المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

كيف الخلاص؟

كيف الخلاص ؟ يا قمري، يا قمر الأقمار سلامًا، أنا أبحث الآن عن الخلاص! هذه النجوم المتربصة بقلبي تكاد توقع بيّ وأنا أكاد لا أنجو من آخر حماقاتي. الساعة على الحائط تدق بانتظام رتيب، تستفزني دقاتها ورتابتها، ويستفزني أكثر هذا الملل الذي تغرقني فيه ثوانيها الباردة، يكبلني، يقمع بركان من الثورات في داخلي تغلي. (لا ) كم أصبح ثمنها اليوم، وهل لمثلي شراؤها؟ كيف أرفع اللاء في وجه هذه النجوم البريئة؟ كيف ألقي بأضوائها الساطعة بعيدًا عن بساتين قلبي؟ وأنتَ كالنحلة بين أحضان الزهر، تحتضن زهرة وتودع أخرى، وفي المساء تضع رأسك المثخن بالهموم على صدري وتبكي. تعبتُ من بكائك، ومن ترحالك، ومن عقارب الساعة التي ثبتت عندك، ومن الفكرة المجنونة التي تجتاحني، ومن صمتي، ومن تلك الأضواء البعيدة، وتعبتُ أكثر لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني. الأزهار التي كنت ترسلها إليَّ أعلنت براءتها منك، الرسائل كلها تنكرت لك، حتى الأشعار التي أنجبتها أناملك أشاحت بوجهها عنك، وحده هذا القلب لا يفهم،  وينتظرك كل مساء بعد أن تنتهي من رحلات العبث كي تلقي إليه بوردة ذابلة، يمضي هو طِوال الليل يرويها بدمعه علَّها ت

أمطار النور

  أمطار النور حروفي دخلت في غيبوبة الخريف، أُوقظ حرفًا فيغفو الآخر، أضمها كعناقيد الشهد فتنفجر لفائف حارقة تلذَع القلوب. كنتُ فيما مضى أْشْكَلُها على صدرك فتضيء، أرسمها على شفتيك فتنطق، أكتبها على قلبك فتعشقني حتى الرمق الأخير... فمتى تعود حروفي رسول محبة إليك وتنهض من غيبوبة الشهيق والزفير؟!  حروفي يا ابن النور لا تستطيع الوقوف على ساقيها كباقي الزهور! لا تستطيع الركض كفراشات الربيع؛ لتلتحف كفيِّك وتطلب منك الاحتماء فيك، ولا الطيران كعصفور، والتحليق كطير، واختطافك على بساط الريح لنطوف معًا كنجم ونجمة جميع مجرات الياسمين، نمسح عن أوراقها بطش الجاهلية الأولى، والعصبية القبلية، وظلام السالف من العصور. تريدني أن آتيك كعاصفة هوجاء تخلخلك من الجذور، تقتلع من ذاكرتك بيادق القلق وخرائط الطريق، تنتشلك من ميادين الدمار، تبدد من حولك أعاصير الشك بكل من غيروا مساراتهم فجأة من اليسار إلى اليمين... فكيف لي أن  أتحول إلى عاصفة تغير معالمك إن كانت حروفي لا تقوى على الزحف، والنطق، ورسم الكحل في عينيِّ للقاء الحبيب؟! تريدني أنا المتعبة بحروفي أن أقطف أنوارك وهي في أوج المستحيل... تلقي بها إ

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة

صورة
سَوْرَةُ الأبجدية الضالة من أنتَ، من تكون؟  تتسلل بخفة ريشة، تمزق شرنقة الصمت من حولي، تنتشلني من غَرَقٍ محتم في أبجدية عقيمة قدت حروفها من لهيب، لا تجيد إلا الاحتراق، وفي زوايا محكمة الإغلاق! ليس لها نوافذ تطل منها على دلافين البحر، أو أعين تشاهد فيها براعم اللوز وهي تتفتح في قلب آذار، لتُفصح دونما خجل، عن قصة عشق جريئة في حدائق الربيع. هل أنتَ دمية من دمى أحلامي؟  الدمى التي شاركتني ربيع عمري، حِكت فساتينها من بعض الحروف الملونة والمزركشة، المخملية والتافتا، وربطت جأشها بخيوطٍ ماسية من الوهم، وأمرتها في كل ليلة أن ترقص السامبا، والسالسة، وزوربا؛ لتضيء سماء أحلامي ببهجة الأعياد. أم أنكَ فتى الأخبار في تلك الجريدة الصماء؟  الجريدة التي جَمَعتُ لفائف حبرها الأسود، وصَنَعتُ منها أهراماً للسيَّاح، وجداراً عازلاً  بيني وبين أحبتي، غير قابل للانهيار، أستند إليه حين يشتد الضرب على مدن الفقراء، أخشى لعنة  تطاردني حتى الممات. لستَ من الأبجدية الضالة، أبجدية النشوء والارتقاء، والقفز على رؤوس الآخرين بالمظلات، وصبغ الآفاق بالحبر السريِّ، وافتراش موائد اللئام بالشهقات. ولس