المشاركات

عرض المشاركات من 2012
هل من خبر ؟ في الشرفة أنتظر مرسالاً يحمل إليَّ خبراً قلبي يحدثني بأن هناك أمراً جللاً وأنا أراود نفسي وأمنيها بمزيدٍ من الأمل .. لا طيور تنتفض في سماء المدينة والحمام الزاجل لا يحمل إلا الرسائل الحزينة وحدك أيها القمر من تملك فقط حق السهر .. حائرة أنا في زحمة الحروف هل أهجر الدواة والقلم .. هل أكتم الآهة وأبتلع الندم .. هل أخفي الدمع وهو ينساب كشلالٍ من المقل .. عيناك الهاربتان من أفقي وكلماتك المتعثرة على الشفة كلُ ما أذكره من تلك الليلة العاصفة بكل المحنِ .. لا نسيم حولي أستنشقه رائحة البارود تخنقني وظلك الغائب في ظلام ٍ سرمديٍ ليس له مدى أو أثر .. إلى متى والشوق يعصرني .. يذيبني .. يفتح نوافذ السؤال على مصراعيها ويبدد كل إجابة  تشي بأي خبر .. لا الليل ليلٌ في ليلي ولا الشمس في سمائي تسطع وهذه النجوم حائرة مثلي ما ذنبها كي يهجرها النوم والأمل .. هل لي بخبر تحمله جناحُ قُبرةٍ أو منقار حمامة زاجلة أو زخة مطر أو ريحٌ تائهة تبحث عن وجهي في ظلال القمر .. هل من خبر هل من خبر  هل من خبر ....... ؟

الغيم لي .

صورة
الغيم لي . أنا على العهد يا غيم .. أنا على عهدي معك .. أنا ما خنت العهد يا غيم .. أنا ما نسيتك .. ولا أضناني في انتظارك طول الوقت ..  شتاء إثر شتاء أقف بباب السماء أنتظر كل السحب العابرة علها تحمل إليَّ عنك أي خبر .. ولطالما غافلتني يدي وتسللت إلى قلب الأفق .. لكنها كانت تعود منه كما دخلت بخفيِّ حنين وخيبة أمل .. ولا قلت في يوم أضناني الانتظار .. ولا قلت يوماً أنا لن أنتظر .. أنا التي انتظرت الغيم دهراً من الزمان ولم أسأله في يومٍ رشة مطر .. أنا التي الجفاف واليباس هشما فؤادي ما رجوت الغيم يوماً الشتاء .. ولا سألته الهطول على قلبي .. ولا طلبت إليه أن يهجر ناعسة كانون في حجره ويأتيني .. ولا أن يقف ببابي في أيلول يبكي كطفل فقد طفولته على أبواب الغجر . واعدت حبات المطر .. نعم واعدت حبات المطر  .. لكنِّي لم أخنك يا غيم .. ولم أهم على وجهي عشقاً في أمطار بني البشر .. وأعلنت لهم في أول لقاء بيننا .. أنني للغيم .. والغيم لي .. شاء أم لم يشأ بنو البشر . لكنك يا غيم عائب .. بل وفيك من العيوب ما لا يتقنه بنو البشر ..  تواعدني وجدائل كانون في حجرك تختبئ ؟!  تغرقني في

اخرج من قلبي

أخرج من قلبي نعم .. أخرج من قلبي .. تتربع على عرش قلبي .. وقلبك يتربع على عرش الهزائم .. كل ليلة تستحضر هزائمك وتعدُّها على أصابع يدك .. وما تبقى من آخر الليل الهزيل .. ما تبقى من هزائم الليل تسحب عليه ستار العتمة .. وتغط في سبات عميق .. وأنا خلف باب أحزانك .. أرتق ثقوبها .. أضمد جراحها .. ألعق هزائمها وانكساراتها .. ألملم نزيفك الممتد حتى آخر شريان في قلبي .. وعند الصباح تستحضر هزائمك من جديد وتعاود العدّ . أنا من يحضن جراحي .. من يلعق هزائمي وانكساراتي وحماقاتي التي تسبقني إلى باب بيتك .. تنتظر أن تستيقظ من سباتك العميق لتلقي عليك تحية الصباح .. أنا من يوقف نزيف آلامي .. من يضمد جراحي .. من يهديني صباحاً جميلاً أرى العالم من خلاله . هذيانك .. فوضاك .. انكساراتك .. غموضك .. بكاؤك .. حتى عندما تجود عليَّ بابتسامة موشحة بالحزن والقهر والألم فأضمها إلى صدري .. أحاول أن أنقيها من شوائب القهر والحزن والألم فلا يتبقى لي سوى ظلال ابتسامة ومع ذلك أفرح بها وأخبئها في صدري خشية أن تتلاشى مع زوابع الأيام . متعبة أنا .. متعبة أنا وجراحي تمتد إلى كل نقطة في الكون وأنت لا ترى سوى هزائمك التي لا ت

رثاء أمي .

رثاء أمي عام مرَّ وأنا أهرب من نفسي .. أخاف أن أواجهها كي لا أثبّت حقيقة ثابتة وهي أن الموت حق .. وأن الموت استطاع أن يخطفك مني . عام كامل وأنا أهزُّ رأسي موافقة على أن الموت حق .. وحين أخلو إلى نفسي لا تستقر هذه الحقيقة المطلقة في أعماقي ثانية واحدة . أنا لا أستعجل فكرة أن أتقبل أنك لست بيننا الآن .. وأنك لن تكوني في استقبالي حين العودة .. وأنني أدخر إليك كماً من الأحاديث يكاد ينفجر في قلبي ويندلق من بين ضلوعي . حتى هذه اللحظة يا أمي وأنا أكتب إليك هذه الحروف وأنا ممتلئة بالشجاعة والإيمان أتخيل أنك ستقرئين هذه الحروف وكأنها كتبت لآخر لا يعنيني ولا يعنيك فالحقائق يا أم تحتاج زمناً حتى تتغلغل فينا وتصبح جزءاً لا يتجزأ منا .. جزءاً راسخاً فينا .. ركناً موجوداً في أركان حياتنا لا يمكن تجاهله .. أو تجاوزه .. لا أعلم إلى متى سيتم هذا الهروب ولكني لا أستعجل انتهاءه ولا أرغب بوضع النقطة الأخيرة في صفحته .. لذلك كما قلت إليك يا أم أنا أراك الآن بين السطور تقرئين وتقرئين وترتسم علامات الدهشة على محياك الرقيق . راهنتُ طِوال العمر أنك قوية وأنك هزمت الحروب جميعها وهزمت الانكسارات التي مرت فيها

سأصنع ثورة .

صورة
سأصنع ثورة آن لك يا قلب أن تثور. "يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة " هذ الأغنية الحلم، الشعار الحلم الذي كان ينام على وسادتي كل ليلة، يتدثر في أحلامي، ينهض مع صباحاتي، يرفع علمك يا وطن على جبهتي، يتلو معي كل آيات الذكر الحكيم كي يحفظك الله يا وطن ويعيدك بهيًا، عفيًا، شامخًا، زاهيًا بلون المجد. تُهت في زحمة الوقت، عُلقت على قائمة الممنوع من الصرف، تجاذبتني التيارات المتضادة؛ فقذفتني نحو اليمين ونحو اليسار مع أنني كنتُ أظنني أتمترس جيدًا في ملاعب الوسط وأحمل اسمك عاليًا على جبيني وبقية الرفاق يصدح نشيدهم: عاشت فلسطين، عاش الوطن. اليوم بعد أن تعبت من الركلات المتوالية، وأعياني الركض حافية القدمين فوق أشواك غريبة، قررت الاعتصام في حلم ناءٍ عن أعين البشر إلى أن تعود يا إليَّ يا وطن وأعود إليك. لكن الشعار الحلم أخذ يصفر في أذني، ويعلن النفير "يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة"  فكان لا بد لقلبي أن يستجيب، ويعلنها ثورة! لا تخف يا قلب؛ فلن تكون وحدك، هذه الخيام المترامية على مد البصر كانت أيضًا مثلك، ينام على وسائدها ذات الشعار، ذات الحلم، كان كذلك يصحو في ص

حافية القدمين

حافية القدمين وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الآيلة للسقوط .. تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي هنا على رصيف العمر وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى نقطة السراب في صحراء حياتي   . جريئاً .. واثق الخطوة .. مبتسماً .. كنتَ .. لست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة .. مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب   .. وقعتُ .. نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ .. يا سيدي لا تطل النظر إلى قدميَّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بقيت سنوات العمر أركض حافية القدمين خلف ظلّه   . من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصل إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية .. يحاصرني .. يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي .. يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي .. لا تمدَّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك .. وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة .. عُد من حيث أتيت .. وأتركني أكمل تصفح أشجار الفراغ .. وتحسس الأوراق الآيلة للسقوط من شرفة أيامي .. وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوط ٍعنكبوتية .. لكنّي أسيرتها يا هذا .. وأنت ترافقك ابتسامة أخشى أن تتسلل من نافذة قل

هذا العيد لك .

هذا العيد لك أيلول جديد يهل بسمائي ويدق برفق أبواب أحلامي .. وصورة أيلولية جديدة تتوسد ألبوم الصور .. تحتل أولى الصفحات .. وتعلن إشراقة العيد من شرفة أسواري .. هذا العيد لك .. سأهدي هذا العيد لك .. فأنت هبة السماء لهذا العام .. لهذا الخريف الحزين .. أنت أول تباشير الشتاء .. أول إطلالات الغيم .. أول عناقيد المطر .. لأول مرة يا أيلول سأكتب بعيدا ً عن عين الشمس .. أخشى عليك من الحسد .. أخشى عليك من نيران غيرتها .. لطالما أحرقت لأيلول أوراقا ً لم يجف حبرها .. وأطفأت له أنوارا ً كانت تشع في سمائها كالبدر . لأول مرة يا أيلولي سأصافح الليل وأستدعيه على مائدة السهر وسأسكب له من مقلتي فناجين القهوة المرة وسأشرب معه نخب اللقاء .. ونخب السهر .. ونخب أيلول الذي دق أبوابي في موعده فتراقصت له أحلامي وانتفض الحبر بين يديّ .. يناديني .. يسألني عن الورق .. هذا الليل لك .. هذا الحبر لك .. هذا الورق لك .. هذا الخريف لك.. وهذا العيد لك . أيلول .. هذا العيد لك .. فتعال معي إلى مائدة السهر والأحلام والليل الذي لا ينتهي والشمس التي تذوب قهرا ً في لجة البحر .. أنت يا أيلول سيد هذا العيد وسيد اللحظة وسيد ال

عام مرَّ .

عام مرَّ .. مرَّ عام والحزن في قلبي يكبر .. وجذوة الاشتياق والحنين ما خبت في قلبي .. ووهج صورتك ما ذبل على شرفات الذكرى .. وأنا كما أنا كل ليلة أتذكر وجهك الملائكي والنور الذي كان ينبعث منه .. وعلامات الرضى والقناعة التي ارتسمت على ملامحك .. وهدوء البال في لقاء الأيام .. والتأني في رسم الأحلام .. والصبر على الأوجاع .. واليقين الأكيد بأن الله جلا وعلا لا يرد دعاء مظلوم .. ولا لخائب رجاء .. اليوم .. أين أنا اليوم من كل هذا ؟ واجمة .. واجفة .. خائفة من كل شيء .. أشعر بأمواج الشتات ترفعني من شتات وتسلمني لآخر .. ولا من صدر حنون أبكي عليه .. وأشكو جبروتها إليه .. ولا من يد طاهرة تمسح بصدق على أوجاعي .. وتقول لي الصبر يا ابنتي .. إن الصبر مفتاح الفرج .. إن الصبر مفتاح الفرج . كان صامتاً .. نادراً ما يتكلم .. لكنه إن تكلم وضع النقاط فوق الحروف .. أسكت كل الضجيج .. أخمد كل التساؤلات التي لم أكن أصل إلى إجابات شافية لها أنا وعقلي وفكري وكل كياني إذا اجتمعنا .. كنت أحتاج منه كلمة فقط لأتابع مشواري دون وجل أو خوف أو تردد .. كنت دائماً بانتظار شارة منه كي أواصل المسير .. كنت دائماً أضع نصب عينيّ

قصيدة

قصيدة . أسرق الوقت .. كي أسرق القصيدة .. أغلق الربيع كتابه في وجهي وبقيت وحيدة خارج سطور الحكاية . أتى الربيع وغادر هذا العام دوني .. لم أشاهد تفتّح الزهر على يديك .. ولم أحضر مواسم اللوز معك .. كنت وحدك تغيب في أفقك السرمدي .. تنسج حكايات من الماء وتغرق فيها وحدك . كم قلت لك فلنجعل هذا الليل أبهى .. فلنجعل هذا النهار أطول .. تعال نعيش على فتات الأمل .. في الوطن بقايا أمل تكفينا .. دعنا ننسج حكاية جميلة نعيش داخل أقبيتها ما تبقى لنا من العمر . أغلقت كتابك في وجهي .. وفنجان قهوتك انتظر طويلاً بين يديِّ .. لم يشأ أن يتركني وحدي وأنت تعيش دور الرحالة .. تحمل أشعارك وترحل .. وتبعث لي مع الحمام الزاجل خارطة قلبك .. وكم من العابثات سكنت فيه .. وكم نظمت فيهن أشعاراً .. وكم أرسلت إليهن قبلاً فارغة في الهواء .. الربيع رحل من دوني .. وكتابك مغلق في وجهي .. وفنجان قهوتك نفد صبره منك .. وضاق ذرعاً بانتظارك .. والوقت طويل جداً في غيابك وضفائره معقدة وجامدة .. والوطن بعيد .. بعيد .. فلا تلمني إن أغلقت عينيِّ في وجهك.. ونسجت حلماً آخر من دونك .. وشربت قهوتي من دونك .. واستدعيت الوقت على عجل وطلبت إ

أنا وظلي

أنا وظلي حملتك دهوراً على كتفي .. مشيت بك العمر كله .. وما تثاقلت .. وما قلت في يوم أُفٍ أو شكوت .. ما قلت تعبت أو مللت أو حتى ضجرت .. وما لمحت بأنك قد تكون تغيرت .. لم يلمحك أحد في قلبي .. ولم تقع عليك عينٌ وأنتَ تتجول معي في حدائق عمري الخلفية .. وعلى مدارج الفصول الأربع .. كنتُ أنا وأنتَ ننظر من ذات العين .. نرى ذات الأشياء .. نسمع ذات الصخب .. وذات الضجيج .. وحين أثور كنتُ أثور وحدي .. وتبقى أنت صامتاً في قلبي .. تحتفظ رغماً عنك ببعض هدوءك الذي روضتك عليه حين كنت أهددك طوال الوقت وأحذرك " إياك أن تفقد هذا الهدوء .. فتنزل عن كتفي إلى الأبد " .. اليوم سنطفئ شمعة ميلاد جديدة .. لن أعدَّ الشموع حتى لا تصيبك عيني بالحسد .. " ومن يحسد المحب إلا عين حبيبه ".. طبعاً أبادرك بالقول قبل أن تبادرني بجميع علامات الاستفهام والاستنكار والتعجب .. لكنه سؤال صغير يريد أن يتسلل إليك عبر هذه الزحمة ليسألك .. هل أنتَ أنت ؟ هل أنتَ لا تزال أنت ؟ كنت تعدني حين كنا صغاراً نلعب على ضفاف العمر أنك لن تكبر كالآخرين .. وستبقى وسيماً تتخطفك النظرات وتقاتل لأجلك كل الحسان .. وكنت أرى بأم ع

من تلميذة

من تلميذة يا سيدي أنا بالكاد أتهجا الحروف وأقرأ بعض الكلمات .. أنا لا أفكك الرموز ولا طلاسم الأيام .. لا ترسل إلي بمعجمٍ أنا أقرأ جيداً تلك النظرات . بالأمس انتظرتك عند قارعة الطريق لتحمل إليَّ الورود والأشواق .. فأتيتني بعد غيابٍ تعدُّ سنين عمرك في انتظار الأحباب .. وألقيت إليَّ بورود باردة .. خالية من لمساتك .. ومن دفء الأنفاس . ابتلعت دهشتي وما تعثر على شفتي من كلمات .. وسكنت إلى نفسي الشقية أعاتبها .. وأحاسبها أشد حساب .. وقلت في ذاتي غيمة تنقشع وينهمر المطر فيغسل الضباب .. وعدت لقارعة الطريق بيدٍ أحمل مظلتي وبالأخرى أحمل كتاب الأذكار ولساني يردد بالدعوة قد تحمله غيمة حبلى ويمطر في حضني كل الأشواق .. تعب لساني .. وما كللت من الانتظار .. فإذ بالغيمة تمطر في حضن غيري قصائد وأشعار .. أغمضت عيني متجاهلة وقع ضربات المطر على قلبي المذبوح بسهام الآمال وغدوت في حيرة من أمري هل أعود أدراجي.. وهذا الإصرار بداخلي على اللقاء كيف أحطمه .. وقد أخذ مني تشييده ليالي وأياما ً ؟ لم أفكر بالاستسلام لحظة ولو حجزت كل الغيوم وأقمت عليها حِجراً في السماء وحاصرتك بعيوني التي تخترق الآفاق .. ولكنك كنت تف

" إلى من يهمه الأمر "

" إلى من يهمه الأمر " أخي الحبيب شكراً لك .. بادرتني بهذه العبارة المألوفة جداً " إلى من يهمه الأمر "  ففتحت كل مواجعي على مصراعيها ..  " إلى من يهمه الأمر"  فقد غيرت رقم هاتفي للمرة الألف وهذا رقمي الجديد .. فهل يعنيكم هذا الأمر ؟ تحسباً لأن أكون أعني فيكم أو منكم أحداً قررت أن أخبركم برقم هاتفي الجديد .. علَّ وعسى أن يعنيكم الأمر .. ولعل وعسى رغبة طارئة لو لثوانٍ عابرة أن تفرض نفسها على القلوب فتضطر أحداً منكم  أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن الحال والأحوال .. فربما كنتَ أنتَ ممن يهمهم  الأمر .. وربما كنتُ أنا فعلاً ودون أن أدري من يهمكم أمره ..  وما كان إرسالي لرقم هاتفي الجديد ضرباً من ضروب العبث أو مضيعة للوقت . " إلى من يهمه الأمر"  ولا أسأل من وكيف ومتى كنتُ موضع أهميتهم .. وموضع سؤالهم واستفسارهم .. وفجأة وقبل أن تبرق السماء بألوان الخوف .. وترعد بأصوات القلق .. احتلت غيمة كبرى السماء .. فلا عادت الشمس تجرؤ على الشروق أو الظهور على استحياء في كبد السماء .. ولا عادت السماء تستطيع أن تبكي مطراً على قلوب أعياها التصحر ويبسها الجف

" خارج التغطية "

 " خارج التغطية  " هل أُفشي إليك سراً ؟ بعد عقودٍ من الزمن نستطيع أن نفشي بعض الأسرار .. وهو سرٌّ صغير جميل ينام على كتف القمر منذ عقود .. فلماذا لا أرسله إليك مع صباحات العيد ؟ في ليالي العيد يحلو الكلام وتفوح منه مع رائحة الكعك رائحة الذكريات .. وأنتَ في هذه الليلة تقف أمامي مبتسماً كعادتك حين ألوح إليك أنني قد أفشي إليك سراً .. قد أبوح إليك بماذا فعل بيَّ ذلك الليل العنيد ذات مساء .. حين أتاني خريف عاصف .. في أيلول فائت .. لا أعرف .. لم أعد أذكر بالضبط أي أيلول ذاك الذي زمجر فيه وكشر عن أنيابه .. فلم تحتمل أنتَ رياحه الباردة .. لم تحتمل رياحه العاصفة .. فذهبت إليها .. ربما كانت هي كالنسمة ..  أنا لا أنكر عليها وعليك ذلك ..  ربما كانت هي دافئة جداً في أيلول عاصف مدمر .. ربما كنتَ أنتَ تخشى البرد وتخاف من العواصف وتركن إلى الهدوء ويطيب إليك سماع صوتها العذب الممتلئ غنجاً وأنوثة ..  لا أنكر عليها وعليك ذلك .. ما ذنبي أنا إن كنتُ من زوابع أيلول ونتاج إحدى ثوراته .. لكنّي أملك قلباً نقياً .. رياناً .. صافياً .. حلو المذاق كحليب أمنا حواء .. هو أيلول من أور

فرح .. لبؤة آب

فرح .. لبؤة آب أحبُّ الصيف .. أحبُّ عناقيدَ العنب تتدلى بغنج الصبايا على جبين الصيف .. أحبُّ الرمانَ ولونه الأحمر القاني حين يصبغ شفاه العذارى ويسيل عذباً على روح العشاق مع نسائم الصيف الحارة فيغلفها بلؤلؤ الندى . مع عناقيد العنب التي تدلت على جبين آب .. ومع حبات الياسمين التي افترشت بزهو وخيلاء حديقة البيت ذلك الصباح .. حنَّ عليَّ قلب الأم السماء ووهبني شحرورة ذلك الصيف .. عروس الجمال والفرح والسعادة .. وهبتني السماء الفرح كله .. فكانت اسماً على مسمى .. وكان لا يليق بحضورها إلا الفرح . على غير عادات الأطفال من بكاء وصراخ .. كانت فرحي لا تعرف إلا الفرح .. ولا تجيد إلا الضحك والمرح .. كانت لا تشبه أقرانها إلا في البراءة التي ولدت معهم في أحشاء قلوبهم .. كانت طفلة تشع عيناها العسليتان الناعستان كل الذكاء .. كل الشقاوة .. كل المرح .. كل الفضول .. كل الدهشة والاستغراب .. كل علامات الاستفهام .. وكنت دائماً أحدث نفسي بأن هذه الصغيرة القادمة إلينا من فرح السماء ستكون نبع السعادة لهذه العائلة .. ستكون شلال الفرح .. واستطاعت أن تكون .. فرح العروس الرابعة لهذه العائلة استطاعت أن تسجل الرقم الص

بوح أخير

بوح أخير كلمات لن ترى النور لأن النور لا يراها . سألقيِ بهذه الحروف المتعبة في وجه هذا الزمان .. إن كُتبت إليك خطا إلى هذه الحروف فاقرأها واتلها على مسامعك كما كان بودي طِوال العمر أن أفعل . رددها بصوتٍ عالٍ .. حرف بحرف .. ونَفس بنَفس .. أريد أن أراها مرتسمة في بؤبؤ عينيك .. أريد أن أراني فيها وأنت تقرأني .. كم رغبت في هذا .. وكم حلمت برنة الحروف تفرُّ من حنجرتك لتلامس شغاف قلبي معلنة موعد الوصول ! لكن هي الريح كعادتها أقوى من كل القراءات ، عصفت بما كان فلم تُبقِ منه شيئاً .. وأظنها الآن متوارية خلف الباب وستعصف بكل بوحي .. وأنت ما زلت تتوكأ عتبة الأيام وتختبىء خلفها لتعد أنفاسي هل ما زالت منتظمة في غيابك ؟ كفاك عبثاً .. فانا لست هنا .. غادرت مع أول زوبعة ثارت في فنجان قهوتك .. رحلت لأني لا أقبل المناصفة ولا الاسترضاء .. أنا كحد السيف إما أن أكون أو لا أكون . قلبي يحدثني بأنك عائد .. صدى همساتك لا يزال يرن في جوف قلبي كأنها اللحظة . هل ستعود ؟ ربما .. أنت وحدك في هذا العالم من يسبر غور قلبي ويشفي جراحه .. وحدك من يداعب دقات فؤادي الناعسة ويستحلفها لترقص بين ذراعيه رقصة المساء حين يستلق

رسائل من مجهول

رسائل من مجهول ضربة في الرمل وأخرى في الهواء .. خطا مهترئة ترحل على رصيف مجهول .. حقيبة ملأى بذكريات مشوهة لن ترى في يومٍ النور .. أقدام خائفة .. أفكار زائغة وقلب من حديد .. صاحت فيك السماء : كفاك احتراقاً.. أمطار هذا الشتاء لن تخمد منك النيران .. لن تطفئ هذا الحريق . لا تتسكع قرب الموانئ .. لا تستجدها الوصال .. ما عادت البحار تنجب عرائسَ .. ما عادت تهدي عاشقينها أوطاناً .. ما عاد مصباح علاء الدين ينتفض لرغباتك .. تاه منه علاء الدين .. أسرته أميرة الظلام وماردُه غاب في سبات عميق .. قد لا يفيق منه قبل قرنٍ من الزمان . كم مضى عليك أيها المجهول وأنت تنقش حروف اسمها على أوراق الورد علَّ عاصفة مجنونة تحمل إليها يوماً وشاحاً من أشعارك ؟ كم مضى عليك وأنت تغزل لها أطواق الياسمين وترسلها إليها كل صباح على أشرعة المراكب ؟ كم مضى عليك وأنت تنسج قوافياً بكماء وتصلي عليها كل ليلة كي تنطق بعد أن أثقل لعق المرار لسانك ؟ ساعة الرمل ليس لها أبواق تدق فتوقظ القلوب النائمة كما تفعل عقارب الوقت .. تلدغ وتختفي في الجدار .. وأنت لا تفتأ تحصر الوقت وسنين عمرك في زجاجة وترسلها رسائل مع إمضاء " المجهول &q

" أرض البرتقال الحزين "

صورة
  " أرض البرتقال الحزين "   هذه رسالة مني إليك ..   إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيُّ في قلوبنا وإلى الأبد ..   أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائماً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء .. لعلني أكون صريحة جداً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد   لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائماً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي .. (رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني .. غرقت في الحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن إنتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن   .. اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان

كنتَ مني وكنتُ منك !

كنت َمني وكنتُ منك .. حين يعلو صوت الصخب الهمسات الناعمة لا تُسمع .. ومع ذلك سمعتُ همسك المحموم في أذنها .. قلتَ لها بالحرف الواحد أنك مثلها تعشق الجنون .. اعترفتَ لها وبملء فيك أنك مجنون فيها بل وتمارس الآن معها جميع طقوس الجنون .. أنتَ لم تنتبه لوجودي .. ظننت أنني قطعة من تلك الفوضى .. أنني بعض ذلك الصخب .. أنني جزء بالٍ من ضجيج هذه الأيام وعليك الآن أن تفتح الستائر وتستقبل جنوناً جديداً . سمة الصدق هذه الأيام هي الكذب .. كنت أظنك تطهرت من كذبك وأن هذا الضجيج يملأ رأسك أيضاً وأنني وحدي من أسكن مساحات الهدوء في أروقة قلبك التي اهترأت من فرط العشق .. وأن كل ما تبعثره من غزل صبياني على شرفات الجوار ألهو فيه في أوقات فراغي . ظننتك كبُرتَ مثلي وهرمتَ مثلي .. وهذا الربيع الأرجواني الجدائل حلَّ علينا معاً فأعادنا إلى شوارع الزمن الجميل وألقى بنا إلى قارعة الحب المنثور .. حيث يترامى الحب على الطرقات .. ويتسلل إلى الشرفات .. وينام على أبواب الغد .. ويختبىء بين ثقوب الماضي .. ويتدثر في أحلام العصافير .. ويتأرجح بين أوتار دو .. ري .. مي .. كنت أظن وأظن وأظن ولأول مرة في عمري