المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١١

أرصفة النسيان

أرصفة النسيان أنت .. وأرصفة النسيان مرة أخرى .. وهذا الملل الأسود يحاصر روحي .. يخنق نسائم الربيع في أيامي ويمحو عناوين اللحظات الجميلة من ذاكرتي ومن البال . رسائلي لا تسافر إلا إليك .. وروحي لا تنتظر من الغياب غيرك .. ووحدها علامات الاستفهام استعصى عليها الفهم وبقيت تراوح في مكانها تنثر من حولي نفس السؤال .. في صباحات تكاد تخلو من كل شيء إلا من صوت الصباح وهو يقرع الأبواب .. يعلن ميلاد يوم جديد .. يوم جديد لكنه في غيابك يشبه الأمس .. في ركوده .. في صمته .. في هدوئه المميت .. في دورانه عبر حلقات الفراغ . وأنت تتجول كسلحفاة تحتضر على أرصفة النسيان .. لا تدري هل أنت فعلاً منسي أم مقصي عن هذا القلب .. ربما كنت تحاول الفهم .. ربما خطر إليك أن تنثر من حولي نفس السؤال .. لكنها وحدها علامات الاستفهام هي التي تدور من حولي وتتجرأ وتنثر نفس السؤال .. حاولت أن أقلب الطاولة على جميع الأرقام .. وأختارك من بين تلك الجموع رقم عمري .. وأرفعك عالياً في وجه جميع علامات الاستفهام .. لكنك كعادتك غائب .. تتجول على أرصفة النسيان .. وقلبي اليوم يعاني من حالة ملل .. فقد الرغبة لسماع صوتك المتهدج على الضفة ا

أيها البدوي المتعب .

أيها البدويُّ المتعَب . أختفي وراء غلاف مجلة .. أتدثر بصفحات الجريدة .. أرفع صوت المذياع حتى يصل أذن القمر الوسطى كي أتجاهل وجعك أيها القلب .. كي لا أسمع صدى أنينك يبكي كل ليلة .. أختزن دموع الكون في رأسي حتى لا تفاجئني رغبتها الرعناء في الانهمار حين أرسلها لتلثم بعد مرِّ الاشتياق بؤبؤ عينيك ..   أقسو عليك .. نعم .. لكنك تستحق أن أقسو عليك .   أهديتك مشاعر حالمة .. بيضاء .. أشد نصاعة من بلورات الثلج وهي تندفع لحظة الميلاد من رحم السماء   .. فتحولت بين يديك إلى رمادية اللون .. فاقدة النطق .. تائهة الخطا والأحلام .. نعم .. تستحق أن أقسو عليك . قلت لك ذات يوم جميل لا تشرب القهوة من فنجاني .. اشربها من هنا .. من هذه الأحداق   ..   أجبتني بقسوة لم أعتدها منك .. عيناكِ لم تعودا ترويان ظمئي .. عيناكِ دائمة الهروب .. عيناكِ دائمة الترحال .. وأنا رجل بدويٌّ   .. تعبَت مني بداوتي .. وتعبتُ منها .. تعبتُ أيتها البدوية من كثرة الأسفار والترحال .. أريد أن أتذوق معك طعم الاستقرار .. أريد أن أتذوق طعم الأمان ..   عيناكِ لم تعودا تمنحاني ذاك الأمان . وأخذتك الأيام بعيداً ..   كنت

هل أنا قاتلة ؟

هل أنا قاتلة ؟ أنا التي أخشى عليك من نسائم العتاب .. قتلتك ! كيف .. لا أعرف ؟ كل ما أعرفه أنني صوبت سهماً تجاه قلبك .. قلبك المتعب .. قلبك المنهك .. قلبك الممزق .. قلبك المثخن بجراح حبي .. فاخترقته وأرديته قتيلاً .. هل أنا قاتلة ؟ هل أنا قصدت قتلك ؟ لو كنت أقصد قتلك كنت عاتبتك أولاً.. أنا التي أخاف عليك من رياح العتاب أن تلفح ملامحك المشتاقة فتبرد نيران الشوق بقلبها وأنا بأمس الحاجة لحرارتها في هذا الجو البارد الكئيب فكيف أنا أقتلك ؟ ومع ذلك قتلتك . لم أنتبه أن قلبك متعب .. أنك منهك من التعب .. اندفعتُ كالبركان الثائر وأطلقت حممي المتصاعدة والملتهبة عليك .. ثم انسحبت عائدة بعد أن صوبت لك سهماً كبيراً في قلبك .. قلبك الذي أخاف عليه وأخشى .. هل أنا قاتلة ؟ لم أستطع النظر في عينيك ساعتها .. لم أحتمل أن أرى نفسي قاتلة فيهما بعد أن كنت الملاك البريء .. بعد أن كنت شعاع الأمل .. طاقة الحب .. ينابيع الشوق .. سلال المحبة والدفء .. فإذا بيَّ قاتلة .. قاتلة .. قاتلة .. إن أسعفك العمر والزمن وقلبك المثخن بالجراح ولم تمت .. أقصد لم تقتل .. فاغفر لي وسامحني وتأكد أنني مشتاقة لملامحك المحبة وأنني أخط

أنتَ وجعي .

أنت وجعي لم أرسل إليك وروداً في هذا العيد .. قلبي حدثني بأنك مللت تصفح الورود .. مللت الحديث إليها .. مللت الشكوى .. صمتك كان أكبر من كل التكهنات التي كانت تداعب مخيلتي وأطردها على عجل وأمنّي نفسي أنك بخير وما صمتك هذا إلا هدوء شاعر يتربص نجوم الليل ليأسر أجملها وينسجها لي عقداً أزين بالعيد فيه نحري .. طال انتظاري للعقد .. وطال انتظاري إليك .. وحديثك أصبح بعيداً .. أبعد من حدود الوطن حين تلوح مشتاقة من سماء الغربة . وجعي أنت .. لا وجع بيَّ إلاَّ أنت .. هل ألملم شتات فكري وأرسله إليك باقات حنين واشتياق .. قد مللت الحديث في صمتك .. وحرمت على نفسي عذب الكلام في الغياب   .. هل أرسل حروفي إليك لترتديها   شالاً صوفياً   تتدثر به في ليالي الصقيع .. أم أن حمّى الوطن تسري في دمائك فتشعلها لهيباً .. جمراً .. ناراً .. لا تنطفىء .. هل أرسل قلبي إليك .. قلبي مرفأك .. القِ إليه بأنياب الغربة التي مزقت لياليك ونهشت حلمك .. أنا في حيرة من صمتك .. أنا في خوف من صمتك .. وحدي وأصوات الليل تناديني من كل حدب وصوب .. وصدى صمتك يفجر المكان ويقول لي بحروف هدها التعب : أنا تعبت ..   أنا

أشياء لا تموت .

أشياء لا تموت . الإهداء .. إلى اسمك الذي حفرت حروفه على جدران القلب قبل آخر رحيل . هناك أشياء تبقى حية في ذاكرتنا .. في قلوبنا .. في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا .. هناك أشياء لا يمكنها أن تموت .. فليسمح لي اسمك الذي كان يظن نفسه إلى عهد قريب أنه يرقد بين الأموات .. هناك أسماء لا تموت .. هذا الزمن غريب الأطوار .. على قسوته الظاهرة على محياه يفترش اللين مساحات واسعة من حدائق قلبه .. ينثر غبار الطلع على ملامحك فيغيبها قسراً .. ويبعثر الزهور التي كنت تحملها إليَّ في كل لقاء وينثرها على مفارق الطرقات .. ومع ذلك فهو لا يزال للحظة يحتفظ بك داخل غيمة حبلى بالأمطار .. سيهطل مطرها على حقول السنابل هناك في يوم من الأيام . هذا الزمن غريب الأطوار .. يغطي الذكريات الجميلة التي زرعناها أنا وأنت على شرفات تلك الأطلال بشال من الحرير الهندي .. وسقف متين من القش .. ومع أول نسمة ربيعية تلفح سماء القلب .. وتدغدغ جفون اللقاء .. يميط بكفيه القاسيتين شال الحرير عن عينيك .. فتراني بوضوح .. وترى معي صور ذلك الزمن الجميل تتراقص كالبجعات السبع على صفحات الماء .. وترى اسمك يتلألأ من جديد .. كنجمة صيفية حالمة .. لا شي

سيد المكان

سيد المكان يا سيد المكان .. وشت عصفورة النافذة بك .. أخبرتني كم كنت في حالة اشتياق .. كم ذابت على لسانك حروف اسمي .. وكم تبعتها تنهيدات وزفرات .. يا سيد المكان .. أعددت لك قهوتك السمراء .. ومنفضدة السجائر .. وولاعتك المذهبة .. وأشعلت لفاف سجائرك التي تحترق رائحتها في أنفي منذ أول لقاء .. كم بقي من الوقت ؟ لم تخبرني عصفورة النافذة كم بقي من الوقت .. تركتني والشوق يغلي بقلبي وهربت إليك .. وأنا كالطفلة التي تتعلم النطق .. تتلعثم الحروف على شفتي .. ترتجف آنية الورد في يدي .. أتعثر بخيالي الذي يسبقني إليك ثم أنهض لأرتطم بجدار الظلال .. كم بقي من الوقت لأعيد ترتيب الحروف على شفتي وأعيد ارتداء ملامح الفرح على وجهي .. وأعيد تثبيت أناملك على خاصرتي ورجع الفيروزيات يحاصر المكان والمدى ؟ وصورتك على الحائط تنظر إليّ ببراءة .. تضحك على حيرتي .. تمدُّ يدها وتنتشلني من أرضي التي لم تعد قادرة على حملي .. أرغب في الطيران إليك .. مع أن العصفورة وشت بك .. قالت أنك تسابق الريح إليَّ .. ما الذي أخر الريح في الخارج .. وكم بقي من الوقت ؟ امتلأت رئتاي برائحة سجائرك وغفت الفرحة على ملامحي بعد أن أعياها التعب و

لا أكون أنا !

لا أكون أنا ... لا أكون أنا إن لم أدع غيمات بوحي تنهمر عليك كزخات المطر .. تلاحق طيفك الشارد .. ظلك الهارب .. خيالك الذي فرّ من مرآة عمري وسكن موجة عابرة من الضباب . لا أكون أنا .. إن لم أدع غيمات حبي تفترش سماءك .. تروي شرايينك .. روحك .. قلبك .. وتنسدل على كتفيك شمسا ً حانية .. تدفئك .. تذيب صقيعك .. تغسلك من برودك .. تغسلك من جبروتك .. تغسلك من عنادك .. لا أكون أنا .. إن لم أسخر بحور الشعر كي تغرق مناماتك .. وتطاردك قوافي الشعر في حضن مخدعك وتختبىء في وسائد فكرك .. وتشغلك إنَّ وأخواتها فتصادر من قلب مقلتيك حروف أحلامك .. أنا .. أنا قلبي قد روضته على غيابك .. قد تعود غيابك .. قلبي اليوم لم يعد شاطئك لتراقص نوارس البحر على رماله .. من قال بأني أمنح قلبي للعابثين أمثالك كي يقلبون صفحاته باستهتار ثم ألهو أنا بأثار خربشاتهم وما علق منها وما لم يعلق في هوامش الفؤاد ؟ أنت لم تعد تملي رغباتك على قلبي وهو لم يعد ينتظر منك شارة البدء بحبك ولا شارة الانتهاء .. لا أكون أنا .. إن لم أغرقك في بحر حبي كما غرقت أنا .. وإن لم تثمل من نبيذ حبي كما ثملت أنا وإن لم تصرخ ألف أحبك كما صرخت أنا .. لا أك

يسألني الياسمين ... ؟

يسألني الياسمين ... ؟ يسألني الياسمين ولا أجد جواباً . بماذا أجيب الياسمين .. وكيف أردها حيرته .. وأسكنها لهفته .. وأنا لا أملك لسؤاله الجواب ؟ يا ياسمين لا تقسو .. ولا تكثر من السؤال . أنا التي أنهكتني موانىء الغربة وأنهكتُها من وقع خطايَ .. أنا التي أتعبتني شطآن المنافي وأتعبتها وأنا أبحث عن ظل ياسمينة من بلادي أزرعها على وسائد الليل وشاحاً .. أرتديها كل صباح .. وأبكي على أوراقها عند كل اشتياق . صادقت البحر هناك علَّ أمواجه تأخذني بعيداً إلى غير سماء .. سماء تلمع نجومها لأجلي .. يضيء قمرها لأجلي ويكتب رسائله على جبيني أنا .. ولا يخطىء أبداً العنوان .. لكن البحر صار غريباً مثلي .. وأمواجه استكانت ونامت في مخدعها .. ولم تعد الشمس تغريها قبلات الصباح . صادقت العصافير هناك وسمحت لها بالغناء على سرير الأحلام .. واستهلكتُ عمري وأنا أكتبها عنوانينَ لمذكراتي .. رسمتها شعراً .. تغنيت بها نثراً .. وطبعت على ريشاتها أحلى القبلات . لكن العصافير يبقى حنينها إلى الهجرة يسري في عروقها .. لا يكّفُها عنه ولا تردها أجمل المعلقات . وجدتك يا ياسمينة غريبة مثلي .. وحيدة مثلي .. تتكئين على جدار آيل للانحن

لوحة .

لوحة تَعشقُ الألوان الزاهية أنتَ .. وتَعشقُ جمع الصور .. وأنا منذ الصغر أهوى رسم الوجوه .. الوجوه الناطقة .. لا يهم إن كانت وجوه ضاحكة .. وجوه باكية .. وجوه باسمة .. وجوه مستبشرة .. وجوه مقهورة .. المهم أنها وجوه ناطقة . حتى وجهك الملائكي لم ينجُ من ريشتي .. لم يسلم من خطوط الرسم المتعرجة حول جفنيه .. وتدفق الألوان على حدائق وجنتيه .. فقد كانت هوايتي منذ الصغر .. رسم ملامح وجهك ومحادثتها .. وانتظارها بين الفينة والأخرى حتى تظهر لي هاشة باشة من محراب الصور . كنت أمرُّ على ياسمين وجنتيك في كل مرحلة من مراحل عمري .. أرشه بالندى .. وأقتلع ما تجرأ من أشواك بريّة حاولت مدَّ جسورٍ لها من المحبة حول حدائق عينيك .. وقبل أن أغادر أترك بصمة خفية بأنامل ريشتي بين حاجبيك .. ثم أودع الصورة في محراب الصور . اليوم بعد أن أطفأت شموع الميلاد وأصبح عمري دهراً من الزمان عدت لأرسم لك بين عينيك همسة بألوان الطيف التي تحب .. ولأضع لك على وجنتيك لمسة ندية بريشتي التي تقطر منها أزهى الألوان .. أخرجت الصورة من محرابها .. نظرت إليها ملياً كمن يفتش عن عمر تاه منه وسط زحف السنين .. حدقت في الألوان .. ثم دغدغتها بف

نداءات في جوف الليل.

.نداءات في جوف الليل أطبق الليل فكيه على ضلوعي .. وجثم كابوس الكآبة على أنفاسي .. ومزق أنين صمتي الشارد أذني الآفاق .. أين أنت .. طالت غيبتك وطالت غربتي .. بت أقضم أظافر الأيام من قهري .. من ندمي .. من قلقي .. من خوفي .. من شكي .. أين أنت الآن ؟ يأخذني الحنين كل ليلة إلى تلك الأزقة فأجوبها بحثاً عن وقع خطاك .. عن بقايا عطرك المهجورة على تلك الأطلال .. عن تنهيداتك .. زفراتك .. أناتك .. هل ما زالت معلقة بسماء ذلك المكان ؟ أين أنت الآن ؟ تعبت من عد الجراح وحدي .. تعبت من مصافحة وجوه الغرباء .. تعبت من الأحاديث التائهة .. وترتيب الكلمات على السطور .. وتنميق حروف الهجاء ! أين أنت الآن .. اجبني .. أين أنت الآن ؟ في أية صحراء تمضي .. في أية رمضاء.. أطلالنا باتت أشباحا ً .. ودموعنا تحتضر .. وأجسادنا أبرد من هذا المدى .. والروح مزقتها مخالب الأيام .. الصمت في شراييني اختنق .. ولهيب زفراتي جمرها أدمى الفؤاد . أين أنت الآن ؟ تعبت من البحث عنك .. وتعبت من طول الانتظار .. تعبت من ارتداءك بأحلامي كل ليلة والغوص في سراب حبك حتى النخاع .. تعبت من لملمة سجائرك عن وسادتي وجمع أقصوصات أشعارك والخربشات ..

بورك هذا الصباح .

بورك هذا الصباح بورك هذا الصباح الذي حملك إلي، وساعاته التي صافحتَ فيها قلبي على عجل، ودقائقه التي ترجلت عن ظهر الغياب لتتعانق منا النظرات والأنفاس. يا أنت، يا ظلي الذي لا يشبهني ولا يتبعني... أما تعبت من ملاحقة خيوط الشمس واستجدائها كي تذيب ملامح القهر التي ارتسمت على محياك! وتمنحك ملامح البلاد البعيدة، الباردة، الغارقة في ليل هادئ لا ينتظر فجره على أحرٍّ من القلق... كليلنا المنكفئ على أعواد المشانق؟! يا أنت، يا ظل وطن مقهور... كيف ستمحو خيوط الشمس ملامح القهر عن محياك؟! كيف ستذيب ما سكبته عذراء من ملامحها على وجهك فرسمت بأناملها الغضة جبينًا وضاءً، أنفًا شامخًا، ثغرًا يضيء بثقاب الفرح قناديل الظلام؟! يا أنت، يا ظلي الذي لا يشبهني ولا يتبعني، أما تعبت من أن تكون حقيبة موت مفتوحة، ترحل نحو العدم، التيه، القهر، الموت دونما استئذان، تساوم الموت وتقايضه على وطن، على قبر في وطن، نعش في وطن؟! يا أنت، يا ظلي الذي لا يشبهني ولا يتبعني... بورك هذا الصباح الذي حملك إلى قلبي فتعانقت نظراتنا بعيدًا عن ملامح القهر، وحقائب الموت، وسطوة الغياب.

الليل .

الليل تراءى لي الليل بسحره .. تاقت أذني إلى حديث السهر .. رسمت على ورقة بيضاء صورة قديمة لك .. وعندما هبط الليل داهمها الحنين كما داهمني .. فأتت إلي تحمل بين يديها قلبا ً وتقول لي .. هنا كانت الحكاية .. كنت صغيرة جدا ً لا أرى من الليل سوى عتمته .. أنتظر لحظة الشروق بفارغ الصبر كما ينتظرها الصغار عادة .. لكن ذات ليلة لا تغيب عن البال ظهر لي طيفك .. كان رقيقا .. حالما ً .. سعيدا ً .. مستبشرا ً .. عندها فقط رأيت الليل .. عندها فقط ذقت سحر الليل وسحرحديث الليل .. فأصبحت أقلب الأيام على عجل .. أطوي شروقها بلا رحمة .. وأعلن عن استقبال الليل في وضح النهار .. معذورة أنا فلليل دفء بلا خيوط شمس تحرقه .. لليل رطوبة بلا قطرات ماء تبلله .. لليل سحر .. ولحديث الليل سحر .. ولك انت في الليل سحر لا يعلوه سحر .. تاقت نفسي لليل وحديث الليل وسحر الليل فأتيت إليك .. وجدتك تغط بسبات عميق .. فأدركت أن على شهرزاد الخلود إلى النوم ...

الغائب الذي لا يغيب .

أيها الغائب الذي لا يغيب ذات حلم .. ذات مساء .. قلت لي ..أكتبيني في أشعارك .. أرسميني قمرا ً .. نجماً .. شمساً.. وردة .. أكليل غار .. طوق ياسمين .. قصيدة .. اكتبيني قصيدة .. أنت شاعرة .. وأنا حرف معتل بحبك .. اجمعيني حروف حب في قصائدك .. احترت واحتارت حروفي التي لم تعرف الحب يوماً ولم تكتبه في أبجديتها .. كيف يكون شكل هذا الحب وما هو لونه ؟ هل هو اللون الأبيض الناصع البياض الذي يسطع بياضه في العين فترى كل شيء أبيض زاه ٍناصع البياض .. أم هو اللون الوردي .. لون الورد .. وانت الذي تحب الورد وتعشق الورد ورائحة الورد وأشواك الورد .. لماذا لا يكون حبك باللون الوردي ؟ وذات حلم وذات مساء وأنا أرسم حيرتي في حبك .. وكيف أتعلم أن أحبك .. كيف أتسلق السلم الموسيقي إلى حبك .. نوتة .. نوتة .. تناهى إلى مسمعي أنك تعشق اللون الأحمر .. لقد صعبت عليّ المسألة .. ماذا أرسم لك باللون الأحمر .. وكيف يكون الأحمر هو لون الدم ولون الحب في ذات الآن ؟ حبك حيرني .. وكيف أحبك .. حيرني أكثر .. وكيف لا أحبك يقتلني .. وكيف أنساك وأعود إلى الفراغ .. هو من سابع المستحيلات ؟ أنت تتنقل بين الألوان بسرعة البرق .. بلمح البص

كفي ثقيلة .

كفي ثقيلة . كفي ثقيلة .. كفي أثقل من أن أرفعها اليوم في وجهك للوداع ! كفي التي كانت تركض إليك قبل أن تستوي الشمس في كبد السماء لتنزع عن عينيك كوابيس الليل .. وتفرش صباحاتك بالياسمين المكلل بالندى .. وتسقيك من كفيها أكواب الأمل وكؤوس الحياة . كفي التي كانت تحتضن ألمك كما تحضن الأم فلذة الكبد .. فتمرُّ بأناملها الغضة على وجعه القاسي علّه يشفى .. وتداعب وجنتيه الباكيتين علّها تضحك .. كفي التي كانت تنام بين ظلال جفنيك .. تلملم دمعك حين يفرُّ من مقلتيك لحظة قهر .. وتمسح الآهة قبل أن تبني لها أعشاشاً على أغصان قلبك .. كفي التي كانت تثبت النهار بين حاجبيك .. وتدغدغ بأناملها المرتجفة خاصرة البسمة علّها تكون عنواناً لك .. منارة لك .. أفقاً لك .. ولا تغادر . كفي التي كنت تمطرها بقبل الاشتياق عند كل صباح .. تكتب على باطنها برموش عينيك أعذب الأشعار .. وترسم أبجديتك التائهة على ظاهرها .. ورموزاً وحدك تعرفها .. تشرح لنا ما بقيَّ من المشوار .. كفي أثقل من أن أرفعها في وجهك للوداع . لم أقلب فنجان قهوتي هذا الصباح .. ولم أقرأ الطالع لأعرف إن كانت الأيام تخفي لي خنجراً مسموماً بين الأوراق .. تناولت ق

لا أتوب !

لا أتوب ! أنا لا أتوب يا أيلول .. لا أتوب .. يخدعني الربيع .. في كل مرة يخدعني الربيع .. ولا أتوب .. أفرًّ منك يا أيلول بعد أن تعصف بيَّ رياحك المجنونة .. تبعثرني فلا أجد جزءاً مني يلتصق بأخيه .. حطام تتركني يا أيلول وترحل .. وأنا أغفر لك كل عام رياحك المجنونة وعواصفك التي لا تهدأ حتى تسحب روحي من جذورها وتكتب على جبينها كنتِ مني ولا تزالين . كنتُ منك .. كنتَ مني .. هذا لم يعد يجدي يا أيلول .. الربيع ساحر يا أيلول .. الربيع خادع يا أيلول.. والشتاء بارد .. قارص البرودة .. شمسه غائبة كل الوقت .. ورياحه عصفت بكل من حولي فلم تبقِ لي أحداً .. ماذا لو هادنت الربيع مرة أخيرة ؟ الربيع كان يتبختر أمامي .. يقدم لي عروضاً سخياً .. شمس حانية تنام على كتفي .. وعصافير ملونة ترقص في صباحاتي .. وفراشات بألوان الطيف ترف في سماء أحلامي .. لا تجرؤ أن توقظني .. لكنها فقط تدغدغ بشقاوتها العذبة نوافذ أحلامي .. وماء عذب أشربه من ينابيع قلبه .. وورود تنحني لي في كل الأوقات .. وأنا سندريلا يا أيلول أعشق جمع الورود لأمير المساء .. وأنا شهرزاد يا أيلول أجيد سرد الحكايات على شهريار .. وأنا شجر الدّر يا أيلول أهوى

رسائل إلى أمي .

رسائل إلى أمي الرسالة الأولى سلام من الله عليك يا أغلى من في الوجود .. اليوم أشعر بحاجة كبيرة لتبادل حديث الصباح معك .. الأحداث تسير من حولنا بسرعة كبيرة لن تنتظر حتى أعود مع الطيور المهاجرة كي نتجاذب أطراف الحديث على فنجان قهوة الصباح أو على مائدة الإفطار . لا أعلم لماذا خطر ببالي أحداث الحرب الأخيرة عام ... ربما لأنها كانت آخر الحروب التي شهدناها سوياً قبل سفري .. تذكرت تجمهركم حول التلفاز وحالة القلق والترقب التي كانت تعتريكم وأنا كنت دائماً أقول إليك اهدئي يا أمي ولا تحلمي بالنصر الأكيد .. لا أشم رائحة النصر قادمة إلينا وأنت تقولين لي دعي عنك هذا التشاؤم . وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ولم ننتصر أتيت لزيارتي يومها صباحاً وجلسنا نحتسي قهوة الصباح قلت لي والحسرة تغمرك معك حق يا ميساء يبدو أن النصر بعيد .. بعيد .. وشردت بعينيك بعيداً عني .. ربما أخذتك الذاكرة إلى سلسلة الحروب التي عاصرتيها في حياتك وكانت جميعها انكسارات وهزائم أدت بنا إلى ما وصلنا إليه .. شعرت بأنني قسوت عليك حين كنت لا أبثك الأمل والتفاؤل اللازمين ॥ لكنني كنت في حينها أخاف عليك من فرط حالة التفاؤل والأمل التي كانت

حلم

حلم أنت حلم .. حلم عذب .. حلم يحتضر .. حلم يذوب ويتلاشى كرغوة القهوة حين أرتشفها من فنجان الصباح .. لكنني .. لا أستطيع ألا أحلمك ! لا أستطيع استقبال ليلي إن لم تكن أنت طيفا ًملائكيا ًيجوب أرجاء الحلم .. لا أستطيع مداعبة شفتيّ النهار دون أتلو على مسامعها حلمي بك في ليلة الأمس .. وأرجوها أن تقرأ لي فنجاني وتفسر لي هذا الحلم . أنت حلم هارب .. في كل لحظة تفرُّ من قلبي .. كم أوصدت عليك نوافذ قلبي .. كم أغلقت عليك الأبواب .. كم كتبتك في حروفي ولونتك في فرشاة الألوان .. وأخشى .. أخشى أن أكتبك يوما ً في وصيتي .. يا هذا الحلم الصعب ..يا هذا الحلم المؤرق .. يا هذا الحلم العذب .. لا تنته .. لا تمت الآن .. موعد موتي لم يحن .. ولمن أحيا بعدك وأنت عالمي الذي أرسمه كل صباح .. أقضي معه معظم النهار .. أختلف معه .. أخربش على ملامحه .. أقص له أجنحته .. وفي آخر الليل أجري معه مصالحة .. أعقد معه هدنة .. هدنة صغيرة .. أتوسله فيها ألا يفرَّ مني في المنام .. أتوسله أن يستقبلني في الصباح وأن يشرب من فنجاني وأنا يكفيني أن أشرب من عينيه .. يكفيني أن أنظر في عينيه .. أن أسكن في عينيه .. أن أموت وأشبع موتا ً في عي

أوراق امرأة

أوراق امرأة اليوم .. أنا امرأة أخرى .. اليوم .. سألبي نداء قلبي المتأرجح بين زوابع الانتظار وعواصف النسيان .. اليوم .. سأتصالح مع أوراقي .. سأسكب عليها مداد قلبي يغلي كقهوة الصباح حين تفورعلى شفتيك .. سأروي ظمأ الأوراق .. سأطفىء لهيب اشتياقها وجمر حنينها إليك .. سأرسمك على جدران قلبي .. على مدارج السطور سأزرعك على شرفة الحروف .. سأوشح باسمك صباحات كل الفصول . كيف راودتني نفسي الحمقاء على نسيانك ؟ أية حماقة هذه التي كنت سأسطرها في تاريخ عمري وعمر أوراقي ؟ كيف أمزق وردة تنام بين صفحات دفتري .. تغفو على وسادة السطور .. تلتحف حروف المدّ .. وتتدثر بتنوين الضم وعلامات السكون ؟ اليوم أفقت عليك تداعب أنفي بوردة حمراء كتلك التي كنت أنا وأنت نقطف ورودها في لحظات الجنون .. ألقي إليك بأوراقها .. فتلقي إليّ بقلبك مسطر بعذب الحروف .. أذوب أنا فيها .. أغيب عنك .. ألملم ما تبعثر من أنفاسي .. كنت حمقاء حين كنت أخفي عنك رغبتي بالمزيد .. حين كنت أخفي هالات الحبور التي كانت ترتسم في بؤبؤ عيني لحظة العناق مع الحروف .. اليوم أنا نضجت .. المرأة بداخلي نضجت .. الأنثى بداخلي نضجت .. عواصف النسيان رحلت عن فكر

خطوة .

خطوة مشوار ال أ لف ميل يبدأ بخطوة .. وأنا يفصلني عنك كم ألف ميل ؟ كم ألف خطوة أحتاج كي أقترب منك أكثر فأكثر .. كي أتوحد فيك .. كي أكون أنت .. وتكون أنا ؟ يا من خُلقتَ لي .. وخُلقتُ لك .. يا من خُلقتَ لأجلي وأنا ما خُلقتُ إلا لأجلك  .. كم تُهتُ من قبلك .. وكم تعثرت .. وما ظننت في يوم أنك هنا في باب القلب تقف ؟ أمتطي رحلة التيه في شرق الأرض .. وأعتلي صهوة الغياب في غربها  .. أبحث عن طيفك المزهو في وجوه  مصفرة .. أتأمل ابتسامتك الساحرة عبر وجوه كالحة ! أعلمُ أنني على موعدٍ معك .. منذ ولدت .. منذ خُلقت .. منذ عانقت أنفاسي هذه الحياة  .. وأنا على موعدٍ معك .. وأنتظرك . أبحث عنك تارة .. ويحتلني اليأس مرات ومرات  .. أتعثر في خطواتي .. أسترسل في حماقاتي .. وأبررُّ لنفسي .. " كل شيء في سبيلك يهون " . أبتعد وأقترب وألتف على هذا الكون بكل ما أمتلك من مهارات أنثى .. ولا أجني سوى خيبات الأمل .. وعندما يقتلني اليأس أمنِّي نفسي بأنك كنت تستحق هذه المغامرة .. وأن جميع انكساراتي .. وجميع انهزاماتي في البحث عنك هي انتصارات .. وأنني سأتوجها بك .. بالعثور عليك . وتم