المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

انكسار يتلوه انتصار

انكسار يتلوه انتصار لم انكسر يوماً .. لم أعرف طعم الانكسار .. لم أتذوق مرارة الانكسار .. كنتُ أتحدى الهزائم .. كل الهزائم .. بقلبٍ من حديد  .. كنتُ أقلب صفحة الهزيمة من يومي كما أقلب صفحة قديمة في دفتري .. لا أنظر بين سطورها .. لا تستوقفني علامات الهزيمة في رأس الصفحة . أنا لم أنحنِ أمام أي هزيمة .. ولم تلكني عقارب الانكسار . اليوم أتاني صوتك حزيناً .. منكسراً .. محملاً  بهزائم العالم جميعها .. متى اخترقتك كل هذه الهزائم ؟ أم أنك كنت تختزنها في داخلك .. وتفجرت اليوم .. فكسرتك .. وأنت الشامخ شموخ السماء .. كيف هزمتك ؟ كيف تسللت إليك .. ونالت منك .. نالت من صمودك .. من صبرك .. من تحديك .. من إصرارك .. وأنا التي كنتُ ألتجىء إليك .. ألتمس منك الصبر والصمود .. أتعلم على يديك معاني الإصرار والتحدي .. كيف تركتَها تنال منك ؟ لا تغيبي عني .. لا تبتعدي .. لا تهجريني .. هذه هي العبارات التي أصبحت ترددها اليوم .. لكن بحزن شديد .. بانكسار مفزع .. بألم قلب مهجور .. موجوع .. مفجوع . ربما لم أتمكن من رؤية الدموع وهي تنسكب على وجنتيك .. لكنني شعرت بها وهي تنسكب في قلبي .. فتهب نيرانها

حافية القدمين

حافية القدمين وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الآيلة للسقوط .. تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي .. هنا على رصيف العمر  وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى نقطة السراب في صحراء حياتي  . جريئاً .. واثق الخطوة .. مبتسماً  .. كنتَ ولست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة .. مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب .. وقعتُ ..  نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ  .  يا سيدي .. لا تُطل النظر إلى قدميَّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بَقيتُ سنوات العمر أركض حافية القدمين خلف ظلّه  . من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصلُ إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية .. يحاصرني .. يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي .. يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي . لا تمدَّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك .. وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة ! عُد من حيث أتيت وأتركني أُكمل تصفح أشجار الفراغ .. وتحسس الأوراق الآيلة للسقوط   من شرفة أيامي ..   وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوطٍ عنكبوتية .. لكنّي أسيرتها يا هذا  . وأنتَ ترافقك ابتسامة ..

عذرا سيدتي ومولاتي

   عذراً  سيدتي ومولاتي عذراً أمي  .. عذراً  سيدتي ومولاتي .. عذراً يا أمي لأنني في هذا اليوم لا آتيك محملة بباقات الورد .. لم أكتب فيك شعراً ولا نثرأ .. لم أرسل مع الحمام الزاجل إليك زهور قصائدي مغلفة بأريج القوافي .. عذراً يا مولاتي ..لأنني في هذا اليوم لا أحمل إليك إلا قلبي المسكون فيك .. وألبوم الذكريات .. نار الوجع بقلبي تهب هبات ٍ هبات .. لا يطفىء نيرانها إلا صورة لك على غلاف قلبي تدعو لي بالمسرات .. لم أجد حولي أحداً  يستطيع أن يقرأ معي ألبوم ذكرياتي .. ليس سواك أنت مولاتي من يجيد قراءة همي وتصفح ألبوم عمري على تلك الشرفات .. الصورة الأولى .. هناك تحت ظلال ليمونتنا العتيقة .. همست بأذني أن أتناول سراً  قطعة من الحلوى لأنني سمعت نصيحتك ولم أقتح باب الدار وأنطلق كعادتي أعانق جدران الحارات .. مذاق الحلوى لا يزال شهدها يسيل مع لعابي ورائحة الليمون لا تزال تتسلل كل ليلة إلى أنفي .. تعانقني وتدعونني أن أقطف ليمونها وأعصره في قلبي فأشفى من الوجع .. من المرض .. من القهر .. من ضربات الزمان .. الصورة الثانية .. مدرستي وحقيبتي التي كانت تعج بقصص ملونة ودمية جميلة ضفائرها بل

رسائل لم يزرها مطر!

صورة
رسائل لم يزرها مطر! كلما هَممتُ بالكتابة إليك يعتريني الفتور،  يبددني الضجر، تبعثرني الحيرة، تلسعني سياط الأسئلة: لماذا أكتب إليك؟ عن ماذا أكتب؟ وهل في الكتابة إليك أي جدوى؟! اعتدت فيما مضى أن أكتب إليك كلما داهمتني الرياح المشبعة برذاذ المطر؛ ترتوي الحروف في جوفي، تنتعش، تتوسلني أن تمطر عندك، فأجمعها في غيمة صغيرة، وأرسلها لتهطل على شرفات عينيك أكاليلًا من الزعتر والعنبر. اليوم لم يحضر الشتاء كعادته، لم تلفح قلبي رياحه المشبعة بالمطر، فبقيت الحروف في جوفي متيبسة، كسلى، يعتريها الخمول والفتور والملل، لا تريد أن تخرج إليك، لا تريد أن تحرجك بالأسئلة! لا تريد أن تسألك عن الوطن الذي أُسقطت أوراقه من فصول السنة، وغاب من توقيت النهار، وأصبح مجرد صورة باهتة على جدران المتاحف. لا تريد أن تسألك عن الرفاق: كم مخرز نشِب في أواصرهم؟ كم حاصرتهم ويلات، وصفعتهم  خيبات أمل؟ والذي نجا منهم: هل هلِكَ أم على وشك؟ لا تريد أن تسألك عن حبات الياسمين التي نبتت بين أناملك: هل كَبُرت؟ هل فاح ربيعها؟ هل نامت على زنديك وقت الغروب؟ هل لسَعَت شفتيها عناقيد الحصرم؟ أم أنها قبل أن تتفتح هجرتك، كما ه

من يكرمكن نساء غزة ؟

صورة
من يكرمكن نساء غزة ؟ دقت ساعة الحائط معلنة  تكريم نساء الأرض . تراكض جميع الرجال في هذا العالم الممتد من الفراغ إلى العدم  لتقديم باقات الورود  وأواني العطر..  تعالت هتافات الشعراء تتغنى  بمحاسن النساء .. علقوا الأوسمة المخملية على أعناق النساء .. وانحنوا لتقبيل الأيادي الناعمة والأنامل الحريرية .. علت أصوات الكذب .. وأبرقت السماء وأرعدت وعوداً ليس لها وجوداً .. ونقشوا  أسماء نسائهم على ألواح من العاج والفضة  . أغفلوا اسمك من بين الأسماء ،  أسقطوه من يافطاتهم ، محوه من ذاكرتهم ، أسقطوه سهواً ، أسقطوه عمداً .. لا يهم ..  المهم أني ما فتئت أبحث عن اسمك في عقولهم .. فوجدته مفقوداً . أنتن يا نساء غزة .. يا من تحملن الألم .. وتنجبن الأبطال .. سقطت اسماؤكن من لائحة التكريم .. أنتن يا من تعلقن أوسمة الاستشهاد على صدوركن عوضاً عن أكاليل الزنبق والفل سقطت اسماؤكن سهواً ! أنتن يا من تقرأن أساطير النضال .. وتكتبن تاريخ هذه الأمة المهزلة بحروف من نور .. وتذيلن تواقيعكن .. بالدم أسقطت اسماؤكن سهواً . أنتن يا من ثملت أفئدتكن من دمع العين المرِّ .. وارتوى تراب الأرض من دمائكن

كيف أقرؤك ؟

كيف أقرؤك ؟  قل لي كيف أقرؤك ؟ قل لي كيف أفهمك ؟ علمني كيف أفسرك ؟ كيف أفكك رموزك وطلاسمك ؟ كيف أتهجأ حروفك ؟ كيف أتتبع طقوسك ؟ كيف أتربع على عرش قلبك وأنت كالزئبق تفر من بين يديِّ كلما حاولت أن ألمسك ؟ مبهم أنت لي ؟! لا أعلم ..  واضح أنت لي ؟!  لا أعلم ..  قل لي كيف أقرؤك ؟ فتشت عنك في معاجم اللغة .. وبحثت في ثنايا الأبجدية .. رسمت بريشتي كل الوجوه الآدمية  وما زلت لم أرَ مثلك ! يحيرني صمتك ويضعفني .. فأغيب بلا وعي .. لأعود ، فأراك تركض في إثري .. وأعاتب نفسي وألومها وأجلدها بالسياط لأنها ابتعدت .. وما أن أعود فلا أجد إلا ظلك . غريبة أنا أشعر بنفسي حين أصافح باب بيتك ، حين أحدثك ، حيت أتلمس أشيائي التي خبأتها في قلبك ، وحين أغادرك لا أسمع إلا صدى قلبي يعاتبك .. وهمسات هجرتها هناك تقول : في يوم كنت لي وكنت لك فأين أنت الآن من قلبٍ افتقدك ؟ هل حقاً عجزت أن أقرأك .. فقل لي كيف أقرؤك ؟ 

طاب مساؤك

طاب مساؤك لن أشرب قهوة هذا المساء من دونك، أنا ومسائي بانتظارك، وهل يحلو لي مساء إلا بك وبحضورك؟!  لن أراقب القمر وأعد َّ النجوم كعادتي حين أكون بانتظارك، عيناك ستشعلان هذا الليل وتضيئان قناديله وشموعه؛ فتغدو قمري ونجومي، سمائي وليلي، فجري وضحاي. أنتَ كل أوقات العمر، أنتَ الأزمنة والأمكنة والفصول، أنتَ حبات المطر، هبات الريح، نسائم الصيف، لهيب آب، خريف أيلول، أعاصير كانون.  أنتَ ثلج كانون وشمس تموز، أنتَ كل المتضادات والمتناقضات والمترادفات، وكل حروف العشق في كل الأبجديات، أنتَ أوراق هذه  العمر وحروفه ما ظهر منها فوق السطور،  وما بطن واختبأ في الهوامش و المعاجم ودفاتر الخرائط.   أنتَ عالمي الذي أشكله بين يديِّ، كما أريد، وكيفماء أشاء، أريدك أن تكون قمر هذه الليلة وليغرب قمرها عن سمائي وكل النجوم، ليغيبوا وراء الزمان والمكان، ليغرق هذا الكون في ظلامه، ليرحل، ليفنى؛ لا يهمني وجوده، لا يعنيني، ما يهمني ويعنيني الآن هو أنك معي، وأن حواسي في هذه اللحظة تصدقني، وأنك لست أكذوبة، لست وهمًا، لست خربشات امرأة. ولا يهمك اضطرابي، وفوضى الحواس التي تنتابني، وتلعثمي، وخفقان قل

ورق .. ورق

ورق هات الورق يا سيدي .. أعطني كل الورق كي أملأه لك .. كي أجيبك على أسئلتك الحائرة . أنا اليوم أملك كل الإجابات لكل الأسئلة التي كانت تدور في مخيلتك .. والتي لم تكن  تجرؤ على أن تدور .. قد لا تذكر الورق .. ولا الأسئلة .. وربما لم تعد تذكر الموضوع ! مضى زمن طويل على ذلك الورق الذي ينتظرني في تلك الزاوية ، وينتظر مني الإجابة ، بينما أنا غارقة أؤدي مسرحية هزلية على مسرح الحياة أبطالها  أنتَ وأنا .. هو وهي .. ومجموعة ممن يرتدون النفاق وجوهاً لهم .. ويقيمون بيننا أحبة لنا . هكذا كان دورهم ودورنا على مسرح هذه الحياة . اليوم تبدلت الأدوار وأنتَ لم تعد تطيق التمثيل أكثر مما مضى .. وأنا مللت كل هذه الأدوار التي وهبتني إياها هذه الطبيعة  ..  مللت أن أكون أنا المثال الأجمل والأنقى والأطهر  .. مللت أن أكون أنا القدوة الحسنة ومنبع الطيبة وشلالات الخير والحب الذي لا ينضب .. ومللت أن أكون أيضاً الضحية .  مللت أن أكون الرقم الصعب كما كنت تسميني .. مللت أن أكون أصلاً  رقماً  في أية مسرحية وعلى أي مسرح حتى لو كان مسرح هذه الحياة . ماذا تنتظر مني أن أقول إليك ؟ هل أعلن عن مسابقة جديدة

أريد حريتي

أريد حريتي  سعيدة .. نعم أنا سعيدة .. عقلي سعيد .. فكري سعيد .. لكن قلبي يبدو غير سعيد .. هو القلب هذا الركن الثائر من الجسد .. الركن المتمرد .. الركن المشاكس .. الركن الرفضوي لجميع أوامر العقل .. ومع ذلك فهو ينقاد كالأسير المكبل أمام رغبات العقل وأوامره .. فلماذا يتمرد القلب إن كان لا يقوى على شيء ؟ كنت حتى فترة قريبة أظن أنني أسيرة قلبي .. لكنّي اليوم بعد أكملت اللوحة وعلقتها على الجدار وجدت ما كان ينقصني .. لم يكن ينقصني أن أكون بجانبك .. بل أن أكون بعيدة عنك .. طوال الوقت كنت أظن أن وجودنا في نفس اللوحة هو التحدي وهو الهدف ولأجله كان النضال وكان السعي وكان العذاب وكان المرار .. وما أن اكتملت اللوحة وعُلقتُ أنا وأنت على الجدار حتى وجدت أن ما كنت أبحث عنه هو عكس ما أفنيت الوقت برسمه .. وأنك جميل جدا ً وألوانك جميلة جدا ً وزاهية جدا ً .. وأنا أيضا ً جميلة جدا ً ولكن ليس بقربك .. ليس بجانبك .. ليس على نفس اللوحة . البعاد الذي كان يخيفني والغياب الذي كان يهزني والصراع الذي كان ينهشني أن أخسر هذه اللوحة .. أن أبقى وحدي معلقة على الجدار .. هذا الخوف دفعني ربما لبعض الحماقات