المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف رسائل عتاب

القصيدة التي تنتظر

صورة
القصيدة التي تنتظر فنجان قهوتك، قوافي أشعارك، أغنياتنا الخريفية، سيفونيات الصبا، ذكريات عتيقة، مواعيد وهمية، أقلام جافة، قارورة حبر متيبسة وبقية حلم تركتهم خلفك، يجتمعون كل ليلة على فراش المساء، يتبادلون نظرات الخيبة وعلامات الاستفهام ثم يجددون الانتظار على قارعة الأمل. كالبدر في ليلة ظلماء، كموج البحر بين المدِّ والجزرِ، كسنبلة شقراء اشرأب عنقها نحو السماء بالدعاء وفتحت كفيَّها ترتشف آخر قطرة ماء، كرائحة القهوة والقوافي والأغنيات والذكريات بقيت هذه القصيدة أيضًا تنتظر. القصيدة أَعلَنَت الصمت وتمترَست خلف الأفق، لم تُغرها الحروف التي تحوم من حولك وتتسابق لإرضائك واستمالتك كي تضيء شمعة في ظلامها أو تُلقي بوردة جورية إلى شرفاتها أو تمسح جفنيِّ الصباح بلمسة حريرية فتغدو بعينيك أجمل ثم تذوب أنتَ في فنجانها شهدًا وأكثر. كل الحروف حاولت أن ترسم إليها على مشارف قلبك قصورًا من الوهم، كنتَ تفرح بهذا الوهم وتظن أن مملكتك قد امتد بساطها السحري من البحر إلى النهر، وأنَّ نون النسوة تحاصر سماءك من الشرق إلى الغرب؛ فتمخض الشرقيُّ في داخلك وَوَلَدَ شاعرًا تأخذه الحمية الجاهلية للذود عن حم...

كيف الخلاص؟

كيف الخلاص ؟ يا قمري، يا قمر الأقمار سلامًا، أنا أبحث الآن عن الخلاص! هذه النجوم المتربصة بقلبي تكاد توقع بيّ وأنا أكاد لا أنجو من آخر حماقاتي. الساعة على الحائط تدق بانتظام رتيب، تستفزني دقاتها ورتابتها، ويستفزني أكثر هذا الملل الذي تغرقني فيه ثوانيها الباردة، يكبلني، يقمع بركان من الثورات في داخلي تغلي. (لا ) كم أصبح ثمنها اليوم، وهل لمثلي شراؤها؟ كيف أرفع اللاء في وجه هذه النجوم البريئة؟ كيف ألقي بأضوائها الساطعة بعيدًا عن بساتين قلبي؟ وأنتَ كالنحلة بين أحضان الزهر، تحتضن زهرة وتودع أخرى، وفي المساء تضع رأسك المثخن بالهموم على صدري وتبكي. تعبتُ من بكائك، ومن ترحالك، ومن عقارب الساعة التي ثبتت عندك، ومن الفكرة المجنونة التي تجتاحني، ومن صمتي، ومن تلك الأضواء البعيدة، وتعبتُ أكثر لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني. الأزهار التي كنت ترسلها إليَّ أعلنت براءتها منك، الرسائل كلها تنكرت لك، حتى الأشعار التي أنجبتها أناملك أشاحت بوجهها عنك، وحده هذا القلب لا يفهم،  وينتظرك كل مساء بعد أن تنتهي من رحلات العبث كي تلقي إليه بوردة ذابلة، يمضي هو طِوال الليل يرويها بدمعه علَّ...

لم أعد أنتمي إليك !!

صورة
لم أعد أنتمي إليك ! خبر سيهبط على رأسك كالصاعقة .. لم أعد أنتمي إليك .. تلك الطفلة التي كنت تزين جدائلها بشريط وردي من قصائدك الجميلة لم تعد تنتمي إليك ! كيف .. وأنتَ كل عالمي .. كيف لا أنتمي إليك .. وأنا لا أرى هذا العالم إلا من خلال عينيك ؟ ! تشير بإصبعك إلى اليمين فتجدني أقف متجذرة كزيتونة شرقية على ناصية اليمين .. تقفز فجأة إلى اليسار فأكون قد نقلت خيمتي إلى هناك واستوطنت قارعة اليسار . تحبُّ الورود أنتَ .. فأقطف إليك ورد الحدائق .. أضمه إلى قلبي ليقف معي رفيقاً يؤنس انتظاري إليك  .. وأنا أقف مسبِّحة .. مبتهلة .. في طابور الصباح .. أنتظر منك شارة إلى اليمين .. أو شارة إلى اليسار .. وأنتَ غارق في التيه حتى أذنيك .. لا تعرف هل هذا هو حقاً شارع اليمين الذي تقصده .. أم أنك تمضي في شوارع اليسار على غير هدى .. وأنا أتبعك .. كعادة قديمة التصقت بي .. أنتمي إليك .. وأتبعك . أنا ومرآتي أصبحنا على خلاف .. أريد منها أن تُشَّكِلَني كما تهوى أنتَ .. أريدها أن تزين جدائلي بقوافي الشعر الوردية التي أهديتني إياها ذات لقاء عابر .. أريدها ان تصبغ وجنتيَّ  بلون الخ...

أطلقت عليك النار

أطلقت عليك النار . أطلقت عليك النار .. رصاصة تلو أخرى .. فأرديتك قتيلاً .. حاولت أن أنساك ..   فلم أقدر .. فأرديتك قتيلاً مضرجاً بأحلام اللقاء الذي لن تراه بعد اليوم .. وهل يرى القتلى سوى الموت ؟ عشرين ألف مرة قتلتني .. عشرين ألف مرة قتلتني ثم أحييتني بقطع من سكر الكلمات .. تلقي إليَّ بسكر كلماتك .. أتذوقها بطرف لساني .. ثم تذوب في فمي ..   وتسري في شراييني كالموسيقى التي كنت ترسلها إليَّ عبر نوافذ الصفاء فتهاجم مني كل الحواس .. تتفتح لها الخلايا .. وتنتعش منها المسامات .. وتخترق جدران القلب وترقص نبضاته على دو .. ري .. مي كلماتك .. وتصبح وقع خطواتي نوتات موسيقية تتطاير في الهواء .. وأناملي أوتاراً حريرية يُعزف عليها كل السيمفونيات .. وأنفاسي وتنهيداتي وآهاتي وزفراتي تعلو وتدنو .. تصعد وتهبط على سلم اللهفة والحنين والاشتياق .. فكيف وأنا قد أصبحت مقطوعة موسيقية تنداح في حضورك المفاجىء أعاتبك .. أو ألومك .. أو أجد في قاموسي ما أقدمه إليك سوى نسائم   الصفح والغفران ؟! اليوم كل شيء تغير .. اليوم أنتَ لم تخربش على جدران قلبي وتوقع بأحرفك الأولى بأن هذا القلب كان وسيك...

غصة اسمها أنت .

غصة اسمها أنت . كان بالانتظار هو وفنجان القهوة وكأس من الماء المثلج .. وكان لا بد من انتظار الوقت الذي يمشي على مهلٍ في تلك اللحظات .. ومع أن دقات القلب كانت في حالة شديدة من التسارع .. ألا أن الوقت كان أكثر من بطيء .. والقهوة كانت حارة جداً ويكاد مذاقها يخلو من السكر .. كمذاق أيامي معك لم يعد يميزها إلا المرارة . صورتك وقفت أمامي .. تجمدت في ذاكرتي .. لا الأمس نهض فيها .. ولا اليوم يسعى إليها . ما سرُّ هذا الجمود .. ولماذا انتصبنا كتمثالين في شارع الحياة الصاخب ؟ ألم يكن باستطاعتك تجاوز تلك اللحظة وإضافة القليل من السكر إلى ذلك الحديث اليتيم ؟ وأنا للأسف ما كان باستطاعتي تجرع كل ذلك العلقم .. اليوم أنا غريبة على بابك .. وأنتَ توغل في العناد .. فمن الملام .. لست أدري ؟ أشعر أنك تقف كغصة في الحلق .. لا عادت الكلمات ترسمك .. ولا عادت الحروف تستطيع أن تكتبك .. وكل ما فعلته أنتَ أنك محوت ذلك الماضي السعيد بجرة قلم .. ربما لم يكن قصدك ذلك .. ولكنك فعلت .. فما عدتَ أنتَ الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل .. أنتَ فقط متحجر في حلقي .. لا أستطيع أن ألفظك .. ولا أستطيع أن أبتلعك .. فإلى متى سيبقى ال...

نبوءات كاذبة

نبوءات كاذبة كذبت نبوءتي حين ظننت أن الملائكة قد تكون من البشر .. وأننا في زمن المعجزات .. وأن العشق يسمو فوق أطماعنا .. وأن أحلامنا لها قدسية لا تُخدش .. وأنك طائر من طيور أحلامي وجناحيك هما فقط من ورق . كذبت نبوءتي حين تخيلتُ أن الشهد المنساب من فيك هو البلسم الشافي للأوجاع .. وأن يديك الدافئتين أصبحتا لي سكنٌ .. وعينيك الحالمتين أضحتا وطن .. وأن قلبك خميلة من خمائل الجنة . كذبت نبوءتي حين قلتُ أن شهرزاد ظلمت شهريار.. وأن شهريار لم يكن جلاداً .. ولم يكن عربيداً .. ولم يكن سفاحاً .. ولم يكن يروي ظمأه من دماء البراءة .. بل كان عاشقاً .. متيماً .. قديساً .. يهوى جمع قلوب العذارى كما يجمع فراشات الربيع بين كفيه .. وكما يجمع أوراق الورد المجففة في آنية الزهر .. وما كان يجمعهن إلا ليبارك أولى خطواتهن عند أبواب المذبح . كذبت نبوءتي حين ظننت أن الشمس الحارقة في كبد السماء لا تزال تُغرم في مواعدتي عند أبواب صباح .. وذلك القمر الساذج يغافل عين الليل الناعسة ليكتب إليَّ قصائده على صفحات المساء .. وأن العصافير لا تخلد للنوم مبكرةً كي تستريح من تغريدها على نوافذي بل كي تراني في أحلامها .. وأن قطر...

كالحلم

كالحلم غريبٌ أنتَ .. أنتَ اليوم أصبحتَ غريباً .. تركتَ الأيام خلفك ونهضت ومشيت خلف ظلك ولم تلتفت .. على المائدة بقيَّ أنا .. وفنجان قهوة حائر تنازعنا عليه طويلاً لم أرتشف منه أنا ولا أنتَ .. على المائدة بقيَّ حديث معلق في الأفق .. لم تقل فيه كلمتك الأخيرة وأنا ما قلت .. على المائدة بقيت رزمة من الورق .. بيضاء اللون .. ناصع بياضها يسطع العين .. كلون ذلك الأمل الوليد حين زرعناه على شرفة قلبينا .. لا الورق تحرك من أمام ناظري ولا كتبتَ فيه سطراً ولا أنا كتبت .. أتيت خلفك .. تركتُ المائدة بفنجان قهوتها الحائر ورزمة الورق وأفكار تغلي في رأسي كالبركان .. تجملت بالهدوء وشربت قارورة من الصبر ودخلت عليكما .. فوجدتك معها .. لم تكن غريباً كما كنتَ معي .. كانت أناملك تعيد ترتيب خصلات شعرها على أكتافها .. ورائحة عطرها تنبعث من أنفاسك .. جلستُ قبالتك وأنا أرتدي ثياب الصبر .. أنت لم ترني .. هي فعلت .. اعتدلت .. أعادت ترتيب هندامها وأرسلت إليَّ ابتسامة أربكت ذلك النهار الذي جئت فيه خلفك أحتضر.. تناولت قهوتي وحدي بينما أنتَ تمطرها قصائداً من الغزل .. ترسمها بجميع ألوان قوس قزح .. حتى أن عين الشمس لاحظت ...

عاتبني أيها القمر !

صورة
عاتبني أيها القمر من خلف تلك التلال ترسل إليَّ كل ليلة ألف تحية وألف سلام .. لا تكلُّ أنت ولا تملُّ .. ولا يتسرب إلى نفسك اليأس من فرط الانتظار . وأنا من خلف نافذتي أرقبك .. وأرقب حرقتك في دلال .. إلى أن أصبح نورك يملأ المكان .. ويملأ قلبي .. ففتحت لك نافذة العمر .. وبت في انتظارك كل مساء أذكر في ليلة طال فيها غيابك عن نافذتي .. حين حجبتك تلك الغيمة الكبيرة عني .. انتابتني حينها موجات من الشوق والحنين والهلع .. وما أن ظهرت لي حتى هرعت إليك لأبثك شوقي وحنيني .. لكنك أخذت تعاتبني .. وتعاتبني .. وتعاتبني .. وتغرق في العتاب .. إلى أن أنسيتني شوقي إليك ولهفتي عليك .. فتركتك مع عتابك .. وأغلقت نافذتي على ما تبقى من شوقي ولهفتي عليك .. وآويت إلى فراشي يفترسني الحزن والقهر .. وإذ بك تقتحم نافذتي وتخترق أحلامي وتطبع قبلاتك على وجنتي .. وتهمس لي لتداري دهشتي التي ارتسمت بجميع ألوان الطيف على وجهي : الحب يا أميرتي لا يقبع خلف النوافذ .. وصدّقت .. صدقتك ! وأذكر أيضاً عندما كنت تحاسبني كطفلة صغيرة وتسألني بعنف لا زلت أخافه للحظة : لماذا ترسل الشمس خيوطها نحوك .. لماذا تتسلل إلى مخدعك .. لماذا تتجمه...

أرصفة النسيان

أرصفة النسيان أنت .. وأرصفة النسيان مرة أخرى .. وهذا الملل الأسود يحاصر روحي .. يخنق نسائم الربيع في أيامي ويمحو عناوين اللحظات الجميلة من ذاكرتي ومن البال . رسائلي لا تسافر إلا إليك .. وروحي لا تنتظر من الغياب غيرك .. ووحدها علامات الاستفهام استعصى عليها الفهم وبقيت تراوح في مكانها تنثر من حولي نفس السؤال .. في صباحات تكاد تخلو من كل شيء إلا من صوت الصباح وهو يقرع الأبواب .. يعلن ميلاد يوم جديد .. يوم جديد لكنه في غيابك يشبه الأمس .. في ركوده .. في صمته .. في هدوئه المميت .. في دورانه عبر حلقات الفراغ . وأنت تتجول كسلحفاة تحتضر على أرصفة النسيان .. لا تدري هل أنت فعلاً منسي أم مقصي عن هذا القلب .. ربما كنت تحاول الفهم .. ربما خطر إليك أن تنثر من حولي نفس السؤال .. لكنها وحدها علامات الاستفهام هي التي تدور من حولي وتتجرأ وتنثر نفس السؤال .. حاولت أن أقلب الطاولة على جميع الأرقام .. وأختارك من بين تلك الجموع رقم عمري .. وأرفعك عالياً في وجه جميع علامات الاستفهام .. لكنك كعادتك غائب .. تتجول على أرصفة النسيان .. وقلبي اليوم يعاني من حالة ملل .. فقد الرغبة لسماع صوتك المتهدج على الضفة ا...

أيها البدوي المتعب .

أيها البدويُّ المتعَب . أختفي وراء غلاف مجلة .. أتدثر بصفحات الجريدة .. أرفع صوت المذياع حتى يصل أذن القمر الوسطى كي أتجاهل وجعك أيها القلب .. كي لا أسمع صدى أنينك يبكي كل ليلة .. أختزن دموع الكون في رأسي حتى لا تفاجئني رغبتها الرعناء في الانهمار حين أرسلها لتلثم بعد مرِّ الاشتياق بؤبؤ عينيك ..   أقسو عليك .. نعم .. لكنك تستحق أن أقسو عليك .   أهديتك مشاعر حالمة .. بيضاء .. أشد نصاعة من بلورات الثلج وهي تندفع لحظة الميلاد من رحم السماء   .. فتحولت بين يديك إلى رمادية اللون .. فاقدة النطق .. تائهة الخطا والأحلام .. نعم .. تستحق أن أقسو عليك . قلت لك ذات يوم جميل لا تشرب القهوة من فنجاني .. اشربها من هنا .. من هذه الأحداق   ..   أجبتني بقسوة لم أعتدها منك .. عيناكِ لم تعودا ترويان ظمئي .. عيناكِ دائمة الهروب .. عيناكِ دائمة الترحال .. وأنا رجل بدويٌّ   .. تعبَت مني بداوتي .. وتعبتُ منها .. تعبتُ أيتها البدوية من كثرة الأسفار والترحال .. أريد أن أتذوق معك طعم الاستقرار .. أريد أن أتذوق طعم الأمان ..   عيناكِ لم تعودا تمنحاني ذاك الأمان...

هل أنا قاتلة ؟

هل أنا قاتلة ؟ أنا التي أخشى عليك من نسائم العتاب .. قتلتك ! كيف .. لا أعرف ؟ كل ما أعرفه أنني صوبت سهماً تجاه قلبك .. قلبك المتعب .. قلبك المنهك .. قلبك الممزق .. قلبك المثخن بجراح حبي .. فاخترقته وأرديته قتيلاً .. هل أنا قاتلة ؟ هل أنا قصدت قتلك ؟ لو كنت أقصد قتلك كنت عاتبتك أولاً.. أنا التي أخاف عليك من رياح العتاب أن تلفح ملامحك المشتاقة فتبرد نيران الشوق بقلبها وأنا بأمس الحاجة لحرارتها في هذا الجو البارد الكئيب فكيف أنا أقتلك ؟ ومع ذلك قتلتك . لم أنتبه أن قلبك متعب .. أنك منهك من التعب .. اندفعتُ كالبركان الثائر وأطلقت حممي المتصاعدة والملتهبة عليك .. ثم انسحبت عائدة بعد أن صوبت لك سهماً كبيراً في قلبك .. قلبك الذي أخاف عليه وأخشى .. هل أنا قاتلة ؟ لم أستطع النظر في عينيك ساعتها .. لم أحتمل أن أرى نفسي قاتلة فيهما بعد أن كنت الملاك البريء .. بعد أن كنت شعاع الأمل .. طاقة الحب .. ينابيع الشوق .. سلال المحبة والدفء .. فإذا بيَّ قاتلة .. قاتلة .. قاتلة .. إن أسعفك العمر والزمن وقلبك المثخن بالجراح ولم تمت .. أقصد لم تقتل .. فاغفر لي وسامحني وتأكد أنني مشتاقة لملامحك المحبة وأنني أخط...

أين أنت مني ؟

أين أنت مني ؟ في كل يوم أقلب فيه مفكرة الأيام أضع ضمادة جديدة على جرح الذكرى .. أريده أن يشفى نعم .. لكنني أريده أيضاً أن يُمحى .. لماذا تحديّتُ العالم .. وتحديّتك .. وتحديّتُ نفسي .. بأنني أسير وبخطى أكيدة على أرصفة النسيان .. وأن عناقيد الفرح التي كانت تظللنا أصبحت بالية .. ممزقة .. آيلة للنسيان .. ولم يبقَ منها إلا هذه الذكرى المجروحة ؟ هروبي المتكرر منك .. وطردي لك من ساحة الأحلام .. لم يُفدني في شيء .. وها أنا عند أول زلزلة صغيرة أطرق باب بيتك لأقول لك " أشتقتك " ! ذلك الهروب ما كان إلا مضيعة للوقت .. ومضيعة للعمر .. ومضيعة للفرح .. والجرح في قلبي لم تزل دماؤه تنزف بحرارة .. لم يمت هو .. ولم تمت أنت .. وماهذه الحماقات التي ارتكبتها في غيابك إلا حجارة صغيرة ألقيتها في بحيرة بائسة من الأوهام .. وأن حضورك هو الحقيقة الوحيدة .. ليس فقط في ساحة أحلامي بل في مساحات أيامي كلها .. حضورك بالنسبة إليَّ هو كأس الحياة .. وزهرها الذي لا يذبل .. ورحيقها العذب الذي لا ينضب .. تبادل مثل هذه الأدوار بات يرهقني .. وهذه النافذة التي فتحناها أنا وأنت على أبواب الجحيم يجب أن نغلقها .. كم كنا...

موعدك الحائر .

موعدك الحائر غريبة أنا في حدائق حروفي .. أتجول في حدائق الصباح وشمس الغربة تحرق أنفاسي .. كل الورود التي نبتت في غيابك ليست لها رائحة الورود .. كأنها خلقت بلا قلب ينبض ولا رئة تتنفس أكسجين الصباح .. كل ما بقيَّ لها من طقوس تمارسها نحو هذه الحياة هو أن تشرئب أعناقها نحوي .. تحاول أن تطال بأناملها الغضة جدران روحي .. لكنَّ الروح هناك .. تشرئب متوثبة لموعدك الحائر .. تشرئب متوثبة إليك . لم يعد يستهويني قطف الورود ولا إهداؤها إليك ملفوفة بأشرطة من الحرير الأحمر أو الليلكي .. لم يعد يستهويني قطف أوراقها وكتابة بعض الحروف الثائرة على سطور ياسمينها .. أصبحت أهوى رسم اسمي وإلقائه على صفحات وجهك وملامح طيفك فقط . فنجان قهوتك ينتظر موعدك الحائر .. وناياً فتية تسللت من سحابة صيف عابر تعزف لك ألحاناً شجية ولدت أجنتها على ضفاف الزمن العتيق .. فكبرت وتسكعت ذات صبا وردي الخطوات في أزقة مرَّ منها طيفك على عجل .. وغاب في دهاليز تلك االأزمنة .. لم تبقَ نافذة تطل على الربيع إلا وأنهكت عتباتها من كثرة التجوال .. جيئة وذهاباً أزرع خطوات خضراء على شرفات الحياة .. أرسلت زوارق قلبي تجاه يمك .. علها تحملك إليّ...

لست أنت !

لست أنت ! حاولت .. وحاولت .. وحاولت .. وباءت بالفشل جميع محاولاتي . حاولت تثبيت صورتك في الإطار ففشلت .. صورتك التي تاهت ذات زمان وذابت في غياهيب الدجى .. رحلت وراء أسوار العدم .. أغواها الفراغ الممتد على شرفات الآخرين فرحلت خلفه .. كنت كلما شربت قهوة الفراق أنظر في قعر الفنجان .. أبحث عن خطواتك الشاردة أين وصلت بها مسارات التيه ؟ فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً . ومضى زمن طويل وأنت تبلل أوراق الحزن الجافة حتى لا تتكسر في حلقك وتتبعثر في جوف هروبك . كنت أذهب إليك هناك ..أراقبك وأنت ترسم وجوهاً مستبشرة على صفحات الماء .. كنت أظنها قوالب بشرية .. حاولت كثيراً الإمساك بها فكانت فارغة من الأعماق .. لم أدرِ ما السرُّ وراء رسم هكذا فقاعات ؟! ومع ذلك بقيت هناك .. معك .. ولم أغادر .. كنت أتتبع ضحكاتك الخجولة حين تهبط في قلوب العذارى هناك وأراك كيف تشيح بوجهك بعيداً عنهن حين ترمقك منهن نظرات الإعجاب .. كنت أعرف تماماً أنك تركض كل ليلة لرسم وجوه جديدة أملاً في ألا تذوب حين تظهرعليها شمس الصب...

رسائل غضب

  رسائل غضب !   وأنا حين أغضب .. وأنا حين أغضب لست أنا ! هل شاهدت السماء يوماً حين تتجهم وترسل وعيدها .. يشتد غيمها ويعبس وجهها .. قد تبكي وقد تنحبس دموعها .. لكنك بلا شك ستحترق بنيران غضبها ووعيدها ؟ هل رأيت البحر يوماً وهو يزأر ويزمجر ويملأ الكون صخباً وضجيجاً .. يجر مراكبَ إلى الهاوية ويلقي بأخرى إلى شطآن الخراب .. قد يبتسم لك وقد يخفي ابتسامته .. لكنك بلا شك ستتلقفك أمواجه إلى قمة السخط ثم تلقيك ؟ هل شاهدت الريح وهي تزغرد معلنة انتصاراً شرساً على ورود الشرفات .. وأعشاش العصافير المعلقة على حبال الحياة .. ومواعيد الغرام التي تبعثرت خطاها على أرصفة الطرقات .. قد تداعب وجنتيك هذه الريح المجنونة وقد تتجاهلك .. لكنك بلا شك ستفقد أرضاً كانت تقف عليها أقدامك منذ الولادة ؟ أنا لست كالسماء حين أغضب .. لست كالبحر حين أغضب .. لست كالريح حين أغضب .. لا تستفز غضبي .. لأنك لن تجد عندها غيمة صافية تأويك ولا موجة بحر تعانق ظلال خيبتك ولا هبة ريح تمحو أثار جراحاً سأرسمها أنا .. ولن تندمل .. ولن تنطفىء نيرانها .. ولن تمسح لك دموعاً .. ولن تصفح عن قسوتك أبداً .. فحذارِ من سخطي ومن غصبي ....

بعد الموت أم قبله ؟

بعد الموت أم قبله ؟ أشعر كأنني بُعثت من جديد .. كل الوجوه غريبة عني .. أين كانت هذه الوجوه .. أين كان كل هذا الضجيج والصراخ مختبىء ؟ أمضيت عمراً في تنميق الكلمات ونثر الورد في صباحاتك وحين اختفيت ساورني القلق فارتديت آخر حماقة لدي وخرجت للبحث عنك في شوارع الضباب والضياع .. زرت جميع المقاهي التي كنت ترتادها .. تصفحت كل الوجوه التي كنت تتصفحها فلم أقرأ فيها شيئاً عنك .. زرت البحر وسألته ببراءة تنم عن غباء شديد هل ابتلعته ؟ ضحك البحر مني وأجاب باستهزاء .. لو كنت أنتِ ربما ابتلعتك .. حتى تستريحي ! لكن هو لا .. ليس لي شأن في ابتلاعه .. إذا أين اختفى يا بحر ؟ خفت عليك .. نعم أنا خفت عليك .. خشيت أن يكون الموت قد ارتكب حماقته الأخيرة وأخذك مني .. لقد كان يحوم حولك متربصاً بك فخفت أن يذهب منه بعض عقله ويرتكب حماقة يندم عليها العمر كله ويأخذك مني إلى ذلك المكان الذي كنت دائماً تخافه .. ذهبتُ أتهدد الموت وأتوعده .. لكنني في ذات الوقت لم أيأس من البحث عنك بين سطور هذه الحياة .. وبقيت أرتدي حماقتي على كل وجعها دون كلل أو ملل . بالأمس فقدت الأمل وقلت في نفسي لقد ودع هذه الحياة فالموت أرخص شيء نحصل ...

نيسان .. ارحل .

نيسان .. ارحل . خدعتني حبات المطر .. غسلتُ روحي وتعمدتُ بنيسان سابق من كل آلامك .. نسيتُ هجرك .. نسيتُ لعبتك المفضلة في الكرِّ والفرِّ .. نسيتُ كيف كانت تنام الدموع على وسادتي وتجهش في البكاء في سرير أحلامي .. نسيتُ حين اختبأت مني آخر مرة وتركتني أصارع أمواج البحر وحدي وأنت ترتدي الرعونة والطيش والفوضى ..   نسيتُ ذات نيسان أنت من تكون   وسمحتُ لحبات مطرٍ عابرة أن تغسلني من حقدي عليك .. وأن تعيدني إليك   طفلة غرة ترقص فساتينها على قدميك .. خرجت من غيمتي وتساقطتُ قصائد حبٍّ على باب بيتك .. فرّت من بين يديِّ قوافي الشعر لتداعب عصافير الجيران وهي تحط على شرفات قلبك .. أسرني تغريدها الجميل وأسرني أكثر أنها كانت تغرد وقتما تشاء وتكف عن التغريد وقتما تشاء .. حتى تلك الورود الجريئة التي تسلقت شرفات الصباح بعيون نهمة كانت تفتح أوراقها للضوء وقت هي تشاء وتغمضها وقتما تشاء .. وهذه الغيمة المسكينة التي حملتني إليك كانت تغمر الأرض بزخات من مطرها العشقي   وقت تشاء و تشيح بوجهها بعيداً وقتما تشاء كأنها تسقط لعنتها على هذه الأرض ومن عليها من أصناف من البشر لا تستحق أن تغتس...

زهر اللوز هو عنوانك .

صورة
زهر اللوز هو عنوانك إسأل زهر اللوز يا شاعر ولا تنتظر زهر الصبار أن يجيبك . يقتلك الحنين .. ويقتلني دون أن تدري .. وزهر الصبار الذي تزين به شرفات قلبك هو الشاهد الوحيد على موتك . من يجرؤ على اقتحام أسوار قلبها ؟ لستَ أنت .. من يجرؤ على طرق أبوابها الموصدة ؟ لستَ أنت .. من يجرؤ على أن يلقي بنفسه إلى البحر ؟ أنت .. بكل التأكيد أنت .. ولكن عدّ بالذاكرة .. وعدّ للذاكرة التي لا تنسى مهما حاولت أنت أن تنسى .. حاول أن تتذكر من كان أول من اقتحم أسوارها .. من كان أول من دق بابها معلناً ثورته على الزمان والمكان .. على الخيمة والكهولة .. على الحروف والشعر والنثر .. أنت أيها الكهل الجميل .. أنت أيها الكهل المراوغ .. " كهل أنا فاخلعيني " هل أخلعك فعلاً ؟ يبدو أنك قد خلعت نفسك وتركت الكهولة تسري في مسامات جلدك .. أصبحت الكهولة قبر يحتويك وزهر الصبار نبت عليها شاهد على قبرك .. لا تدع الحنين يقتلك .. اخلع عنك عباءة الكهولة .. الأسوار هناك بانتظارك والأبواب مشرعة لك والزمان والمكان والحروف على شرفة الانتظار .. لا تدع الحنين يقتلك ولا تدع زهر الصبار شاهداً على موتك .. وليكن زهر اللوز طريقك إلى...