المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

ثورة صامتة

  ثورة صامتة في كل ذكرى انتفاضة انتفاضة جديدة، نتوجع من جديد، نتألم من جديد، ننبش جراحنا، ونفتش عن موتانا؛ لنسألهم عن أرقامنا: أين وصَلَت في طابور المنتظرين؟   تتزامن هذه الذكرى مع انتفاضة أخرى، انتفاضة باسلة، أبطالها هم أسرانا في سجون المحتل الغاصب، صمودهم لم يعرفه التاريخ من قبل، تحديهم للشراشة والثبوت والتصدي أصبح عنوانًا... إنها ثورة أيضًا، ثورة صامتة بالأبيض والأسود. كانت الثورة في مضى قنابل صوتية، تتفجر في آذان العالم فيسمع رغمًا عنه، أما اليوم فثورتنا صامتة؛ لأن كل من حولنا مصاب بالصمم.   لا داعٍ لرفع الأصوات عاليًا؛ فالأصوات بُحَّت من كثرة الصراخ لعقود طويلة مضت؛ وهي تشرح لهذا العالم الذي لا يريد أن يسمع أو يفهم: أن أرضنا ليست للبيع، ليست للمراهنة، ليست كبش الفداء، ليست ثمن حريتهم وخلاصهم. عقود طويلة مرت منذ تلك الثورة والمحتل الغاصب تمكن حتى من ذرات الأكسجين التي نتنفسها، ونحن ما زلنا نحاول أن نشرح للعالم الذي لا يريد أن يسمع، أو يفهم: أنه ليس من حق أي أحد في العالم أن يقضم من أرضنا؛ ويطعم الأفواه الجائعة... حتى وإن لم   يتوفر لها أي طعام. عقود طويلة مضت ونحن في كل