المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

بين شفتيِّ الكلام

صورة
بين شفتيِّ الكلام أرغب ببعض الكلام .. الكلام بصوتٍ عالٍ .. بصوتٍ يفجّر الأفق .. يخرق المدى .. يمزق طبلة الأذن .. يزلزل معابد السخط .. ينبش مقابرالضياع . مللتُ الكلام بصوتٍ مرتجفٍ .. بهمساتٍ مبحوحةٍ  .. عبر حنجرة يُغتال فيها الكلام ، فيُرشق فيها بالحجارة والسهام . مللتُ تصفح الوجوه الغريبة .. تفرس ملامح الخير وأواصر المحبة فيها  .. البحث عن ذاتي الضالة المضللة على حدودها وفي عواصمها . مللتُ النظر إلى الصور المشوهة على جدران الحقيقة .. واستنباط مواطن الخلل فيها .. ولملمة ما تداعى من حروفها وإعادة تثبيتها . مللتُ ارتياد جزرِ الأحلام .. وانتظارِ مراكب السلام .. علها ترسو على مرافئ  قلبي  اليتيمة ..  فتجمع أنات التائهين من دروب الشتات .. وتنثر عناقيد اللقاء  على شرفات الغربة والاغتراب . مللتُ البحث فيكَ وطَرْقَ أبواب معالمك المجهولة واختراق نبضات قلبك والوقوف صنماً في طوابير المحبين .. على أطلال العشق والعشاق . مللتُ إيقاظ الشعلة كل فجر تحت قِدْر الحجارة وممارسة طقوس العبادة كي ينفلق الصخر وتنبلج منه عينا اللبن والعسل وتتدفق من مآقيه انهار الخمر المعتق  فتستحم فيها أرد

زمن العجاف

صورة
زمن العجاف سنة .. سنتان .. سنوات من عمرنا مرت كلمح البصر .. ربما .. لكنها كانت بكل تأكيد سنوات عجاف . كنا فيما مضى حين تحاصرنا أزمة ما أول ما يظهر منا هو كتلة متدفقة من الشجاعة.. تسري في دماءنا ، تعلن للملأ أننا سنقهر الأزمات ، سنتصدى لها ، سنطيح بها .  حدث هذا .. نعم حدث هذا ولا أنكر لأننا فعلاً كنا نتسم بالشجاعة الحقيقية والقوة التي لا تقهرها أزمة أو أزمات .. لم نكن نلحظ فيما مضى .. ربما لأننا صرفنا كل الاهتمام للنجاح الكبير الذي حققناه في الانتصارات الخرافية على الأزمات .. لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه النجاحات وهذه الانتصارات لم تكن خالية من بعض الانكسارات ومن بعض الهزائم .  لا شيء يدخل النفس ويخرج منها إلا ويترك أثراً بسيطاً فيها ! ومع تراكم الأزمات يأخذ هذا الأثر في الاتساع شيئاً فشيئاً ويصبح له تأثيراً ونفوذاً علينا ؛ فننصاع إليه  بإرادتنا دون أن نحاول مقاومته أو التمرد عليه . في الماضي حين كنا نخرج من الأزمة كنا نسامح الجميع ، نفتح صفحة بيضاء ونكتب فيها يومياتنا من جديد .. أما ما حصل في الأزمة الأخيرة فقد كان غير عن كل تلك الأزمات .. لم نسامح الجميع كعادتن

موعد الشموع

صورة
موعد الشموع في موعد الشموع .. كنا نلتقي داخل أقبية السهر .. نضيء شمعة في ذكرى ميلاد العشق .. تدغدغ قلبي بقصيدة من الشوق فيذوب خجلاً ، ترتعش أنامله ، تتورد وجنتاه ، يحاول اختلاس بعض النظرات ، تلمحه عيناك فيقع كعادته في شباك الأسر . كان الحب فينا ينتفض متمرداً على طقوس الوقت .. أخلع صوراً خريفية من ذاكرتي وأرميها للشمس .. وأنتَ تخلع من قلبك قصائد الصيف والمطر .. نتدثر بطائن الربيع ونلتحف أكاليل الزهر .. تكلمني بلغة العيون فأخشع لكل رفة جفن .. وتتوضأ بخيوط كفي فأسجد في محرابك لصلاة الشكر . تحمل بين يديك جورية  كانت تحلو لي .. حمراء بلون الغسق .. مخملية كضفائر الغجر .. بنكهة السهر نعم لكنها حبلى بالنعس .. كم أشتهيت ضمَّها .. لكنها بقيت تراوغ لمواقيت أُخر . كم سردت من الحكايات عن السندباد وعن السفر .. وصورت البحر سفينة تتبختر على الرمل .. والمسافات أكاد أطويها بين ذراعيَّ .. والأيام سطوراً من ورق .  جُلت معك البرَّ والبحر .. الصحراء والأفق .. لم أكن أظن في حينها أنك تودعني وتحمل حقائب السفر .. وأنك ستغيب في دهاليز العمر و أجوب وحدي شوارع الصحراء وأرصفة البحر