المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي

  في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي "وفي وسط الطريق ووقفنا وسلمنا وودعنا يا قلبي ورجعنا  الطريق وحدينا ودموعنا في عينينا يا قلبي" هذه هي الأغنية الوحيدة التي كنت تحب سماعها يا أبي؛ كانت تذكرك بفراق أحبتك حين أقصونا فجأة عن تلك الديار، وفقدنا الحضن الذي كان يحتوينا كعائلة صغيرة داخل عائلة أكبر، أبعدونا وابعدوك عن حضن الأم التي كنت تعشقها، ولا تقوى على البعد عنها... لكن القدر شاء... رحلت ولم ترها، ولم ترَ تلك البلاد، ولا ذقت حنان ذلك الحضن إلى الأبد. اليوم وفي ذكرى وفاتك الثانية عشر صادف أن رحل إليك آخر إخوتك _العزيز إلى قلبك_ اجتمع شملكم مرة أخرى هناك، في دار الحق، كم اشتقتَ إليهم؟ كم اشتاقوا إليك؟ ها أنتم جميعا تلتقون أرواحًا طاهرة، نقية، تتفقد الأحبة كلما جاءهم نداء الاشتياق. الفراق صعب يا أبي، وأنت ذقته، وتعرف مرارته، ولكن ليس باليد حيلة؛ هي خطى كتبت علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها. أنت في البال ولم تغب عنه لحظة، وأنت في الفكر، في القلب، في الوجدان، وحتى عندما يدق الألم ابواب الفؤاد نركض إليك؛ لتميط الأذى، وتقبِّل الجراح كي تهدأ، وتقرأ عليها ما تحفظه من القرأن كي تبرأ. كنت أبً