المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٥

طريق الخوف

طريق الخوف يسكنني خوف آخر ..  أفرُّ من عاصفة عابرة بطائرة من الورق .. أرسو على هرم من الكلمات .. أغرس القلم في المحبرة .. أثبته في رأس الصفحة .. أحاول أن أرسم حلماً يبدد العاصفة .. أستغيث بالشمس .. فتحتل غيمة كبيرة لوحة الأحرف .. غيمة سوداء الهالة والقلب .  أُمنِّي قلبي كذباً ببعض المطر . بساتين القلب جافة .. الياسمين آن أوانه ولم يتفتح .. الدحنون غائب منذ آخر ربيع  .. وعناقيد العنب متيبسة على الغصن . يخيب ظنِّي بالمطر .. تسقط زخات من الريح والرعد .. يجفل الياسمين في حضن أمه .. تتبعثر أوراق الزيتون والزعتر .. يُقتل الدحنون في مهد الطفولة  .. وتتفحم من حزنها عناقيد العنب . و أواصل خوفي .. ورسم حلمي على ورق . تغيب الشمس عن حلمي  .. عن رسمي .. عن صباحي .. عن فضاءات كانت لها .. عن أسطح الجوار حيث كان أطفال الحيِّ يلتقطون خيوطها اللامعة .. ويعبئونها في علبهم الصغيرة .. لتضيء إليهم ممرات عتمة .. الشمس أصبحت مثلي يسكنها الخوف ! غيمة جديدة ظهرت على الورق .. نوازع الانتقام التي ورثتها عن أجدادي تتقاذفني كأمواج البحر .. تملي عليَّ ببعض الخطط ..  قلم الرصاص وسيلتي .. وقلب الغيم

في مولد الهادي

في مولد الهادي في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله لم نعد نتذكر إغاثة الملهوف، التنفيس عن المكروب، إماطة الأذى عن جانب الطريق، المسح على رأس اليتيم. نتذكر فجأة أنَّ علينا أن نفعل شيئًا، نركض في كل الاتجاهات، نسعى للبحث عن شيء مختلف،  صورة داخل إطار، أغنية صادحة رائجة، موسيقى لبيتهوفن... لنكتب على خلفيتها بعض الأحاديث الشريفة، أو بعض الآيات القرآنية الكريمة، وأكثر من ذلك بكثير... نفعل كل ما تمليه علينا فوضى الحواس! نحن يا سيدي يا رسول الله نشق على أنفسنا، نبعد عن خطاك، عن الطريق السهل، الواضح، المشمس، المشرق، نغيب في دهاليز الظلام ، نفتش في العتمة عن ضوء شمعة هزيل لنحفر عليه آيات سخطنا! نتحلى بصفات غريبة مجهولة النسب، مشوهة الملامح، مبعثرة القوام، لا ترمز لشيء، لا تدل على شيء، نصرُّ على أنها أفضل عنوان لنا، وأنها بداية الطريق إليك، وعلينا بها أن نلتزم! مع أن الطريق إليك قصيرة جدًا، ومشوارها علينا هين؛ لأنك في قلوبنا... نحتاج فقط أن ننظر في أعماقنا، أن ندخل إلى دواخلنا لنراك، ونسمعك، ونبثك وجعنا الحقيقي الذي تاه منا فارتدينا أوجاعًا أخرى ليست لنا، ظهرت إلينا أثناء كنا نجوب مسارا

أطلقت عليك االنار!

أطلقت عليك النار . أطلقت عليك النار .. رصاصة تلو رصاصة  .. حتى أرديتك قتيلاً ! حاولت أن أنساك .. فلم أقدر .. فأرديتك قتيلاً .. مضرجاً بأحلام اللقاء الذي لن تراه بعد اليوم .. وهل يَرى القتلى سوى الموت ؟! عشرين ألف مرة قتلتني .. عشرين ألف مرة قتلتني ثم أحييتني بقطع ملونة من سكر الكلمات .. تلقي إليَّ بسكر كلماتك .. أتذوقها بطرف لساني ، ثم تذوب في فمي ، وتسري في شراييني كالموسيقى التي كنتَ ترسلها إليَّ عبر نوافذ الصفاء .. تهاجم مني كل الحواس ، فتتفتح المسامات ، وتتجدد الخلايا ، وتخترق جدران القلب فتتراقص نبضاته على دو .. ري .. مي كلماتك .  وتصبح وقع خطواتي نوتات موسيقية متطايرة  في الهواء .. وأناملي أوتاراً حريرية تُعزف عليها أبهى السيمفونيات .. وأنفاسي وتنهيداتي وآهاتي وزفراتي تعلو وتدنو .. تصعد وتهبط .. على سلالم اللهفة والحنين والاشتياق . فكيف لي وأن أصبحت مقطوعة موسيقية تنداح في حضورك المفاجىء أن أعاتبك أو ألومك أو أجد في قاموسي ما أقدمه إليك سوى نسائم الصفح والغفران والتسامح ؟! اليوم أنتَ لم تخربش كعادتك على جدران قلبي ببيت من الشعر الحرِّ ، أو توقع بأحرفك الأولى أن هذا

في الذكرى الرابعة لرحيل أمي

في الذكرى الرابعة لرحيل أمي سلام على روحك الطاهرة في الذكرى الرابعة لرحيلك يا أمي مارست شتى أنواع الهروب .. لم أنظر إلى المرآة كي لا ينعكس تلألأ الدمع في عيني فيبكي قلبي .. تجنبت الحديث السري بيني وبين النباتات التي أزرعها في كل شبر في منزلي لتصبح حلقة وصل بينك وبيني .. حرمتها هذا الحديث في رحلة هروبي فباتت تسألني عنك .. أهرب من كل الزوايا التي ترفع في وجهي ذكرى واحدة .. ذكرى الرحيل .. أتكلم كثيراً مع عقلي في هذه الأيام .. أطلب منه أن يقوم بدوره .. أن يكبح جماح العاطفة .. أن يرضخ للقدر .. لكنه يعود إليَّ كالطفل الصغير الذي يبحث عبثاً في عيون الآخرين عن عيني أمه .. باختصار شديد يا أمي أنا ما زلت طفلة .. وأن بدت معالم الهرم تلوح في المرآة .. لكنني طفلة بتعلقي بك .. وببحثي الطويل عنك في زوايا العمر .. عند كل المفترقات .. أمام كل الصور .. أريدك أن تبقي حاضرة في  كل تفاصيل حياتي مهما بدت صغيرة أو ثانوية .. في هذه الذكرى سأوقف الدموع لأنك تكرهينها .. ولأنك تحبين الفرح .. وتحبين أكثر أن يغمرنا الفرح .. وأنا لا أريد أن أثقل كاهلك بالحزن المميت .. وأريد أن أرى ابتسامتك تطلُّ علي