المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١١

فاكهة الكلمات

فاكهة الكلمات النار فاكهة الشتاء .. وأنت فاكهة الكلمات .. أنت شهد الحروف .. وأريجها المخملي .. وعبير ياسمينها .. أنت دفء الربيع يزهر في حناياها .. ورسائل الشوق تسافر عبر مسافات الاغتراب لتبث في قلبها همسات الشوق والحنين .. أنت نسيم صيفها العليل الذي يمسح عن خديِّ الياسمين دمعه .. ويطبع على جبينه قبلة الصباح .. وأنت خرير مائها يغدق في حدائق العمر .. يروي فلَّ بساتينها .. وظمأ عبهرها المتسلق حواف الشرفات . أنت ندى الصباح يعانق أجنة الزهور في مهدها .. يوقظها بخفة الريش .. ويلبسها تيجان الإشراق .. أنت الملاك الحارس لفراشات زهرها .. أنت نور عينها .. نور قلبها .. نور روحها .. تضمها بين راحتيك حين تكل من الطواف في أفقها الوردي .. حين تثقل أجنحتها فتكف عن الطيران في رياض الزهر وجنان الرياحين .. تلجأ إلى قلبك الكبير .. تغفو بين وسائد الضلوع .. تغمض عينيها وتحلم بأن السماء تمطر عنباً .. والأرض تتشقق عن أنهار من العسل واللبن .. والزهر يأتيها زاحفاً على رئتيه.. والرطب تهبط برفقٍ تحت قدميها .. والعصافير البرية ما عادت تنقر نوافذ صباحاتها وتفسد لها شباك الحلم .. والليل وردي اللون داخل أقبية قلبك ..

أشتاقك

أشتاقك خذ بيدي .. مللت البقاء على رصيف الانتظار .. أشتاقك .. قلبي يشتاقك .. عيناي تشتاقك .. لوحاتي تشتاقك .. هذا الفجر الذي يتسلل من بين أصابعي هو أيضا ً يشتاقك .. الليل يشتاقك .. النهار يشتاقك .. أوراق الورد تشتاقك .. الأماكن التي ضحكنا فيها ذات يوم تشتاقك .. والتي بكينا فيها ذات يوم تشتاقك والتي تشاكسنا فيها .. والتي اختلفنا فيها .. والتي جرت أنهار تصالحنا على مآقيها تشتاقك .. أنا أشتاقك .. وأشواقي وحنيني وأرقي وانتظاري نشتاقك .. الحروف تشتاقك .. تلك الحروف التي كنت أداعب بها وجنتيك كل صباح تشتاقك .. هذا الفراغ الكبير .. هذا السكون القاتل .. هذا الضجر .. هذا الملل .. هذا العذاب .. كل ذرة فيه .. كل خلية .. كل مسامة من مسامات جلده باحت لي بأنها تشتاقك .. أعلم أنك مشتاق .. ويمزقك الاشتياق .. لكنك ترتدي ثياب الحزن وتبحر في سفنه .. شوارع الحزن لا نهاية لها .. أنهار الحزن لا تنضب .. وقلبك .. المسكين ينصهر .. يذوب .. يتلاشى .. تحت وطأة الحزن .. اشفق على قلبك .. اشفق على قلبي .. اشفق على تلك اللحظات .. على تلك الأماكن .. مزق شرنقة الحزن من حولك .. دعني أمد يدي في قلبك وأداعبه .. وأغني له وأر

أين أنت مني ؟

أين أنت مني ؟ في كل يوم أقلب فيه مفكرة الأيام أضع ضمادة جديدة على جرح الذكرى .. أريده أن يشفى نعم .. لكنني أريده أيضاً أن يُمحى .. لماذا تحديّتُ العالم .. وتحديّتك .. وتحديّتُ نفسي .. بأنني أسير وبخطى أكيدة على أرصفة النسيان .. وأن عناقيد الفرح التي كانت تظللنا أصبحت بالية .. ممزقة .. آيلة للنسيان .. ولم يبقَ منها إلا هذه الذكرى المجروحة ؟ هروبي المتكرر منك .. وطردي لك من ساحة الأحلام .. لم يُفدني في شيء .. وها أنا عند أول زلزلة صغيرة أطرق باب بيتك لأقول لك " أشتقتك " ! ذلك الهروب ما كان إلا مضيعة للوقت .. ومضيعة للعمر .. ومضيعة للفرح .. والجرح في قلبي لم تزل دماؤه تنزف بحرارة .. لم يمت هو .. ولم تمت أنت .. وماهذه الحماقات التي ارتكبتها في غيابك إلا حجارة صغيرة ألقيتها في بحيرة بائسة من الأوهام .. وأن حضورك هو الحقيقة الوحيدة .. ليس فقط في ساحة أحلامي بل في مساحات أيامي كلها .. حضورك بالنسبة إليَّ هو كأس الحياة .. وزهرها الذي لا يذبل .. ورحيقها العذب الذي لا ينضب .. تبادل مثل هذه الأدوار بات يرهقني .. وهذه النافذة التي فتحناها أنا وأنت على أبواب الجحيم يجب أن نغلقها .. كم كنا

فلنسرق القمر .

صورة
فلنسرق القمر اشغلني .. اشغل وقتي .. اشغل قلبي .. اشغل عقلي .. اشغل فكري .. حاصرني .. اسكنني .. اسكن هذا الفراغ .. اقتل هذا الفراغ .. اوقف الشمس عند المغيب .. اسقط النجوم لتتلألأ في حجري .. اعد عقارب الساعة إلى الوراء .. اعد ترتيب الكون من حولي .. امح ما خربشته الأيام .. افعل ما تشاء .. المهم أن تسكن هذا الفراغ ! أنا طي النسيان .. خلف أبواب التاريخ أنا .. وخارج ذاكرة الزمن .. لم تلمح الشمس وجهي يوماً .. ولم يلفحني رذاذ المطر .. قابعة أنا هنا في صومعتي أناجي الحجر .. أغزل أيامي في سنيني وأحيكها أكاليلاً أهديها لأناسٍ لم يطأوا دنيا البشر .. مركبك الجميل حط بك هنا فاستقر .. أتيت من الحلم القديم .. من الزمن القديم .. من الركن القديم .. أتيت مع شعاع القمر.. لتفتح لقلبي نافذة الأمل .. فنمسك أنا وأنت خيوط الشمس ونغزلها حباً .. ونسرق النجوم لتضيء لنا ليالي السهر .. وإن قدر لنا مد أشرعتنا .. فلنسرق القمر !

زوجة عزيزٍ لدي !

زوجة عزيزٍ لدي ! احتضنها بين يديه يودعها قبل سفرها ، يطلب إليها أن لا تطيل الغيبة فلم يتبق معهم من الوقت الكثير لإتمام مراسم الزفاف قبل نشوب الحرب ووعدته بعدم إطالة الغياب فهي ستذهب لإحضار بعض الأوراق المهمة وفستان الزفاف وأشياء من هذا القبيل ، احتضنها للمرة الأخيرة واحتضن شفتيها في قبلة الوداع وغابت وما هي إلا ساعات من مغادرتها حتى قامت الحرب। اختفى هو، تضاربت الأنباء ، منهم من قال انه مات في الحرب ، ومنهم من قال انه وقع في الأسر ومنهم من قال فرّ مع الفارين وتاه في بلاد الله الواسعة ، ومنهم ... ومنهم ... أما هي فقد هدتها الصدمة وهول المفاجأة ، شهور مضت قبل أن تصدق ما حدث وتفقد الأمل بعودته وبالزفاف ، شهور مضت قبل أن تطلق تلك الصرخة معلنة حالة الحداد । أعلنت لنفسها وصارحت قلبها ومشاعرها بأنه قد مات ولن يعود إلى هذه الحياة ، وغرقت في الحزن إلى أن انتشلها منه شاب في مقتبل العمر أحبها وعرض عليها الزواج ووافقت واقترنت به ولم تخبره عن أي شيء ، لأنه لا يأبه للماضي وما حصل قبل أن يلتقيا ، كان زوجا ً رائعا ًوكان زواجهما زواجا ً ناجحا ًتمخضت عنه أسرة وأبناء وعائلة ليس لها مثيل ، كان يحبها جدا ً

لا داعٍ للاختباء .

لا داعِ للاختباء .. التقينا بين السطور .. غريب وغريبة .. همستَ في أذني بضع كلمات لكنها هبطت في رحم قلبي واخترقت صمام الأمان .. بكيتُ في حينها .. فمررتَ بمنديلك الوردي على وجنتي وضفاف قلبي .. مسحتَ دموعي .. وجميع صور السابقين في مخيلتي .. ولم يبق إلا أنت . هربت منك .. هربت كثيرا ً .. مرات ومرات .. وفي كل عودة لك أكون مثخنة بالجراح فتأتيني كلماتك كالبلسم لتشفي كل جرح في روحي .. وتُمضي ساعتها بأحرفك الأولى على مسامات روحي البالية .. فتبعث فيها الحياة .. وأتبعك .. دون وعي أو إرادة مني أتبعك .. وأتبعك .. وأتبعك . كم مضى على حزني ؟ لا أعلم .. كم يمضي من عمري ؟ لا أعلم .. كل ما أعلمه أني تنازلت لك عن روحي لتعذبها كيفما تشاء .. لن أتعب من العذاب .. ولن أهرب بعد اليوم .. لن أهرب .. هذه روحي أقدمها لك على طبق من فضة فأفعل بها ما تشاء .. لن أهرب بعد اليوم .. ولن أختبئ بين السطور.. وسأدعوك الآن للبكاء بين ذراعيَّ وعلى رقعة صدري .. لا داعِ للاختباء .. لا داعِ للاختباء .

بوح الياسمين

بوح الياسمين من قال بأن الياسمين لن يألم من غدرك ؟ من قال بأن الياسمين لا روح له تبكي وتجهش بالبكاء من توالي طعناتك على قلبه ؟ من قال بأن الياسمين ليس له قلب يحبك .. قلب يعشقك .. قلب يشتاقك .. قلب ينتظرك ؟ من قال بأن الياسمين لا يبكي لحالك .. لا ينوح من هجرك .. لا يذبل من فراقك .. لا يموت من سطوة عذابك .. من قال بأن الياسمين خلق لعذابك ؟ هل كنت تظن بأنك إن ارتديتني قلادة حب على صدرك بأنني لن أذبل .. لن أموت .. كم كنت مخطئا ً في ظنك يا عمري .. فالياسمين أقصر عمرا ً مما تخيلت .. وهذا الطوق الذي كنت تختال به وتتبختر ذات يوم أصبح حزينا ً .. ذابلا ً .. لم يعد يليق بك .. وأن كفيك الناعمة لا بد أن تتنزع هذا الطوق الذابل الحزين وتودعه كذكرى .. ذكرى جميلة .. ذكرى عبقة .. ذكرى عطرة .. ذكرى ندية .. لكنها مجرد ذكرى بين طيات دفترك .. دفترك المهجور .. دفترك المركون في تلك الزاوية .. الزاوية التي لن تصل إليها يدك بعد اليوم . وإني أراك من نافذة قلبي المهجور تغزل طوقا ً جديدا ً من الياسمين ..تداعبه بحنان .. تشتمه برفق .. تبكي على أوراقه بدموعك الكاذبة .. تقص عليه حكايات المساء وتروي له الأساطير وا

هيَّ الروح

هيَّ الروح أنا التي خانتني الحروف وأذاقتني مرارة الخيانة لم أكترث حين تسلل ذلك الحرف مني إليك ..  لم أقف في وجه تسلله إليك .. ولم أعترض على هكذا تسلل عذب .. ندي .. يروي صحراء عمرك بزخات من المطر.. هيَّ الروح ذلك النسيم العليل الذي يداعب أوراق القلب ما بين ربيع العمر وخريفه   فتنساب روحه العذبة على سطورها كشلال ماء صافٍ يروي ظمأها دون أن تعبث أنامله الندية بفحوى هذه الفصول أو تهدد أوراقها الخضراء بالطرد من ساحات الجنان .. قالت ليَّ الروح ذات صباح باسم لا تغيب إشراقته عن البال .. خذي يدي وارسمي بها وردة جورية لا يتغير لونها مهما اعتراها من العواصف الغاشمة واستبد بها من الرياح السوداء .. خذي يدي وارسمي بها وجه من وجوه الفرح أرتديه على ملامحي حين يهلُّ عليَّ فصل الصيف .. فأنا لم أعد أستقبل الصيف إلا بوجه عارٍ من جميع أشكال وألوان   الفرح .. خذي يدي وازرعيني ياسمينة بيضاء على شرفات الوطن ..  الوطن الذي لم يعد ينجب الياسمين مذ أصبح   الياسمين مثلي لاجئاً .. يدفع معي ضريبة المكوث فوق أي تراب .. كانت حقائب الروح فارغة إلا من انتظارك ..   كانت حقائب الروح منذ الأ

دعوة على فنجان من القهوة .

دعوة .. هي دعوة على فنجان من القهوة   ..   أحببت أن تشاركني جلسة القهوة لهذا الصباح .. أحببت أن أتصفح عناوين الجريدة معك .. أن أتابع سلسلة الأخبار معك .. أن أشاهد الدنيا معك وبك ومن خلال نظراتك .. هي مجرد دعوة على فنجان من القهوة .. لكنّي لا أعلم لماذا تعتريني الرجفة وتكتسي حروفي ثياب الخجل .. لماذا ترتعش شفتا الحروف وتتسارع نبضاتها .. لماذا ترتفع درجة حرارتها وتنخفض دونما سبب ؟ قلبي أيها الشيطان الصغير متى تخرس أحرفك ؟ متى تكف أحرفك عن الثوران وتهدأ براكينك وتنزوي خلف جدار الصمت تتابع نشرة أخبار المساء .. تنقل ناظريك هنا وهناك بحثاً عن خبر .. تتبع أحوال العالم وكيف تسوء كل لحظة .. كيف يعم الخراب ويسود الظلم وتغيب العدالة وتغيب معها كل القيم ؟ هي دعوة بريئة على فنجان من القهوة .. دعوة بريئة على فنجان صغير من قهوة الصباح .. أرتشفه في حضرتك سيدي ومولاي .. أرتشفه من نظرات عينيك الآسرة التي إن حملقت عن غير قصد في جبال الهيمالايا خرَّ الجبل شاكياً باكياً ماذا فعلت .. وما هو ذنبي أنا ؟ فكيف لي أنا أن   أتجاوز هاتين العينين .. كيف لي أن أغض البصر .. كيف لي أن أتذوق قهوتي ب

لم يعد ظلًا

لم يعد ظلًا  وشت لي مرآتي المشروخة من الوسط قليلًا: أن بين هذه الشروخ يختبئ ظل عاشق، يتبعني في صحوي ومنامي، صيفي وشتائي، وعندما أحدث الأشجار في سرِّي، أو أهمس لطير الجوار. اقتربت بحذرٍ لأتحقق من صدق مرآتي، أريد أن أراه، أن أمسك به متلبسًا باسترقاق النظرات. لكنه في كل مرة أكاد ألمسه بها يفرُّ من بين يديِّ كالسراب! لم أيأس في أول الأمر وتابعت التحديق في المرآة، لكن عندما طال بي الانتظار ولم يُجدِني التحديق، ألقيتُ بمرآتي المشروخة خلف تلال عتيقة من الذكريات، وأخذت أحدق بمرآة جديدة، لامعة، متلألئة؛ كي أستطيع أن أراه بوضوح، وأمسك به قبل أن يلوذ بالفرار. لم تكن صورته تظهر لي في كل الفصول والأوقات؛ لذا بقيتُ متيقظة لأعوام، ولفصول عديدة لم أعرف للنوم أي مذاق؛ خشية أن تحجبه عني غيمة حبلى بالكوابيس، أو ضباب شقيُّ الطباع؛ فتفوتني فرصة اللقاء. لم آبه للنعاس الذي يهاجم جفوني، والإرهاق الذي يهدد صحوي، والأرق، والقلق، والخوف، والتوجس، والترقب، وطول التحديق بالمرآة. كل ما كان يهمني هو ألا ينفد صبري في انتظاره، وألا يهزمني الجفاء. لكنني في لحظة ضعف، يأس، شك، غيرة، جنون، ندم، قهر، قلبت وجه مرآتي إلى الح

يدك التي تكتبني .

يدك التي تكتبني . لم أكن أعلم أن الحروف كسائر البشر تسافر لكن دون حقائب .. وتترك مكانها فارغاً إلا من الأشواق والحنين .. ودعتني الحروف .. لكنها لم تكن على سفر .. حروفي لم تسافر عني .. بل هجعت ساكنة .. خاشعة .. متعبدة في محراب الورق . دائماً كانت الدموع تسبقني .. والحروف ترسمني .. وعيناك وحدهما من تقرؤني .. وكنتُ أنا لا أكلف نفسي عناء الحديث إلى الحروف وإلى الدموع وإلى عينيك .. كنتُ أرتشف القهوة على مهلِ .. ويحدثني طيفك هامساً في أذني كل الوقت .. لم يكن الوقت يغادرني .. ولا أنت .. وكنا دائماً ترتشف القهوة المحلاة بالسكر من الصبح إلى ما بعد العصر . كم كان عمرك .. لا أدري ؟ كم هو عمرك اليوم .. وكم هو عمر هذا الوقت ؟ أنا لا أعرف .. فمذ وعيت ذات صباح مشرق على هذه الحياة حضرت الشمس ولادتي وألبستني قلادة الوقت وطيفك .. منذ ذلك الحين وأنا أراك معي .. يدك في يدي الصغيرة التي لا تقوى وحدها على حملِّ أوراق العمر .. فكانت يدك تغمر يدي الصغيرة وتقلبُ عنها الصفحة.. كانت يدك القلم الذي أكتب به تاريخ الوطن مذ شُردت عنه قبل آخر رحيل لي عن عين الشمس . كانت يدك المداد الذي يسيل على صفحاتي فيترك بسمة هنا

سيد الكلمات .

سيد الكلمات ياسيد الكلمات .. يا سيد النهار .. يا سيد الإشراق .. يا سيد الخيوط الذهبية التي تلوح بسحر الشمس حين تهل عليَّ أنواره معلنة بدء النهار . لا تضرب بعصاك السحرية أفق الأيام .. لن تغيرها .. لن تمحو ما كتب على جبينها من عنوان .. لا تقلب فنجان القهوة رأساً على عقب .. القهوة ما عادت طوع بنانك .. تشير لها بطرف الإبهام فتقرأ لك طالع ذاك الصباح .. وتنذرك بالسوء من مساءات موحشة تترصد بك خلف الباب . أتيتني في الدقائق الأخيرة قبل إعلان نبأ الموت .. تحمل لي بين يديك ياسمينة تبكي .. وتخبىء في القلب دمعة انكسار .. وعلى صدرك ارتسمت شاهدة الحزن .. وعلى شفتيك ترتجف الآه .. لا تخبىء دمعتك عني .. لا تجتث حزنك .. لا تحمل إليَّ الياسمين الباكي .. لا تقدم إليَّ الأعذار .. هي الأيام .. أعرفها حين تقسو عليك .. وحين تستبد بك .. وحين تعبث شياطينها بورود عمرك .. هي الأيام حين تغدر لا تنظر لعين الشمس ولا تعبأ بحلم سيد النهار .. هي الأيام حين تغدر الحلم تغدره دون استئذان .. تجهضه .. لو قدمت لها ورود الجنان قرابيناً .. لو أذبت لها مدادك على وريقات الربيع توسلات .. لو مددت إليها القوافي أساطيلاً من الرجاء ..