المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٢

قصيدة

قصيدة . أسرق الوقت .. كي أسرق القصيدة .. أغلق الربيع كتابه في وجهي وبقيت وحيدة خارج سطور الحكاية . أتى الربيع وغادر هذا العام دوني .. لم أشاهد تفتّح الزهر على يديك .. ولم أحضر مواسم اللوز معك .. كنت وحدك تغيب في أفقك السرمدي .. تنسج حكايات من الماء وتغرق فيها وحدك . كم قلت لك فلنجعل هذا الليل أبهى .. فلنجعل هذا النهار أطول .. تعال نعيش على فتات الأمل .. في الوطن بقايا أمل تكفينا .. دعنا ننسج حكاية جميلة نعيش داخل أقبيتها ما تبقى لنا من العمر . أغلقت كتابك في وجهي .. وفنجان قهوتك انتظر طويلاً بين يديِّ .. لم يشأ أن يتركني وحدي وأنت تعيش دور الرحالة .. تحمل أشعارك وترحل .. وتبعث لي مع الحمام الزاجل خارطة قلبك .. وكم من العابثات سكنت فيه .. وكم نظمت فيهن أشعاراً .. وكم أرسلت إليهن قبلاً فارغة في الهواء .. الربيع رحل من دوني .. وكتابك مغلق في وجهي .. وفنجان قهوتك نفد صبره منك .. وضاق ذرعاً بانتظارك .. والوقت طويل جداً في غيابك وضفائره معقدة وجامدة .. والوطن بعيد .. بعيد .. فلا تلمني إن أغلقت عينيِّ في وجهك.. ونسجت حلماً آخر من دونك .. وشربت قهوتي من دونك .. واستدعيت الوقت على عجل وطلبت إ

أنا وظلي

أنا وظلي حملتك دهوراً على كتفي .. مشيت بك العمر كله .. وما تثاقلت .. وما قلت في يوم أُفٍ أو شكوت .. ما قلت تعبت أو مللت أو حتى ضجرت .. وما لمحت بأنك قد تكون تغيرت .. لم يلمحك أحد في قلبي .. ولم تقع عليك عينٌ وأنتَ تتجول معي في حدائق عمري الخلفية .. وعلى مدارج الفصول الأربع .. كنتُ أنا وأنتَ ننظر من ذات العين .. نرى ذات الأشياء .. نسمع ذات الصخب .. وذات الضجيج .. وحين أثور كنتُ أثور وحدي .. وتبقى أنت صامتاً في قلبي .. تحتفظ رغماً عنك ببعض هدوءك الذي روضتك عليه حين كنت أهددك طوال الوقت وأحذرك " إياك أن تفقد هذا الهدوء .. فتنزل عن كتفي إلى الأبد " .. اليوم سنطفئ شمعة ميلاد جديدة .. لن أعدَّ الشموع حتى لا تصيبك عيني بالحسد .. " ومن يحسد المحب إلا عين حبيبه ".. طبعاً أبادرك بالقول قبل أن تبادرني بجميع علامات الاستفهام والاستنكار والتعجب .. لكنه سؤال صغير يريد أن يتسلل إليك عبر هذه الزحمة ليسألك .. هل أنتَ أنت ؟ هل أنتَ لا تزال أنت ؟ كنت تعدني حين كنا صغاراً نلعب على ضفاف العمر أنك لن تكبر كالآخرين .. وستبقى وسيماً تتخطفك النظرات وتقاتل لأجلك كل الحسان .. وكنت أرى بأم ع

من تلميذة

من تلميذة يا سيدي أنا بالكاد أتهجا الحروف وأقرأ بعض الكلمات .. أنا لا أفكك الرموز ولا طلاسم الأيام .. لا ترسل إلي بمعجمٍ أنا أقرأ جيداً تلك النظرات . بالأمس انتظرتك عند قارعة الطريق لتحمل إليَّ الورود والأشواق .. فأتيتني بعد غيابٍ تعدُّ سنين عمرك في انتظار الأحباب .. وألقيت إليَّ بورود باردة .. خالية من لمساتك .. ومن دفء الأنفاس . ابتلعت دهشتي وما تعثر على شفتي من كلمات .. وسكنت إلى نفسي الشقية أعاتبها .. وأحاسبها أشد حساب .. وقلت في ذاتي غيمة تنقشع وينهمر المطر فيغسل الضباب .. وعدت لقارعة الطريق بيدٍ أحمل مظلتي وبالأخرى أحمل كتاب الأذكار ولساني يردد بالدعوة قد تحمله غيمة حبلى ويمطر في حضني كل الأشواق .. تعب لساني .. وما كللت من الانتظار .. فإذ بالغيمة تمطر في حضن غيري قصائد وأشعار .. أغمضت عيني متجاهلة وقع ضربات المطر على قلبي المذبوح بسهام الآمال وغدوت في حيرة من أمري هل أعود أدراجي.. وهذا الإصرار بداخلي على اللقاء كيف أحطمه .. وقد أخذ مني تشييده ليالي وأياما ً ؟ لم أفكر بالاستسلام لحظة ولو حجزت كل الغيوم وأقمت عليها حِجراً في السماء وحاصرتك بعيوني التي تخترق الآفاق .. ولكنك كنت تف

" إلى من يهمه الأمر "

" إلى من يهمه الأمر " أخي الحبيب شكراً لك .. بادرتني بهذه العبارة المألوفة جداً " إلى من يهمه الأمر "  ففتحت كل مواجعي على مصراعيها ..  " إلى من يهمه الأمر"  فقد غيرت رقم هاتفي للمرة الألف وهذا رقمي الجديد .. فهل يعنيكم هذا الأمر ؟ تحسباً لأن أكون أعني فيكم أو منكم أحداً قررت أن أخبركم برقم هاتفي الجديد .. علَّ وعسى أن يعنيكم الأمر .. ولعل وعسى رغبة طارئة لو لثوانٍ عابرة أن تفرض نفسها على القلوب فتضطر أحداً منكم  أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن الحال والأحوال .. فربما كنتَ أنتَ ممن يهمهم  الأمر .. وربما كنتُ أنا فعلاً ودون أن أدري من يهمكم أمره ..  وما كان إرسالي لرقم هاتفي الجديد ضرباً من ضروب العبث أو مضيعة للوقت . " إلى من يهمه الأمر"  ولا أسأل من وكيف ومتى كنتُ موضع أهميتهم .. وموضع سؤالهم واستفسارهم .. وفجأة وقبل أن تبرق السماء بألوان الخوف .. وترعد بأصوات القلق .. احتلت غيمة كبرى السماء .. فلا عادت الشمس تجرؤ على الشروق أو الظهور على استحياء في كبد السماء .. ولا عادت السماء تستطيع أن تبكي مطراً على قلوب أعياها التصحر ويبسها الجف

" خارج التغطية "

 " خارج التغطية  " هل أُفشي إليك سراً ؟ بعد عقودٍ من الزمن نستطيع أن نفشي بعض الأسرار .. وهو سرٌّ صغير جميل ينام على كتف القمر منذ عقود .. فلماذا لا أرسله إليك مع صباحات العيد ؟ في ليالي العيد يحلو الكلام وتفوح منه مع رائحة الكعك رائحة الذكريات .. وأنتَ في هذه الليلة تقف أمامي مبتسماً كعادتك حين ألوح إليك أنني قد أفشي إليك سراً .. قد أبوح إليك بماذا فعل بيَّ ذلك الليل العنيد ذات مساء .. حين أتاني خريف عاصف .. في أيلول فائت .. لا أعرف .. لم أعد أذكر بالضبط أي أيلول ذاك الذي زمجر فيه وكشر عن أنيابه .. فلم تحتمل أنتَ رياحه الباردة .. لم تحتمل رياحه العاصفة .. فذهبت إليها .. ربما كانت هي كالنسمة ..  أنا لا أنكر عليها وعليك ذلك ..  ربما كانت هي دافئة جداً في أيلول عاصف مدمر .. ربما كنتَ أنتَ تخشى البرد وتخاف من العواصف وتركن إلى الهدوء ويطيب إليك سماع صوتها العذب الممتلئ غنجاً وأنوثة ..  لا أنكر عليها وعليك ذلك .. ما ذنبي أنا إن كنتُ من زوابع أيلول ونتاج إحدى ثوراته .. لكنّي أملك قلباً نقياً .. رياناً .. صافياً .. حلو المذاق كحليب أمنا حواء .. هو أيلول من أور