المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

همسات نورانية جزء 11

همسات نورانية .. 11 سلام عليك يا أمي سلام على روحك الطاهرة ***** تتوالى الأيام وبفوضى عجيبة تكثر الأعياد أو ربما يهيئ إليَّ ذلك كلها أيام تفرُّ من روزنامة عمري لهذه اللحظة أنا لم أتذوق لها طعماً كنت أدرك جيداً أنك تحليِّن الأيام .. فتجعلين مذاقها أحلى من السكر وكنت تجعلين الأيام أيضاً أكثر ربيعاً   وأكثر دفئاً وأكثر حناناً **** ماذا لو ألقيت اليوم وأنا في غمرة تعبي برأسي المثقل بالهموم على كتفك وشكوت إليك مرَّ هذا الزمان .. ماذا لو أقلقت راحتك كعادتي من تذمري وشكواي وامتعاضي وعصبيتي وكل حالات الجنون التي كانت تعتريني وما أن تلمسها كفاك الطاهرتان حتى أعود بعمري إلى أرجوحة الطفولة   أقفز في شوارع هذا العمر بفرح عارم ولا ألتفت إلى الخلف أبداً ماذا لو صبرت هذه الدنيا عليك قليلاً   وأبقتك معنا لبعض الوقت .. **** ماذا لو أنني في هذا اليوم اليتيم لا أزال أصحو على صوتك العذب الحنون .. لا أزال أصحو على صوتك يوقظني يتمنى لي نهاراً مشرقاً يحدثني عن كل الأحبة ينتزع الضحكة من بين أضلاعي المتيبسة يروي حدائق قلبي الذابلة

كنتَ حلماً

كنتَ حلماً أتذكرُ حين خبأتك حلماً بين ضلوعي .. كنتُ في كل صباح أوقظك .. أتناول معك قهوتي .. ونتصفح معاً عناوين الجريدة ..   كنتُ أحدثك في تفاصيل يومي العديدة .. تفكرُ معي ماذا أقتني من ثياب للسهرة .. وكيف أشكل خصلات شعري بالورود الصغيرة .. وماذا أبقي منها مبعثرة بين كفيك وطيات الجديلة .. كان الصباح حينها يتكلم لغتنا .. كنتُ أحدثه وأحدثك .. وتحدثني وتحدثه بهمسٍ صامت .. وكنتَ تهزُّ رأسك إعجاباً حين أشدد إليك بعض الحروف .. وتصفقُ حين أضمُ إليك بعض كلماتي .. وحين كنتُ أسكنُّ بعض الحروف في قلبك كنت توسدها ضلوعك .. وتخبئها بين طيات الفؤاد .. كنتُ أظللك بين رموشي .. لأحميك من كل العواصف الغادرة .. ومن زخات المطر العابثة .. وحتى لا تكشف مخبأك عناقيد الشمس فتغار مني وتحرق بغضبها الوحشي حقولي .. وحتى لا تفتن من فرط كيدها وغيظها لإلهة البحر فتُغرق بأمواج غضبها سفني .. ومراكب عودتي إلى شطآن عينيك .. عند المغيب .. كنتَ تذوب في فنجان قهوتي وتسري في شراييني .. وحين يلحظون تورد وجنتي وارتعاش الفرح على محياي .. أقول كان هنا في الأمس ..   كان حلماً ورحل .. واليوم لا شيء في قلبي .. ولا

الحقيبة الحمراء

صورة
الحقــيبة الحمـــــــــــــــــراء كباقي الأطفال كان ينتظر بفارغ الصبر أن تُفتح أبواب المدارس في صباح الغد .. وأن يُعلن عن عودة الدراسة من جديد .. وأن يطير كملاك بلا أجنحة يعانق أسوار مدرسته .. يهبط من سماءها .. ويقفز فوق ترابها كما اعتاد كل صباح بعد كل اشتياق .. مذ   بدأت العطلة الصيفية وهو في اشتياق دائم إلى مدرسته .. إلى صفه .. إلى الباحة حيث كان يجتمع هو وأصدقائه وجميع ورفاق الدراسة   كي يلعبون .. ويأكلون .. ويتسامرون .. ويضحكون ..   قد يتشاجرون .. لكنهم في النهاية يتصافون ويتصالحون . منذ   بدأت العطلة الصيفية وهو يحلم بأول يوم تبتدئ فيه   الدراسة .. هذا العام سيكون عاماً جديداً جداً ..   سيحمل على كتفيه حقيبة حمراء بدل تلك الحقيبة الخضراء الباليه .. لطالما كانت نفسه تشتهي وتطلب هذه الحقيبة   .. إنها الحقيبة الحمراء   التي كانت تسرح وتمرح وتتجول كل ليلة في أروقة خياله .. حقيبة حمراء كتلك التي كان يغيظه بها رفيقه في الصف المجاور كلما رآه يحمل حقيبته الخضراء البالية على كتفيه يكاد يتساقط منها كل شيء بما فيهم كتبه ولوزامه المدرسية   .. أما   الآن فلا ..   لن يسخر منه أحد

سلسلة جاهلية

جاهلية 1 فتحتُ أبوابَ الجاهلية على مصراعيها .. وصافحت أبا جهل وأبا لهب ..عانقت حمالة الحطب ... وجواري الردة .. وفتيان النرد ورسمت لهم ابتسامة ممطوطة من المحيط إلى الخليج الملتهب . أودعت في أعماقي كماً من الأسرار .. وطرحت على ذاتي الحائرة بعضاً   من الأسئلة التي لا تحتمل الأجوبة . من أين جاءوا وأنا التي رممت أسماءهم المتآكلة في قائمة الممنوع من الصرف .. من خطّهم عناوين بارزة في دفاتري .. وصفهم فوق السطر ؟ انتشر الرجال للصلاة والحديث عن صلة الرحم وإغاثة الملهوف وابن السبيل ... وما أن فرغوا من خطبة الجمعة حتى تجمهروا في ذلك الركن القصيِّ .. واختلفت لغة الكلام ..   أجمع الحضور .. كل الحضور .. على حرمان الإناث من الميراث . كدتُ أجنُّ وأصرخ في وجوههم : رفقاً بالقوارير يا معشر الرجال .. رفقاً بالقوارير .. وانتابتني رغبة جامحة في أن أستل سيفي الساكن في غمده وأُعمله في تلك الرقاب .. إلى أن التقيت النساء .. أية نساء هذه ..   أية نساء ؟ أية قوارير هذه ..   أية قوارير ؟ على رسلكِ يا شجر الدرِّ ..   على رسلك ورفقاً   رفقاً في الآباء .. عندها فقط شعرتُ   بحاجة ماسة للاحتفاظ بأكبر