المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١١

أهلاً بالعيد .

أهلاً بالعيد أنا وأنت يا عيد .. أمسيات من عناقيد وعقود .. أضواء .. شموع .. قناديل .. بطاقات حب .. ذكريات مطوية بدفتري العتيق .. مواقد الشتاء .. أرصفة من البياض .. دمية تناثرت بقايا شعيراتها بين مخالب مشطي العتيق .. ليالٍ صيفية وقمر الجيران خلف نافذتي .. ينتظر معي صباح العيد .. فستان وردي ينام بجانبي على السرير .. مذياع .. يهلل .. يكبر .. ينشد .. أهلا ً .. أهلا ً بالعيد .. وأنا في عجالة من أمري .. قبل أن تفرّ أصابع العيد من يدي .. أختطف كعكة بالعجوة .. أضم الدمية إلى صدري .. أقبّلها .. أمنحها مصروفي في العيد .. بعد ثوان ٍ قليلة .. أشد ضفيرتها .. أسرق منها العيدية .. وأنطلق مع الريح .. أقذف بالعيدية إلى الهواء.. فيلقي إليّ بمراجيح الفرح .. بمراجيح العيد .. في المساء أعود نادمة .. أضم إليّ دميتي من جديد .. أبكي على صدرها وأشكو لها بخل العيد .. كان بخيلا ً بحضوره .. لم يطل المكوث في الخارج .. مرت ساعاته كالحلم .. كالكذبة .. كالأسطورة .. لم ينتظر حتى يودعني .. وجدته خلف الباب يلملم أذيال ثوبه وينطلق مع الريح .. مسدت شعر دميتي ووعدتها ألا أشد ضفيرتها مرة أخرى .. ألا أسرق عيديت

حروف متمردة

حروف متمردة هل تلد الغيمة الحبلى عصافيرَ .. وهل تمطر السماء في الحضن زنابقَ ووروداً ؟ وهل أمواجك يا بحري الصاخب تستطيع في ذروة تلاطمها وعربدتها أن تجرح كبد السماء أو تمزق شغاف فؤاده ؟ كذلك أنت يا جرحي النازف لن تلد جراحك الحبلى إلا الجراح .. ولن تمزق بأناملك الحريرية إلا أفق آمالي الندية .. ولن تخدش بجبروتك سوى زهو أحلامي وأطيافها الوردية . وأنت يا حرفي المتمرد .. ويا لعنتي .. عندما أولد على يديك وعلى يديك أشاهد مصرعي .. فبماذا أؤمن ؟ بماذا أؤمن بعد اليوم وقد تمردت علي حروفي .. وُمزقت جروحي .. وأعلن للملأ ترصد مماتي ؟ لست منك يا حرف ولست مني .. لست منك وقد نهشت بمخالبك الجارحة كتفي العاري ولب فؤادي وغرست أول مسمار لك في نعشي . حزينة أنا ؟ لا .. لست حزينة .. أنا الحزن بأكمله .. مدائن من الحب لم تكن تسعني .. وتضيق بي يا حرفُ فترميني . قلبي الحرّ مأوى لكل الأنام .. وأحداقي تسكن فيها كل الأحلام .. تغفو فيها .. تختبئ فيها من أعين الظلام . فيلوح فجرك في غير وقته يقتحم أحداقي وينبش أحلامي ويطرد كل سكاني .. ولوحدتي يبقيني . أبحث فيك يا وطني .. يا مسقط رأسي .. ونهاية كل تجوالي

ونحن عندما نتمزق !

صورة
ونحن عندما نتمزق دعوني أنا ابنة القدس أحكي الحكاية .. حكاية الطفلة التي كانت تركض بشقاوة الأطفال في حارات القدس وتجوب أبوابها السبعة .. تخرج من باب الحرم إلى ( باب الساهرة ) تذهب إلى مدرستها التي كان اسمها ( مدرسة الفتاة اللاجئة ) .. ثم ترجع ظهراً لتعبر إلى طريق منزلها من ( باب حُطَّة ) .. تضيء شمعة في ( بيت الولي ) هكذا كان يسمى .. وتركض إلى (حارة السعدية ) .. إلى ملعب حارة السعدية تحديداً كي تمارس كل ما تأتى لها من شقاوة وتمتع طفولتها في اللعب على الأرجوحات هناك ثم تعود أدراجها بعد أن يهدها التعب من اللعب إلى منزلها .. تعبر في ساحات الحرم الكبيرة ثم تكمل اللعب والجري والقفز في لواوين الحرم كما كانت تسمى آنذاك .. وأحياناً كانت تتسلل خفيةً عن عيون الأهل فتعبر من ( باب الإبراء ) لتشاهد مجموعات (الشكناز) يقومون بطقوس غريبة .. يقفون فيها أمام حائط كبير ..يحملون بين أيديهم كتابهم المقدس يقرأون فيه ويبكون ويدقون رؤوسهم بذلك الحائط .. وكان البعض منهم يعد الموائد الخاصة بتلك الاحتفالات .. موائد ممتلئة بالفاكهة ـ فاكهة بلادي من برتقال وتفاح وغيره ـ وكنت أقف كالغريبة بينهم مع أنها بلاد

آلاف من اللاءات .

آلاف من اللاءات كل شيء في هذا العالم يتضاءل ويصغر ثم يتلاشى إلاّ هذا الفراغ الذي يغلف روحي كشرنقة أطبقت فكي حصارها على حبة توت بري نبتت بالصدفة بين ثناياها وفي ربيع فصولها فإنه يكبر يوماً على صدر يوم . فراغ تتسع مساحته وتتطاير في أفق عيني الموشح بألوان ضبابية باهتة إلى داكنة بعض الشيء فيبتلع كحوت في ذروة هيجانه كل الأسماك الدافئة .. الحنونة .. المحبة ..الراضية والقانعة بأقل مساحة من الضوء وأصغر مساحة من الأمل . كإخطبوط هرم يمدُّ هذا الفراغ أرجله فيسحق ببواطن أقدامه أزهار الغد ونسائم الفرح وعناقيد الحب ولا يبقي لي إلاّ بركة من الفراغ أعوم فيها بعد أن فقدت خيوط الجاذبية الأرضية . أرى كل شيء حولي .. أسمعه جيداً.. أقترب منه لكنني لا ألمسه .. أتمنى لو أستطيع .. لم أعد أرغب بملامسة الأشياء ! بداخلي تعنت غريب ورفض شديد لكل ما هو موجود . كالطفل الصغير الذي يملك أشياءه المحدودة .. يرغب فيها .. يريدها .. ولا يرضى بغيرها بديلاً .. أنا أيضاً لم أعد أرغب في البدائل الهابطة عليّ من أفق مجهول .. لم أعد أرغب بأنصاف الحلول ولم تعد تعجبني .. الانغماس في الموجود والمتاح والممكن لأنه المسموح الوحيد أيضاً

شرق جهنم

شرق جهنم " هنا أو هناك أو شرق المتوسط مرة أخرى " عنوان ليس لي .. أو ربما كان لي .. ربما كان أنا أو أنت .. ربما كان " عبد الرحمن منيف " كاتب هذه الرواية .. مؤلف هذه الرواية . ربما كان يقصدك بالحرف الواحد .. ربما كان يقصدني أنا .. ربما كان يقصدنا كلينا .. ربما لم يقصد أحداً فينا .. هذا العالم مليء بأشباهي وأشباهك وأشباهه . هنا أو هناك أو في أية رقعة من هذا الوطن العربي أنت فلسطيني .. وهذه في حد ذاتها ليست صفة إنما قد تعتبر جريمة .. وجريمة لا تغتفر .. هناك خلف المحيط إن جاز لنا القول " المتهم بريء حتى تثبت إدانته ".. هذا عن المتهم لكن عن الفلسطيني فالوضع مختلف تماماً فالفلسطيني متهم ومتهم ومتهم حتى ولو لم تثبت إدانته .. الهروب خلف المحيط خطأ فادح .. الهروب إلى حضن الوطن والاحتماء فيه ممنوع لأنك فلسطيني .. التفيؤ بظلال الليمونة عوضاً عن الزيزفون أيضاً ممنوع .. وأن تحمل ليمونتك العتيقة ذات الرائحة الشجية على ظهرك وترحل بها فكذلك ممنوع وأن ترسل في إثر عبقها وتستدعي رائحتها الشذية في أحلامك ممنوع .. أن تبقى فلسطينياً ممنوع .. أن تصبح غير فلسطيني ممنوع .. أن تحيا

اخرج من ظلامك

اخرج من ظلامك اخرج من ظلامك .. لست وحدك ..اخرج إلينا .. فنحن والهم سواء .. هو القدر ! لا نملك أمامه الحيلة . ولكنك أنت لنا .. ونملك أن نبقيك معنا .. نملك أن نبقى بجانبك .. نملك أن نهبك أنفاسنا .. أن نهبك رئاتنا .. نحن بشر .. مجرد بشر .. لا نملك أية قوة خارقة .. لا نملك تغيير مسار الريح إن هاجت .. ولا نملك رد موج البحر الصاخب المتلاطم .. نحن بشر .. لا نملك رسم حدود ٍ للألم والجراح .. ولا نملك حق نفيها أو تشريدها أو تهجيرها أو حتى تشتيت شملها .. نحن بشر كتبت علينا خطى .. رسمت لنا طريق .. لا نتعداها .. نتقبلها بالحزن .. نتقبلها بالأسى ..نتقبلها بالرضى .. نتقبلها .. ولا نحيد عنها .. ولا نملك حق مساومتها أو استرضائها .. لا نملك حق استدرار عطفها أو حتى استجدائها .. نحن بشر يتملكنا حزن ٌ .. يتملكنا عجزٌ .. يتملكنا قهرٌ .. ظلمٌ .. كيدٌ .. فقرٌ .. لكننا أيضا ً يتملكنا قلبٌ .. يحتوي كل الحب .. يحتوي كل العطف .. كل الأمل .. كل الحلم .. كل الحنان .. فلا تيأس .. لست وحدك .. اخرج من ظلامك .. اخرج إلينا .. اخرج إلينا .. لست وحدك .. اخرج من ظلامك .