اللحظة كل الخلق للخالق , ونتناول العشاء الأخير ! ربما أنتَ لهذه اللحظة لا تعرف بعد أنني كنتُ ممن يجيدون  فن " النكتة " , طبعاً هذا كان فيما مضى , قبل أن ألتقيك بألف عام , كنتُ لا أعرف إلا السخرية من هذا الواقع الساقط , وكنتُ أتقن جيداً فن التندر بالمصائب , إلى الحد الذي تصبح فيه لينة على الهضم , فيتناولها من كُتِبَ عليهم الشقاء والشتات , قبل رحلة الهمِّ أو بعدها , لتجلب إليهم المسرات والفرح . هذا لا يعني أنك ثقيل الدم إلى هذا الحد ! لا , لكنك بحالٍ من الأحوال أخذتني إلى طرفك , فبدأنا بالتباري أنا وأنت أيُّنا سيصبح دَمُه أثقل , ونسيتُ في خِضَّم النِزال أنني خُلقت للسعادة ,  وللمرح , وللسخرية التي تجرُّ في أذيالها مواسمَ الفرح . أنتَ ساخرٌ , وجداً , لكنك تعبثُ بجدائل الموت ! لا أدري لماذا ترافق الموت ف

الجغرافيا الجديدة

الجغرافيا الجديدة مادة الجغرافيا في المدارس مادة قد تكون مقيتة بعض الشيء ..  في صغري أنا وللصدق والأمانة العلمية لم أكن أكره مادة الجغرافيا حد الموت بل أقل بكثير .. لكن مع الاعتذار الشديد من أساتذة الجغرافيا فهي مادة ليست سهلة .. وليست محببة .. لا إلى الطلاب  في الصفوف الأولى .. ولا إلى الطلاب في الصفوف العليا .. الجغرافيا لمن لا يعرفها جيداً مادة جميلة بصدق لمن نظر إليها بحب .. ولكنها تقوم على الجانب النظري في وطننا العربي .. وتعتمد كثيراً على أسلوب الحفظ الذي ينطوي على عدم الفهم أحياناً .. سنوات طِوال وأنا أدرس جغرافية البحر الميت وأحفظها جيداً وأحصل على أعلى العلامات القادمة من عالم الحفظ الصم .. إلى أن كبرت وزرت البحر الميت .. عندها أول شيء خطر ببالي أن أمزق كتاب الجغرافيا ! أول ما يستهل به كتاب الجغرافيا .. وهذا كان فيما مضى .. ولم أطلع للأسف على كتب الجغرافيا الحالية .. ولا أدري أصلاً أن أبقت وزارة التربية والتعليم عليها ضمن المنهاج .. كونها مادة تنسى بمجرد أن نغلق الكتاب لأنها في وطننا العربي تدرس نظرياً ونظرياً فقط .. المهم أول درس في الجغرافيا كان هو تقسيم الدولة

فقط .. لمن يريد أن يستمع !

فقط .. لمن يريد أن يستمع ! أنتظر الأعياد بلهفة المشتاق .. بفرحة طفل صغير ينتظر العيد على باب الدار .. أعدُّ للأعياد قلباً معطراً بالفرح .. وأماني لا حصر لها .. بدءاً من الأمن والآمان .. وانتهاءً بالسلم والسلام .. وأحلم بالعيد دون أن أكترث عيد من .. ولمن .. بما فيه العيد الوطني وعيد العمال . وفي كل عيد أجلس وحيدة أترقب من يقرع الباب .. ولا أحد .. " ما في حدا , لا تندهي ما في حدا " .. وأطوي صفحة العيد بحزن وملل .. ومع ذلك في كل موسمٍ للأعياد أقف في الباب .. وأنتظر العيد بلهفة المشتاق ! عام جديد يهلُّ علينا .. أفرح أنا بالعام الجديد .. وأبدأ برسم خريطة حلم جديد يليق بهذا العام .. وما أن ينتصف الليل وتعلن ساعة الوقت أننا دخلنا بسلام العام الجديد حتى تحلُّ بيَّ حالة غريبة من الكآبة الممزوجة بالحزن والقهر والسخط والغضب .. ماذا يعني عام آخر جديد ؟ يعني الكثير .. وهذا ليس تحاملاً مني على العام الجديد .. وليست مبالغة .. أو سرد عبارات لا يحتملها النص .. هدفها السامي تعكير أجواء الصفو في العام الجديد .. في العام الجديد .. كبرنا .. فما عادت تنطلي علينا حيل الكبار .. وأكاذيب