في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي

 في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي

هل أعتذر يا أم أنني لم أتذكر تاريخ وفاتك... مع أن كلماتي إليك كانت بين يديِّ، أعيد قرائتها وقلبي يرتجف بعد كل هذه السنوات من الرحيل، أنا لم أتذكر يا أم؛ لأنه ببساطة شديدة فكرة الموت والرحيل تلاشت من فكري، حل محلها أنك موجودة معي، صورتك في كل مكان: على شاشة الهاتف، الحاسوب، التلفاز، برواز جميل قرب سريري، في حمالة مفاتيحي، في كل مكان تقع عيني عليه، والأكثر من ذلك أن صورتك أصبحت محفورة في دماغي فلا يخيل إليّ أنك لا تسمعينني، لا تشاهدينني، لا تشاركينني كل الأحداث التي تمرُّ بيّ ولا أضطر لإعادتها على مسمعك؛ لأنك معي في كل لحظة من لحظات حياتي... لدرجة أني نسيت أنك رحلت، وتأقلمت مع فكرة وجودك؛ فأهتز من أعماقي حين يذكرني أحد بأنها ذكرى رحيلك!
طبعا أنا أعتذر اعتذار مبطن لأنني أدرك تماما أنه لا يوجد أي شيء أكبر من أن يذكرني بهذا الرحيل، ولكني أحاول إقناع نفسي جاهدة حتى أرفع عنها اللوم والعتاب؛ فأنا أشفق عليها من الداومة التي تعيشها، والظروف المبهمة، والضغوطات والتحديات التي لا تنتهي.
في رسائلي السابقة إليك كنت أكتب إليك عن كل جديد_ ولو بشكل مختصر _ لكن كل ما كنت أكتبه إليك لا يعد نقطة في بحر ما وصل بنا الحال إليه في هذه الأيام... لا أريد ان أقلق نومتك؛ فلقد تعبت كثيرًا في حياتك... ولكنك لو عشت إلى هذا اليوم لكنتِ عرفت أنك رحلت بأفضل الأوقات؛ فالوقت صعب للغاية.
أمي حبيبتي هل استعجلت الرحيل أم لا سؤالًا  لم يعد مطروحًا؛ لأنك الآن بمكان أفضل من هذا المكان وهذا الزمان.
نامي قريرة العين يا أم نحن بخير لا ينقصنا إلا حضنك الدافئ وبعض قبل الاشتياق!
لروحك الطاهرة ألف سلام

تعليقات

  1. نامي قريرة العين يا أم نحن بخير لا ينقصنا إلا حضنك الدافئ وبعض قبل الاشتياق!
    لروحك الطاهرة ألف سلام

    ردحذف

  2. طبعا أنا أعتذر اعتذار مبطن لأنني أدرك تماما أنه لا يوجد أي شيء أكبر من أن يذكرني بهذا الرحيل، ولكني أحاول إقناع نفسي جاهدة حتى أرفع عنها اللوم والعتاب؛ فأنا أشفق عليها من الداومة التي تعيشها، والظروف المبهمة، والضغوطات والتحديات التي لا تنتهي.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة

حروف متمردة