المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧

لا داع للاختباء

لا داعِ  للاختباء التقينا قبل الميلاد غريب وغريبة في معاجم الكلمات، همستَ في أذني كلمتين، رست الأولى على موانئ  قلبي بسلام، وطارت الثانية فأضاءت نجوم السماء.  بكيتُ في حينها على بلاط صدرك وأغرَقَت دموعي سفن الإياب، غاب الطريق من أمام ناظري ولم أعد أرى إلا أناملك الوردية تعانق الدمع المنسكب على الوجنات، مسحتَ دموعي وكل ما علق بالذاكرة من صور ولم يبقَ إلا أنتَ في البال. بين مطرقة الحنين إلى وطن الكلمات وسَّنْدَان الهروب إليك كنتُ أغيبُ وأحضرُ آلاف المرات، وفي كل عودة أكون مثخنة بالجراح فتتلقفني يداك قبل أن أهوي وتلثم وترتق كل الجراح فتتجدد الروح والانتماء. وهبتك هذه الروح، عذبِّها إن شئت بهواك فلن أتعب من هذا العذاب، لن أفرَّ منه؛ فهي بين يديك تضجُّ بالحياة، لن أهرب بعد اليوم، لن أختبئ  في جوف الكلمات، وسأدعوك الليلة للبكاء بين ذراعيَّ وعلى بلاط صدري؛ فلا داعِ  للاختباء. http://asfourat-alshajan.ahlamontada.com/t61-topic?highlight=%D9%84%D8%A7+%D8%AF%D8%A7%D8%B9+%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%A1     

حديث سري.. في الذكرى السادسة لرحيل أمي

حديث سري في الذكرى السادسة لرحيل أمي لا كلام عندي اليوم أنثره على الملأ، أحب حديثي السري معك أكثر؛ الجدران لها آذان يا أمي، الكلمات التي قد تكون دائرة على فنجان قهوة بيني وبينك تصبح دائرة في آذان الآخرين، وضيقة جدًا في عيونهم. في غيابك سارت الحياة... لكن بقدم عرجاء، الخطا مائلة قليلًا ينقصها التوازن، الأفكار جامحة بعض الشيء ينقصها الاعتدال، الحب والكره والحنين والجفاء متطرفة لأبعد حد.  القهوة أيضًا تذكرك، ترسم بقايا شفتيك على الفنجان، تنهض باكرة لتضع الشمس في قرص السماء، تغني أغنيتك الدافئة، تلبس شالك الحريري، وتجلس لتغازل النهار بسلال من الأزهار. طال الحديث عنك هذا الخريف؛ كنا في حيرة من مؤونة الشتاء، القلب فارغ جدًا، البيت معتم، الحديقة في سباتها الخريفي، النجوم كثيرة لكنها خافتة، أبي لم يخرج لصلاة الاستسقاء فنام المطر إلى الآن، الجميع يسأل عنك: هل مرَّ هذا الخريف القاسي من قبل؟ أم أنك كنت تتلقفين كل الزوابع والأعاصير بصدرك الواسع حتى تهدأ ثورتها ثم تهطل علينا بردًا وسلامًا؟ لم يتغير شيء منذ غيابك الآخير، كذلك لم يبقَ شيء على حاله، إلا تلك المساحة في قلوبنا وعقولنا ما ز

الظلال

الظلال جاحظ العينين، بارد الملامح, جامد النظرات، مدَّ يده بالمصافحة فمددت إليه يدي، اصطدمت بقطعة من الثلج! سحبتُ يدي، ابتلعتُ دهشتي ثم سألته: هل أطلتُ عليكم الغياب؟ هل مرًّ زمن طويل على آخر لقاء بيننا؟  أجاب بالنفي. أخذت أتفحص ملامح من حولي بعد طول اشتياق، غمروني بنظراتهم الودودة، وأسرتني دمعاتهم وهي تسيل بصمت على ياسمين الخد، أنا لم أطل الغيبة عليهم... لكنهم ربما شعروا بالاشتياق، بالحنين، بطول الغياب، أو أن خطب ما أصابهم دون أن أدري. بادرت بأسئلتي المعتادة عن الجميع، لم أغفل عن ذكر أي أحد... لكن لم تصلني منهم أي إجابة مفهومة. توقفت عن طرح الأسئلة ونظرت إليهم مجددًا... الوجوه ذاتها لم تتغير فلماذا لم أعد أفهم أحاديثهم؟ وهم، لمَ لم يعودوا يفهمون حديثي؛ فنظراتهم لا تشي باستيعابهم حرفًا واحدًا مما كنتُ أقول؟! استأذنتهم بالانصراف فسمحوا لي دون أي تردد أو تذمر، لم يسألوا إن كان في نيتي العودة مرة أخرى، لم يطلبوا مني شيئًا قبل الرحيل، وأنا لم أعدهم هذه المرة بشيء. نظرت إليهم نظرة أخيرة فانتابني الفزع؛ هل كنتُ طوال الوقت أكلم أشخاصًا أم ظلالاً؟ كنتُ أسمع أصواتًا غير مفهومة