الذكرى الحادية عشر لوفاة أبي

 الذكرى الحادية عشر لوفاة أبي

أيام مرت على ذكرى وفاتك الحادية عشر يا أبي... وقد تمر شهور على ذلك أيضًا وأنا لم أتذكر يوم الوفاة... نعم أعترف أنني لم أتذكره؛ ولكن هذا لأنني أصبحت لا أتابع الأيام، ولا أعرف اليوم تحديدًا من بقية الأيام؛ فكل الأيام تشبه بعضها، ليس فيها ما يميزها، ليس فيها ما يذكرني أن هذا اليوم يفرق عن بقية الأيام؛ فتراني أحاول جاهدة وفي كثير من المرات أن أعرف ما هو اليوم بالضبط وأحيانًا لا أفلح!
كبرنا؟! نعم كبرنا ومشاغل الحياة، وهمومها، والتفاصيل اليومية المتعبة التي تسحب طاقتنا بأكملها، والأجواء المشحونة بالقلق، والخوف، والتوتر؛ جعلتني لا أكترث لمعرفة ما هو اليوم بالضبط؟
لن أثقل عليك يا أبي كما كنت دائمًا ألقي بكل شيء على كاهلك، ولا أريد أن أبرر لك فأنت تعرف تمامًا أنك بالنسبة لي لم ترحل، لم تغادر فراشك، مسبحتك لا تزال في يدك، والمصحف الشريف على وسادتك، بل اكثر من ذلك يا أبي أنا فعلًا تحتلني ذكريات بعيدة أقضي معها معظم الوقت ولا تفارق خيالي، ذكرياتي وأنا في سن الصبا وسهرات الصيف في ذلك البيت العتيق، البيت الصغير المسكون بكل الحب والدفء؛ فلا تزال رياحه الدافئة تهب على قلبي كل ليلة، ولا أكتمك يا أبي أنني كنت طوال طفولتي وصباي وحتى كهولتي أخاف أن أفقدك، كنت أقترب منك وأنت ساجد بين يدي الله تطيل السجود والتسبيح لأتحسس أنفاسك؛ بأنك فقط ساجد بين يدي الله ولم ترحل.
هذا الفتاة التي تعشق أبيها، وتراه السند في حياتها، وتراه القدوة وتاج الفخر لها لا يمكن أن تنساه؛ فكل ما في الأمر أنها نسيت نفسها مع الذكريات، وباتت الأيام تدور من حولها، ولكن أعينها لا تزال مثبتة على ذلك الأب الحنون الذي تخشى يومًا ما أن تفقده.
لروحك السلام والمغفرة يا أحن أب وأغلى إنسان.

تعليقات

  1. كنت أقترب منك وأنت ساجد بين يدي الله تطيل السجود والتسبيح لأتحسس أنفاسك؛ بأنك فقط ساجد بين يدي الله ولم ترحل.
    هذا الفتاة التي تعشق أبيها، وتراه السند في حياتها، وتراه القدوة وتاج الفخر لها لا يمكن أن تنساه؛ فكل ما في الأمر أنها نسيت نفسها مع الذكريات، وباتت الأيام تدور من حولها، ولكن أعينها لا تزال مثبتة على ذلك الأب الحنون الذي تخشى يومًا ما أن تفقده.
    لروحك السلام والمغفرة يا أحن أب وأغلى إنسان.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة