المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٢

فداء ... عصفورة كانون

فداء... عصفورة كانون على غير عادته أمطرَ كانون بعصفورة بهية أسميتها فداء... هطل ثلجه غريبًا ذلك العام، كان هطولًا رقيقًا، ناعمًا، يداعب الوجنات برقة الفراشات وينشر الفرح على ملامح الكون.  بزغ الفجر على مهلِ في تلك الليلة الباردة حاملًا   بين يديه البشرى... عصفورة قلبي الشقراء. عندها ضحك الكون فسمع ضحكته الفؤاد، وزغرد، ورفرفت أهازيج الفرح؛ فانثالت من عيني الكون اللألئ: مطرَا وبَرَدًا ورقائق بيضاء؛ فابتهلت روحي بالشكر وقبّلت يديِّ السماء. أضاء الفرحُ قنديلًا في قلبي... مع كل حرف تلعثمت به صغيرتي كنت أنسج منه وشاحًا لعمري، مع كل خطوة صغيرة خطتها عصفورتي كنت أكحل على عيون الشمس بأنامل أم يملؤها الحبور ويغمرها الفرح: كانون أضاء، كانون أزهرَ، كانون أثمر، كانون أحال العصفورة الندية إلى صبية تفوق الحسان ذكاءَ وجمالًا وبهاء. أحببتُ كانون وثلوجه التي كانت تطبق على صدري حين تغمر باب البيت وساحات المدينة! كنت أضيء شموع الفرح كل كانون وأذيب بعضًا من الصقيع المتراكم حول البيت، وعلى الطرقات التي كانت ترتجف من البرد والزمهرير، وتنكمش داخل صفائح الصقيع، بينما أشعل الفرح بأحضان قلبي وأضي

هل كنتَ رقماً ؟

هل كنتَ رقماً ؟ في زمن السقوط لا يرتفع إلا الخفيف .. ولا يطير إلا الخفيف .. ولا يحلق إلا الخفيف .. وكل ثقيلٍ يهوي إلى الأرض أو إلى تحت الأرض .. أما ما يرتفع ويطير ويحلق في الفضاء فهو إما ريشة .. أو ريشة .. أو ريشة .. لذلك لا عجب أن انفضضن من حولك .. لا عجب أن انفضت نون النسوة من حولك .. وماذا يعني إليهنَّ رحيلك ؟ رحيلك بالنسبة إليهنَّ كان غياب ذلك الجسد .. ذلك الجسد الذي كان عقداً من الغيرة يزينَّ فيه أجيادهن حين كنَّ يحضرن لمقابلة الصباح في حضورك .. تنازعن كثيراً على ارتداء هذا العقد .. وتجاذبن أطراف الخلاف .. ومزقن كثيراً من القصائد المعلقة .. وعقصن ضفائر الجدال .. في رحيلك المفاجئ فرط عقد الغيرة حبة إثر حبة .. ولم يبقَ منه إلا ذلك الخيط الرفيع تتعلق فيه بعض الحبات جلسن للنحيب وذرف الدموع والذكريات على باب قبرك .. فهل تسمع روحك الطاهرة نحيبهن ؟ هل كنتَ رقماً في سلسلة أرقامهن التي تطايرت ريشاً في مهب الريح .. في زمن السقوط ؟ هل كنتَ رقماً في حسابات اختصرها الزمان على حين غرّة فاختصر معها مشاويرَ كان يقوم بها الصباح كل يوم حين كان يحملهن إليك على ضفاف الشوق ويلقي بهن إلى موائد الشعر لي