المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

ابن القمر

ابن القمر يا ابن القمر , عليك أن تخاف قليلاً ! الشمس توشك على المغيب , الشمس التي لم تغيِّبها أعاصير الظلم  في عصور الظلام , تراود نفسها الثكلى الآن على المغيب ! عليك أن تخاف يا ابن القمر , لأنك ستبقى وحيداً , لن تمدَّ الشمس ذراعيها ككل مساء وتطوقك بحنان الأم قبل المغيب , ستصبح وحيداً , بارداً , منعزلاً , لأن الشمس الآن وحيدة , باردة , منعزلة , وتراود نفسها الثكلى على المغيب الأخير . هذه الأرض يا ابن القمر أصبحت طافحة بالخراب , هجرتها العصافير المغردة  , ولم يبقَ فيها إلا طائر البوم , ينعق بالخراب , فكم قلت لك يا ابن القمر , يا ابن تلك البلاد البعيدة , أنا أُكلت يوم أكل الثور الأبيض , ولكنك لم تكن  لتصَّدقني ! كم راهنْتَ على الفرس الشقراء , والفرس المتمردة , والفرس الجامحة , وكانت النتيجة صفراً في الهواء , وعلى الأرض  خراب يمتد من الصحراء إلى الصحراء , ومياه البحر الحزينة هاجرت خلف أسراب العصافير المغردة إلى بلاد مجهولة , كي لا تسِّلم أجنحتها لطائر البوم ليبني أعشاشه فوق الماء . يا ابن القمر المهاجر خلف السحب البعيدة  , ترسم صورة الوطن على غيمة  , فتحبلُ بالغضب , وترعد ,

لكنَها فارغة !

لكنَّها فارغة ؟؟!! السيناريو الأول قهوتكِ اليوم باردة على غير العادة , ربما لأنكِ أطفأتِ النار تحتها قبل الأوان , أو أن الطقس بارد جداً حول قهوتك الصباحية , فامتصت منه برودته , أو أنكِ لم تعودي تحدثينها بحرارة المحب كعادتك حين كانت تراود نفسها على الغليان , وأراود نفسي على الحضور ؟! السيناريو الثاني كل ما حولي مخيف ومبهم , أيادٍ تتشابك بقوة .. وأيادٍ تتفرق عنوة , زئير أسود .. لكن ليس من العرين , وثغاء نعاج .. لكن ليس من الحظيرة , ورعديد بكاء .. لكن ليس من صدور الأطفال , وريش حماقات متطاير .. لكن ليس من المجانين .   كل شيء بالمقلوب .. حتى كؤوس الوقت ! السيناريو الثالث الكلمات الجميلة هي الكلمات القليلة .. والحروف الجميلة هي الحروف التي تنتهي بتنوين الضم ! لكنَّ الحروف المنونة بالسكون تجذبنا أكثر لنقف عندها طويلاً , نتأملها , نغرق في تفاصيلها الساكنة , وتتقاذفنا فيما بعد حمم التساؤلات .. هل ستبدو أجمل بثيابها الملونة , وأوشحة الحرير التي تتطاير مع كل هبة  ريح ؟! السيناريو الرابع جفَّ الحبر من أوردتي  , وجفَّت ينابيع الماء التي تروي البحيرات السبع , ماتت آخر البجعات