المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١١

قطرات دمي .

قطرات دمي قال لي وأنا ألملم شظايا السراب المتناثرة ذات مساء : " حاذري كي لا تمزقين شرايين معصمك " . هزني الصوت .. زلزلني .. بعثرني .. لملمت حطام نفسي والتفت إليه . التفت إلى صوته الذي اخترق كل خلية من خلايا روحي كسحابة صيفية حبلى بأمطار نيسان .. من تكون يا هذا ؟ أطيف أنت أم حلم .. أم أنت خيال شارد من حكايات ألف ليلة وليلة ؟ من تكون يا هذا الصوت لتخاف عليَّ وعلى معصمي وشرايين معصمي ؟ نظرت إليه كمن وجد ضآلته التي تاهت منه في صحراء العمر .. صوته الأجش الذي أحب .. نظراته الحالمة التي أهوى .. جسده الساكن .. روحه المتوثبة .. مشاعره التي تشع بريقاً ساحراً كما حلمت به ذات يوم .. ذات مساء .. ذات ليلة كان قمرها يراود نفسه على الاختباء . كنت أظنه حلماً لن يرى النور يوماً .. كنت أظنه وهماً وأنا التي أغيب في عالم الأوهام .. كنت اظنه خيالاً من الذي يسطر صفحاتي ويتوسط حروفي ويسكن كل قوافي الشعر في قصائدي .. يا إلهي .. كم نحتاج من الوقت حتى نرى حلماً يتيماً يظهر لنا منتفضاً في مساء مُنتَظر خارج أروقة الحلم ؟ كيف غادر الحلم ؟ كيف احتوى كل شوقي وحنيني وأملي وأمنياتي بأن يكون هو .. هو فقط فارس

أوراق تنعى أصحابها .

أوراق تنعي أصحابها . سأسافر عبر الزمن .. ليس لأن المسافة الزمنية بعيدة جداً .. لكن لأنها على الأقل ليست بين يديِّ الآن . إلتقينا في زمن الحرب .. كانت الحرب لا زال يشتعل أُوارها .. وكان من الصعب علينا في تلك اللحظة أن نكتب لأنفسنا ولأصدقائنا ولأحبتنا ولمنتطرينا عهوداً نضمن لهم ولنا فيها الحياة .. فنحن في زمن الحرب وزمن الموت . أذكرهم جيداً .. أذكر وجوههم جيداً .. كان وسيماً جداً .. غامضاً جداً .. أنكر اسمه في البداية وشرح لي الأسباب .. في حينها لم أفهم .. كان سريع الخطى .. يضحك بصوت عالٍ كأنه يريد أن يفرض جلجلة ضحكاته على أذني الحياة .. في يوم لمحت الدموع تنساب من عينيه وهو الذي ينكر الدموع .. ويستهجن الدموع .. قال لي .. فقدت ثلاثة من أصدقائي هذا اليوم .. ماتوا .. هكذا وبكل بساطة ماتوا .. لم يبقَ لي إلا أنتِ .. لا تتركيني .. لا تموتي .. اقهري المرض .. إبقي على قيد الحياة .. لأجلي إبقي على قيد الحياة .. كان من الصعب أن نكتب لنا ولغيرنا عهوداً تضمن لنا ولهم الحياة في زمن الحرب وزمن الموت . كان يقفز هنا وهناك طرباً وحياة .. يرمي الضحكات بلا أدنى حساب .. كان يقول لي كلاماً عذباً .. سألته مر

يوم في حياتي " لسه بخير "

يوم في حياتي " لسه بخير " كان صباحاً غريباً جداً .. لم أستطع قراءة سطوره رغم أشعة الشمس التي كانت تغمر ذلك الصباح في هذه الأيام الحارة من السنة والتي ازداد لهيبها بفعل موجة حارة قُذفت علينا من إحدى بوابات الجحيم .. وما كان علينا سوى تلقيها برضى رغم الامتعاض الشديد الذي كان بادياً على الجميع . تناولت قهوتي وأنا شاردة الذهن .. لم أستطع تمييز مذاقها هل كان حلواً جداً على عكس ما أحب وأشتهي   فأنا كنت بحاجة لكمية كبيرة من السكر تتغلغل في شراييني .. فهذا يوم جديد .. يوم مختلف عن باقي الأيام .. لا أتنبأ بنجاحه .. ولكنني مصرة على المضي قدماً فيه إلى أخر قطرة من قطرات هذا النهار . نزلت إلى الشارع وكان برفقتي بناتي الأربع .. كن لا ينقصن عني امتعاضاً ويأساً ولكنهن كن مجبرات على إطاعة هذا الأمر الذي ألقيت به في وجوههن   بكل ما أوتيت من قوة ومن قسوة في حينها . يجب زيارة المنزل .. ذلك المنزل .. المنزل العتيق .. المنزل الجديد .. لا أدري إن كان هو منزلاً عتيقاً بحجم ذكرياتنا الحلوة فيه أم جديداً لأنه حديث العهد ؟ فهو لا يزال قيد الإنشاء .. ليس كله .. إنما أجزاء منه فقط .. وأن

أريد حريتي

أريد حريتي . سعيدة .. نعم أنا سعيدة .. عقلي سعيد .. فكري سعيد .. لكن قلبي يبدو غير سعيد .. هو القلب هذا الركن الثائر من الجسد .. الركن المتمرد .. الركن المشاكس .. الركن الرفضوي لجميع أوامر العقل .. ومع ذلك فهو ينقاد كالأسير المكبل أمام رغبات العقل وأوامره .. فلماذا يتمرد القلب إن كان لا يقوى على شيء ؟ كنت حتى فترة قريبة أظن أنني أسيرة قلبي .. لكنّي اليوم بعد أكملت اللوحة وعلقتها على الجدار وجدت ما كان ينقصني .. لم يكن ينقصني أن أكون بجانبك .. بل أن أكون بعيدة عنك .. طوال الوقت كنت أظن أن وجودنا في نفس اللوحة هو التحدي وهو الهدف ولأجله كان النضال وكان السعي وكان العذاب وكان المرار .. وما أن اكتملت اللوحة وعُلقتُ أنا وأنت على الجدار حتى وجدت أن ما كنت أبحث عنه هو عكس ما أفنيت الوقت برسمه .. وأنك جميل جدا ً وألوانك جميلة جدا ً وزاهية جدا ً .. وأنا أيضا ً جميلة جدا ً ولكن ليس بقربك .. ليس بجانبك .. ليس على نفس اللوحة . البعاد الذي كان يخيفني والغياب الذي كان يهزني والصراع الذي كان ينهشني أن أخسر هذه اللوحة .. أن أبقى وحدي معلقة على الجدار .. هذا الخوف دفعني ربما لبعض الحماقات .. كنت أظن ف

موعد على العشاء

موعد على العشاء تتنقل مسرعة في أرجاء غرفة السفرة .. تريد الانتهاء من إعداد مائدة العشاء .. تحادث نفسها بمرح : أين أضع قالب الحلوى الذي يحبه ؟ سأضعه على يميني .. وهذه الأصناف اللذيذة التي يعشقها سأوزعها بشكل دائري حتى تكون في متناول يده .. ثم يشرد ذهنها .. أنا لم أدعه قبل الليلة لتناول العشاء .. هو من كان يأتيني وحده .. دون دعوة .. أما اليوم فأنا من دعوته . تنظر حولها لتتفقد الشموع هل أضيئت بشكل كافٍ لتنير هذا المساء .. آه يا شموعي الليلة سنتناول العشاء برفقتك .. مع إننا لم نتناوله معك أبداً . أجالت بنظرها إلى المرآة لترى كم هي جميلة الليلة .. الليلة لا بد أن تسحره بجمالها الفتان .. نعم لا بد أن تعوضه عما حصل في الأمس ولكن لا .. لا داعٍ للتذكر الآن فقد أرسلت له بطاقة اعتذار ودعوة جميلة للعشاء .. وهو لن يقف عند هذا الأمر أبدا .. أبداً. مرَّ الوقت ومضت ساعة على موعد قدومه .. لماذا لم يأتِ ؟ هو بالعادة لا يتأخر عن هذه الساعة .. أيعقل أن لا يأتي هذه الليلة ؟ قامت إلى المائدة فوجدت الشموع قد بدأت في الذوبان بصمت رهيب .. وأصناف الطعام قد ذبلت وتبخرت نكهتها .. نظرت إلى مرآتها بذعر شديد .. أيعق

( أرض البرتقال الحزين )

( أرض البرتقال الحزين ) . هذه رسالة مني إليك .. إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيّ في قلوبنا وإلى الأبد .. أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جدا ً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائما ً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء .. لعلني أكون صريحة جدا ً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائما ً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي .. (رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني .. غرقت بالحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن أنتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن .. اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان وسكن قلبها .. أردت أن أتذوق طعم هذا

أجمل حب

أجمل حب " كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و كانت سماء الربيع تؤلف نجما .. ونجما و كنت أؤلف فقرة حب.. لعينيك .. غنيتها ! أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا .... " وأنا ما زلت قيد الانتظار .. أنا ما زلت على شرفة الانتظار .. أنتظر ميلادك الكحلي .. أنتظر شموع الميلاد .. وأمنيات الميلاد .. وحديث الميلاد .. حديثك الساحر لا زالت ترن موسيقى حروفه فتقرع طبلة أذني .. تذكرني بميلادك الكحلي .. هل أنسى ميلادك الكحلي ؟ من يستطيع أن يمنع رياح الذكرى من أن تلفح نسائمها العطرة سطور الأمس فتدغدغ الذكرى الغافية في ثناياها .. وأراك للحظة .. بضحكتك المجلجلة .. وحديثك الساحر .. تطرق بعصاك السحرية باب قلبي فيثب من بين الضلوع وتنطلق صرخة الميلاد .. نعم ولدت على يديك .. بين يديك .. بين طيات قلبك .. كانت أولى صرخاتي في باحة حروفك .. لست وحدك من ولد على يدي قلبي .. لست وحدك من جلستَ ألف عام تنتظر حوريتك .. تنتظر السماء أن تجود بها بعد أن قدمت لها جميع الصلوات وسبحت وأطلت التسبيح وحفظت أذكار المطر وأذكار الاستسقاء .. ولم تبخل السماء .. لم تكن السماء بخيلة يومها .. فعقدت قران قلبك على قلبي في

سفر

سفر لم تمض ِ ساعات على إقلاع الطائرة حتى كان كل شيء يخضع للتغيير .. ديكور المنزل .. الستائر .. أغطية الأسرة .. مناشف اليد .. آنية الورد .. فناجين القهوة .. حتى هذا الورق الذي أكتب لك على صفحاته البيضاء .. شمل التغيير لونه .. عدد أسطره .. هوامشه .. زواياه .. والحبرالذي ينسكب مترنحا ً على السطور غيرت .. كثافته .. لونه .. دواته .. لم أكن أنتظر لو لبرهة صغيرة من الوقت .. على الأقل كي أسأل نفسي لمَ كل هذا التغيير ؟ كنت أخشى الجواب .. أخشى مواجهة الحقيقة الكامنة في ذاتي .. كنت أخشى مواجهة نفسي .. لم أنظر إلى المرآة طِوال عملية التغيير .. كنت أخشى صفعة قوية أتلقاها من تلك المرآة حين تخبرني بأنني أهرب وأهرب وأهرب .. ولكن إلى لا مكان . شعرت ببعض الراحة لهذا التغيير .. لكن معالم وجهي في ساعتها لم تكن تنبىء بذلك .. معالم وجهي لم تكن تشير إلى أي مظهر من مظاهر السعادة ..لا تشي بأي معلم من معالم الحرية .. الحرية .. الحرية التي كنت أتوق إليها .. وأظن أنني وصلتها أخيرا ً .. إنه يكتم أنفاسي .. يخنقني .. يفتش في ذرات الأكسجين قبل أن تحاول العبور إلى ممرات رئتي الضيقة .. إنه يسلبني حريتي .. يسلبني حريتي

رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب .

رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب أضاقت بكم الدنيا فلم تجدوا سوى أرضي وساحة ملعبي وصفوف مدرستي كي تفقأوا عين الشمس فيها وتقتنصوا حبات المطر. أضاقت بكم صفحات المدى فبترتم البسمة على شفتي وخنقتم الأمل المتدفق في قلبي ووريدي ولهاث خطاي المتهالك على سلالم مدرستي . أضاقت بكم نسمات الهواء التي تداعب رئة الطفولة في جسدي فأطبقتم عليها كماشة أنيابكم تريدون تمزيق رئتي وتمزيق حلمي وتمزيق أملي وشمس نهاري وملامح غدي . ماذا جنيت لكم ؟ ماذا طلبت منكم ؟ هل طلبت منكم ملاعب الطفولة وحدائق البنفسج وبيارات البرتقال ومشاتل الزيتون ؟ هل طلبت منكم حقائب الدرس وأدوات الرسم وفرشاة التلوين ؟ هل طلبت نزع خارطة الكون ولصقها وشما ًعلى زندي وضرب بوق الصباح ونشيد العلم وهتاف الرفاق في طابور الدرس ؟ هل طلبت ماءً ، فضاءً ، ذرات أكسجين ، حبات قمح ، سترة نجاة ، هل طلبت عنوانا ً لأسمي وخارطة لأيامي وقنديل فجر لليلي الطويل ؟ أنا لم أطلب سوى مهد الطفولة وحضن أمي وحلم أبي أتدثر فيه وأكبر به ، فلماذا قصفتم سريرالطفولة وشردتم الحلم الدافىء والأمل اليتيم وألقيتم بأشلائي إلى أحضان العدم ؟ ماذا جنت لكم أحلامي حتى تقصفوا عمرها في
يا زهرة المدائن يا قدس *** يا زهرة المدائن .. يا قدس .. يا أسطورة عشق ٍ أبدية .. يا حكاية حب ٍشامخة شموخ السماء في أعين المبتهلين إلى الله .. متدفقة كجدول ماء حفر أخاديده في كفيّ فقير يقرأ فيهما طالع العمر المتسلل برفق من بين خيوطهما فينسج قدرا ً مجبولا ً بالكرامة وعرق الأوفياء । *** شاهدتك في عينيّ طفلة تتصفح بلهفة وشغف أوراق المدى .. تتلو ما أبرق في جبينه من أشعار تصاعدت مع نسائم الحرية نحو الأفق البعيد تنشد غيمة تهطل من نافذة الشتاء مطرا ً وسنابل قمح ورسائل أحباب . *** حملتك في قلبي ..غصن زيتون ..علما ً.. اسما ً.. عنوانا ً لي حينما صادروا مني عنواني .. هويتي .. ملامح وجهي ورسموني في جبين الأيام نكرة مقصودة ورسموك في خارطة التاريخ علامة إستفهام . *** نثرتك على صدري .. طفولة منسية على عتبات العمر حين عبثت أياد ٍ غريبة في خارطة التاريخ وزرعت لها وتدا ً ماكرا ً فطر قلبك الطاهر نصفين .. نصف تعلق بذيل ثوبك .. يركض معك في روابيك .. يصعد المآذن ويكبر للصلاة .. ونصف تبعثر خلف الأبواب .. يسجد دون موعد صلاة .. يطوف حول قلبك .. يرجم إبليس بسنوات الضياع ويقبض بفكيه على جمرة المفتاح . *** رسمتك ف

هل من خبر ؟

هل من خبر ؟ في الشرفة أنتظر مرسالاً يحمل لي خبراً قلبي يحدثني بأن هناك أمراً جللاً وأنا أراود نفسي وأمنيها بمزيدٍ من الأمل لا طيور تنتفض في سماء المدينة والحمام الزاجل لا يحمل إلا الرسائل الحزينة وحدك أيها القمر من تملك فقط حق السهر أنا حائر في زحمة الحروف هل أهجر الدواة والقلم ॥ هل أكتم الآه وابتلع الندم ॥ هل أخفي الدمع وهو ينساب كشلالٍ من المقل ؟ عيناك الهاربتان من أفقي وكلماتك المتعثرة على الشفة كلُ ما أذكره من تلك الليلة العاصفة بكل المحنِ لا نسيم حولي أستنشقه رائحة البارود تخنقني وظلك الغائب في ظلام سرمدي ًليس له مدى أو أثر إلى متى والشوق يعصرني يذيبني لا الليل ليلٌ في ليلي ولا الشمس في سمائي تسطع وهذه النجوم الحائرة مثلي ما ذنبها كي يهجرها النوم والأمل ؟ هل لي بخبر ؟ تحمله جناح ُ قُبرةٍٍ أو منقار حمامة زاجلة أو زخة مطر أو ريح ٌ تائهة تبحث عن وجهي في ظلال القمر هل من خبر ؟

إلى ذلك المحترق

إلى ذلك المحترق إلى ذلك المحترق بنار البعد .. إليك قبل أن تبرد نارك وتستعر نيراني .. قبل أن تصبح هذه الحروف رماداً في رماد .. دعني أرسل إليك بعضاً من جمرها .. قد تصّدقُ هذا الجمر أكثر مني .. فالجمر أصدق أنباء الحب . إليك .. إلى أول من غرس بتلة من بتلات الحب في حدائق قلبي .. إلى أول من علمني أن أنطق حروف الحب وأترجمها إلى لغة مقروءة على شفتي ..   إلى أول من شخبط على كراستي بأنامله ورسم لي قلب حب .. في حين كنتُ لا أجيد من الرسم سوى شطر تفاحة وقشرة برتقالة ورأس قطة تموء . إلى أول ما قال لي بأنني امرأة خُلقت للحب .. بأنني أميرة توجت على عرش الحب .. في حين كنت أظن نفسي امرأة خلقت للوطن .. أميرة توجت على عرش النضال .. امرأة وهبت قلبها وعقلها وفكرها ووقتها لتلك الخيام المهجورة على بوابات الوطن . إلى أول من قال لي .. اكتبيني في حروفك ثورة .. علقيني برأس الدفتر عنواناً .. ازرعيني في الهوامش .. في الزوايا .. بين السطور .. ارسميني   في ذيل الصفحة .. وأنا ما كنت أكتب إلا اسم الوطن .. ما كنت أكتب حروفي إلا عن الوطن و للوطن وفداءً للوطن   .. ترددت .. ارتعشت .. تلعثمت .. ثم نظرتُ إلى ال

زهر اللوز هو عنوانك .

صورة
زهر اللوز هو عنوانك إسأل زهر اللوز يا شاعر ولا تنتظر زهر الصبار أن يجيبك . يقتلك الحنين .. ويقتلني دون أن تدري .. وزهر الصبار الذي تزين به شرفات قلبك هو الشاهد الوحيد على موتك . من يجرؤ على اقتحام أسوار قلبها ؟ لستَ أنت .. من يجرؤ على طرق أبوابها الموصدة ؟ لستَ أنت .. من يجرؤ على أن يلقي بنفسه إلى البحر ؟ أنت .. بكل التأكيد أنت .. ولكن عدّ بالذاكرة .. وعدّ للذاكرة التي لا تنسى مهما حاولت أنت أن تنسى .. حاول أن تتذكر من كان أول من اقتحم أسوارها .. من كان أول من دق بابها معلناً ثورته على الزمان والمكان .. على الخيمة والكهولة .. على الحروف والشعر والنثر .. أنت أيها الكهل الجميل .. أنت أيها الكهل المراوغ .. " كهل أنا فاخلعيني " هل أخلعك فعلاً ؟ يبدو أنك قد خلعت نفسك وتركت الكهولة تسري في مسامات جلدك .. أصبحت الكهولة قبر يحتويك وزهر الصبار نبت عليها شاهد على قبرك .. لا تدع الحنين يقتلك .. اخلع عنك عباءة الكهولة .. الأسوار هناك بانتظارك والأبواب مشرعة لك والزمان والمكان والحروف على شرفة الانتظار .. لا تدع الحنين يقتلك ولا تدع زهر الصبار شاهداً على موتك .. وليكن زهر اللوز طريقك إلى