المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف حروف أنثوية

حبات المطر

حبات المطر عادات لا أتركها منذ الصغر .. جمع حبات المطر في كفي .. ولعق فنجان قهوة الصباح برأس الأصبع .. هذا حين كنت طفلة غرّة لا تدرك من جماليات الحياة شيئاً .. حين كنت طفلة تهرب من شبح الانكسارات والهزائم التي رافقت مولدها إلى حضن الأمان في قعر الفنجان ووسائد الراحة على أكف حبات المطر .. وكانت هذه هي أجمل عاداتها .. وأحلى أمانيها . كبرت الطفلة ونضجت وأصبحت امرأة لا يشق لها غبار .. امرأة تشرب القهوة كل صباح دون أن تخشى عين الرقابة .. فالقهوة في عرف الشرق ممنوعة للصغار وعادة غير مستحبة لهم .. لذلك كانت تحاك بحبال سرية بعيداً عن عيون الكبار المتوجسين قلقاً وخوفاً من رشفة القهوة .. كنت أتسلل كل صباح إلى غرفة الجلوس وأنتظر في حضن أمي ريثما تنتهي من شرب قهوة الصباح مع أبي ثم أسرق الفنجانين وألعق ما تبقى في قعرهما وأتسلل بعدها إلى فراشهما الدافىء لأكمل رحلة النوم بعد شعور بالغ بالأمان . اليوم وأنا أجمع عاداتي وأحصيها وجدت أنني أعد قهوة الصباح بنفسي .. نعم .. لكنني تركت عادة جمع حبات المطر في كفي .. بل أكثر من ذلك لطالما تعمدت أن أواجهها بمظلة تقيني منها .. وكأنها شر مستطير يقع على رأسي وليس ...

موعد الشموع

موعد الشموع على موعد مع الشموع كنا نلتقي، نحتسي الوقت داخل أقبية الليل بكؤوس القمر، نضيء الشمع لميلاد العشق، تدغدغ قلبي بقصيدة من الغزل فيذوب خجلًا وترتعش أنامله وتتورد وجنتاه، يحاول بعدها أن يختلس نظرة حب خاطفة فيقع في شِباك الأسر. كان الحب فينا ثائرًا، متمردًا على جميع طقوس السهر... أنزع صورًا خريفية من ذاكرتي وأرميها للهجر، وأنتَ تخلع عن قلبك جميع قصائد الضباب والغيم... ثم نتدثر ببطائن الربيع ونلتحف أكاليل الزهر، تكلمني بلغة الأعين فأخشع لكل رفة جفن، تتوضأ بمطر كفي فأسجد في محرابك لصلاة الشكر. كنتَ تحمل بين يديك جورية تحلو لي، حمراء بلون الغسق، مخملية كضفائر الغجر، بنكهة السهر لكنها حبلى بالنعس، كم أشتهيت أن أضمَّها إلى صدري وألثمها آلاف القبل لكنها بقيت تراوغ لمواقيت أُخر. كم سردتَ على مسمعي حكايات عن السندباد والسفر، صورتَ لي البحر سفينة تتبختر على الرمل، والمسافاتِ قريبة أكاد أطويها بين ذراعيِّ، والأيام حروفًا مسطرة على الورق.  جلنا معًا البرَّ والبحر، والصحراء إلى أبعد  أفق، لم أكن أظن في حينها أنك تودعني، وأنك تحمل على ظهرك حقائب السفر! وستتوه مني في دهالي...

لا داع للاختباء

لا داعِ  للاختباء التقينا قبل الميلاد غريب وغريبة في معاجم الكلمات، همستَ في أذني كلمتين، رست الأولى على موانئ  قلبي بسلام، وطارت الثانية فأضاءت نجوم السماء.  بكيتُ في حينها على بلاط صدرك وأغرَقَت دموعي سفن الإياب، غاب الطريق من أمام ناظري ولم أعد أرى إلا أناملك الوردية تعانق الدمع المنسكب على الوجنات، مسحتَ دموعي وكل ما علق بالذاكرة من صور ولم يبقَ إلا أنتَ في البال. بين مطرقة الحنين إلى وطن الكلمات وسَّنْدَان الهروب إليك كنتُ أغيبُ وأحضرُ آلاف المرات، وفي كل عودة أكون مثخنة بالجراح فتتلقفني يداك قبل أن أهوي وتلثم وترتق كل الجراح فتتجدد الروح والانتماء. وهبتك هذه الروح، عذبِّها إن شئت بهواك فلن أتعب من هذا العذاب، لن أفرَّ منه؛ فهي بين يديك تضجُّ بالحياة، لن أهرب بعد اليوم، لن أختبئ  في جوف الكلمات، وسأدعوك الليلة للبكاء بين ذراعيَّ وعلى بلاط صدري؛ فلا داعِ  للاختباء. http://asfourat-alshajan.ahlamontada.com/t61-topic?highlight=%D9%84%D8%A7+%D8%AF%D8%A7%D8%B9+%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%A1     

موعد مع الفراغ

موعد مع الفراغ لا تستوقفني أرجوك فأنا في عجالة من أمري .. لديَّ موعد حان وقته .. لدي موعد مستعجل مع الفراغ ! أستلقي على مقاعد العمر ، أصحو من أحلام كانت لي ، أستقبل الصباح ، أعدُّ إليه ركوة القهوة بعد أن  أغليها على نيران قلبي ثم أدلقها في جوفه وأنا على عجالة من أمري .  أجلس في حديقة الوقت .. أحادثه لبعض الوقت ، أهمس لوروده ، ألاطفها بعجالة ثم أستحضر صورتك وأفرك لها أذنيها حتى تحمرَّ من شدة الألم .. ألملم في حجري حروفك التي تمكنتُ من الظفر بها .. أرتب قوافيها من الألف إلى الياء  ثم أترك عليها بصمة مجهولة .. وأمضي في عجالة من أمري .. علني ألحق موعدي مع الفراغ . كيف أضحت كل تلك المسافات فراغاً .. الأرض التي كانت تجمعنا .. السماء التي كانت تمطرنا لآلئاً من العشق .. الشمس التي كانت تخيفك .. البحر الذي تعشق .. ساعة الوقت المثبتة على جدران اللقاءات .. كيف أضحت وأضحى كل شيء معها فراغاً ؟! صورتك على الحائط  حزينة .. تنظر إليَّ بعيون العتاب .. صورتك التي ما شبعتُ يوماً من التحديق في تفاصيلها وحيدة لأني ما عدت أغفل عن أناملي متغلغلة فيها .  نبرة صوتك الدافىء...

موعد الشموع

صورة
موعد الشموع في موعد الشموع .. كنا نلتقي داخل أقبية السهر .. نضيء شمعة في ذكرى ميلاد العشق .. تدغدغ قلبي بقصيدة من الشوق فيذوب خجلاً ، ترتعش أنامله ، تتورد وجنتاه ، يحاول اختلاس بعض النظرات ، تلمحه عيناك فيقع كعادته في شباك الأسر . كان الحب فينا ينتفض متمرداً على طقوس الوقت .. أخلع صوراً خريفية من ذاكرتي وأرميها للشمس .. وأنتَ تخلع من قلبك قصائد الصيف والمطر .. نتدثر بطائن الربيع ونلتحف أكاليل الزهر .. تكلمني بلغة العيون فأخشع لكل رفة جفن .. وتتوضأ بخيوط كفي فأسجد في محرابك لصلاة الشكر . تحمل بين يديك جورية  كانت تحلو لي .. حمراء بلون الغسق .. مخملية كضفائر الغجر .. بنكهة السهر نعم لكنها حبلى بالنعس .. كم أشتهيت ضمَّها .. لكنها بقيت تراوغ لمواقيت أُخر . كم سردت من الحكايات عن السندباد وعن السفر .. وصورت البحر سفينة تتبختر على الرمل .. والمسافات أكاد أطويها بين ذراعيَّ .. والأيام سطوراً من ورق .  جُلت معك البرَّ والبحر .. الصحراء والأفق .. لم أكن أظن في حينها أنك تودعني وتحمل حقائب السفر .. وأنك ستغيب في دهاليز العمر و أجوب وحدي شوارع الصحراء وأرص...

اعترافات تاء

صورة
اعترافات تاء في الماضي كنتُ أجري حوارتي مع مرآتي... أتكلم وهي تصغي، لا تجادلني ولا تعترض على حرف مما أخبرها به، لا توجه إليَّ النصيحة الهشة، لا تثير الفزع من حولي إن غمزني القمر بطرف عينه، لا ترسم إليَّ طريق العودة مساءً، لا تحصي عدد التنهيدات المسموح بها في حالات العشق المستعصية وتومئ برأسها إن كنتُ على حافة انزلاق عشقي مباغت... لذلك كنت أحب مرآتي، وأحب حوارتي معها. لكن بعد أن غزا الشيب خصلات عمري، وعلت التجاعيد ملامح يأسي،أ خذت أنأى بنفسي عن حديث المرآة، أصبحت أرى فيها وجهًا غير وجهي... يستوقفني عند كل نفس، يقطع حبل أفكاري فتسقط أرضًا، يشتت سعيها بين عقلي وقلبي، يبعثرها على موائد الخريف، وحين أستجمعها ثانية أجدها قد فقدت الكثير من نضارتها وملامحها الصيفية. هجرت مرآتي، شكوتها بحرقة لفنجان القهوة، رشفت منه سنوات عمري ونقشت مكانها رسومًا سرية... في الربع الأول من قعر الفنجان وجه القمر، في الثاني أبياتًا من الغزل،  في الثالث خاتم سليمان، وفي الأخير تنهيدات بلقيس... لكن تلاشى كل شيء حين أرسلت السماء قصائدَ من مطر! ساقني الحديث إلى رزمة من الورق، سمحت للقلم أن يرسمني بألف ...

أطلقت عليك االنار!

أطلقت عليك النار . أطلقت عليك النار .. رصاصة تلو رصاصة  .. حتى أرديتك قتيلاً ! حاولت أن أنساك .. فلم أقدر .. فأرديتك قتيلاً .. مضرجاً بأحلام اللقاء الذي لن تراه بعد اليوم .. وهل يَرى القتلى سوى الموت ؟! عشرين ألف مرة قتلتني .. عشرين ألف مرة قتلتني ثم أحييتني بقطع ملونة من سكر الكلمات .. تلقي إليَّ بسكر كلماتك .. أتذوقها بطرف لساني ، ثم تذوب في فمي ، وتسري في شراييني كالموسيقى التي كنتَ ترسلها إليَّ عبر نوافذ الصفاء .. تهاجم مني كل الحواس ، فتتفتح المسامات ، وتتجدد الخلايا ، وتخترق جدران القلب فتتراقص نبضاته على دو .. ري .. مي كلماتك .  وتصبح وقع خطواتي نوتات موسيقية متطايرة  في الهواء .. وأناملي أوتاراً حريرية تُعزف عليها أبهى السيمفونيات .. وأنفاسي وتنهيداتي وآهاتي وزفراتي تعلو وتدنو .. تصعد وتهبط .. على سلالم اللهفة والحنين والاشتياق . فكيف لي وأن أصبحت مقطوعة موسيقية تنداح في حضورك المفاجىء أن أعاتبك أو ألومك أو أجد في قاموسي ما أقدمه إليك سوى نسائم الصفح والغفران والتسامح ؟! اليوم أنتَ لم تخربش كعادتك على جدران قلبي ببيت من الشعر الحرِّ ، أو توقع بأحرفك ...

الغريب

صورة
الغريب متفتحة الأوراق .. مخملية الوجنات .. زهرة نرجس نبتت في حوض غريب .. كلما هبَّت نسائم صيف  رفرفت أوراقها كجناحيِّ عصفور وليد .. زقزقت .. تمايلت .. واشرئب عنقها للبعيد . مرَّ طيفه الغريب .. داعب أنفه شذى عبيرها .. اقترب .. لامس أوراقها بحنو الأم على طفلها الرضيع   . بكت على أنامله .. هطلت قطرات الندى من مقلتيها .. أغرقت قلبه .. انحنى فؤاده وضمها بين ضلوعه  .. كبرت في حناياه .. وتفتحت بين الضلوع . همس الطمع في أذنيه .. اقطفها .. هي لك .. هي في حوض غريب ! حاول .. تمنعت ..   غضب .. اندهشت ..  ثار .. حزنِت ..  صمَتت .. فانتزع قلبه من بين ضلوعها عنوة .. قسراً .. ثم ابتعد  . نظرت إليه نظرة رجاء .. توسل .. استعطاف .. لكنه تجاهل ومضى  . فَطَر قلبها ووجدانها .. كسر خاطرها وهشم رجاءها .. جرح مشاعرها .. مزق حلمها وصورة أجمل طيف داعب خيالها منذ نبتت في حوض غريب  . حضر بعد طول غياب يحمل بين يديه سلَّة من الورود  الحمرا ء   والصفراء و الخضراء .. غرسهم  في ذات الحوض .. الحوض الغريب  . منع عنه...

النرجس لا يكذب

النرجس لا يكذب يا نرجس لا تكذب عليهم .. لا تشوه صورك المعلقة على جدران بيوتهم .. لا تدعهم يغتالون النرجس في سريره .. ويمزقون حقائبه .. ويبعثرون رائحته فيشتم منها الغادي والرائح .. ويعرفون أنني كنت يوماً في حجرته  . قُلتُ لك ذات يوم ليس بعيداً عن حدود الذاكرة  .. أنتَ آخر من تبقى من حكايات ألف ليلة وليلة .. تَهَبُ الحياة للقلوب المنغلقة على أعوادها .. المقفلة مظلاتها بوجه الآخر .. القلوب التي لا تعرف من الشتاء إلا عربدة المطر .. ومن الصيف إلا حرائقه .. ومن الربيع والخريف إلا التقلب في المزاج . اغرورقت عيناك بالدموع  فسالت ينابيعها على خدي وحاصرني السؤال .. كيف لا أبادل النرجس حياة الحب .. ولا أفتح إليه إحدى مظلات القوم ؟ هربت .. من حقول الزعتر .. من أحواض الزهر .. منك يا نرجس  .. من الأيام التي تطبق فكيها على براعم القلب .. ولكنك للأسف لم تدرك ! كان الحب يدفعك إلى الفراشات وهي تداعب بتلات الزهر .. تبحث عني بين الفراشة والزهرة .. وتسألهن إن كنَّ رأينني ؟  ترسل مع الزاجل قصائدك بطعم الشهد .. وأنا قابعة في صومعتي .. أمتص رحيق قهري .. وأبتلع صمتي .. ولا أ...

حافية القدمين

حافية القدمين وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الآيلة للسقوط .. تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي .. هنا على رصيف العمر  وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى نقطة السراب في صحراء حياتي  . جريئاً .. واثق الخطوة .. مبتسماً  .. كنتَ ولست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة .. مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب .. وقعتُ ..  نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ  .  يا سيدي .. لا تُطل النظر إلى قدميَّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بَقيتُ سنوات العمر أركض حافية القدمين خلف ظلّه  . من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصلُ إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية .. يحاصرني .. يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي .. يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي . لا تمدَّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك .. وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة ! عُد من حيث أتيت وأتركني أُكمل تصفح أشجار الفراغ .. وتحسس الأوراق الآيلة للسقوط   من شرفة أيامي ..   وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوطٍ عنكبوتية .. ل...

رسائل لم يزرها مطر!

صورة
رسائل لم يزرها مطر! كلما هَممتُ بالكتابة إليك يعتريني الفتور،  يبددني الضجر، تبعثرني الحيرة، تلسعني سياط الأسئلة: لماذا أكتب إليك؟ عن ماذا أكتب؟ وهل في الكتابة إليك أي جدوى؟! اعتدت فيما مضى أن أكتب إليك كلما داهمتني الرياح المشبعة برذاذ المطر؛ ترتوي الحروف في جوفي، تنتعش، تتوسلني أن تمطر عندك، فأجمعها في غيمة صغيرة، وأرسلها لتهطل على شرفات عينيك أكاليلًا من الزعتر والعنبر. اليوم لم يحضر الشتاء كعادته، لم تلفح قلبي رياحه المشبعة بالمطر، فبقيت الحروف في جوفي متيبسة، كسلى، يعتريها الخمول والفتور والملل، لا تريد أن تخرج إليك، لا تريد أن تحرجك بالأسئلة! لا تريد أن تسألك عن الوطن الذي أُسقطت أوراقه من فصول السنة، وغاب من توقيت النهار، وأصبح مجرد صورة باهتة على جدران المتاحف. لا تريد أن تسألك عن الرفاق: كم مخرز نشِب في أواصرهم؟ كم حاصرتهم ويلات، وصفعتهم  خيبات أمل؟ والذي نجا منهم: هل هلِكَ أم على وشك؟ لا تريد أن تسألك عن حبات الياسمين التي نبتت بين أناملك: هل كَبُرت؟ هل فاح ربيعها؟ هل نامت على زنديك وقت الغروب؟ هل لسَعَت شفتيها عناقيد الحصرم؟ أم أنها قبل أن تتفتح هجر...

كيف أقرؤك ؟

كيف أقرؤك ؟  قل لي كيف أقرؤك ؟ قل لي كيف أفهمك ؟ علمني كيف أفسرك ؟ كيف أفكك رموزك وطلاسمك ؟ كيف أتهجأ حروفك ؟ كيف أتتبع طقوسك ؟ كيف أتربع على عرش قلبك وأنت كالزئبق تفر من بين يديِّ كلما حاولت أن ألمسك ؟ مبهم أنت لي ؟! لا أعلم ..  واضح أنت لي ؟!  لا أعلم ..  قل لي كيف أقرؤك ؟ فتشت عنك في معاجم اللغة .. وبحثت في ثنايا الأبجدية .. رسمت بريشتي كل الوجوه الآدمية  وما زلت لم أرَ مثلك ! يحيرني صمتك ويضعفني .. فأغيب بلا وعي .. لأعود ، فأراك تركض في إثري .. وأعاتب نفسي وألومها وأجلدها بالسياط لأنها ابتعدت .. وما أن أعود فلا أجد إلا ظلك . غريبة أنا أشعر بنفسي حين أصافح باب بيتك ، حين أحدثك ، حيت أتلمس أشيائي التي خبأتها في قلبك ، وحين أغادرك لا أسمع إلا صدى قلبي يعاتبك .. وهمسات هجرتها هناك تقول : في يوم كنت لي وكنت لك فأين أنت الآن من قلبٍ افتقدك ؟ هل حقاً عجزت أن أقرأك .. فقل لي كيف أقرؤك ؟ 

سأكتب إليك ...

سأكتب إليك ... آن الآوان كي أكتب إليك , كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي , وأرسلها إليك , في رحلة غيابك . أنا لم أستعجل رحيلك , أنتَ من وضع النقاط على الحروف , أنتَ من أختار من القصيدة بيت وانزوى فيه , أنا لم أطردك من قلبي , أنتَ خرجت بملء إرادتك . لا تعذبني أكثر , لا أحتمل نظرات العتاب في عينيك.     أنا لمستُ جرحك , وغُصتُ في أعماقه .. بقربي لن تشفى , لا بد أن ترحل . كان قراري .. نعم  , لكنها دوافعك , وأسبابك  .  أنا لم أعتد فتح جراحك واللهو فيها ,  أنا لم أنقب عن سعادتي داخل جراحك , أنا لم أنبش جرحاً غائراً يبكي منذ سنوات .  أنتَ من فعل !  وأنا رأفتُ بحالك , أشفقت على جرحك الملتهب , فهو لا ذنب له في صراعاتنا .  أنا , وأنتَ , خطان متوازيان , لا يلتقيان !  أنتَ انحنيتَ لقلبي بملء إرادتك , أقدر لك ذلك , ولكنِّي لا أرضاه , ولا أستطيع أن أنحني لقلبك , ولن أرضى صبرك عليَّ , وانتظارك كي تمطر السماء بعضاً من أناشيد الحب , فأتقمص واحدة منها ,  أرتديها في حضورك , وأخلعها لحظة الغياب.  ومع كل هذا الغ...

الصامت إلى حين !

الصامت إلى حين ! مهداة إليك .. إلى الصامت إلى حين .. مني أنا تلك التلميذة التي تعلمت منك وعلى يديك كيف تفكك الحروف وكيف تعيد تركيبها وتشكيلها ووضع النقاط عليها ورسم الدهشة في العيون . تلك الطفلة التي طالما انتظرتك على أرجوحة الأيام باب بيتك .. لم تستقبلها أنت بوجهك المضيء بل استقبلتها العواصف العاتية المحملة بالمطر الغزير .. عصفت بها رياح الظنون .. تقاذفتها أمواج القلق والهمِّ .. لكنها لم تغادر بيتك .. وبقيت تنظم إليك قصيدة لم تكتمل أبياتها بعد .. ابتدأتها هناك .. على عتبة بيتك .. وكحلتها برمش عينك .. عصفورة كانت .. حزينة كانت .. وأنتَ كنتَ لا تهوى العصافير الحزينة .. ربما هُيئ لها ذلك .. وربما كنتَ ترسل لها شارات ودلالات كي تبحث عن مساحات الفرح داخل قلبها .. لكنها لم تجد .. ربما لم تبحث هي جيداً عن بيارق الفرح .. وربما عزَّ عليها الفرح في ذلك الحين .. ومع ذلك كانت كل هجراتها خلفك .. نحو الشمال .. نحو الجنوب .. حتى نحو عالمك المجهول .. لم تكلَّ من الطيران .. ولم تملَّ من الانتظار.. ولم تعصف بروحها نسائم النسيان .. وأنت تغرق في صمتٍ لا يستطيع أن يقرأه أحد .. ولا يفكك حروفه أحد . كانت ...

حافية القدمين

حافية القدمين وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الآيلة للسقوط .. تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي هنا على رصيف العمر وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى نقطة السراب في صحراء حياتي   . جريئاً .. واثق الخطوة .. مبتسماً .. كنتَ .. لست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة .. مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب   .. وقعتُ .. نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ .. يا سيدي لا تطل النظر إلى قدميَّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بقيت سنوات العمر أركض حافية القدمين خلف ظلّه   . من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصل إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية .. يحاصرني .. يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي .. يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي .. لا تمدَّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك .. وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة .. عُد من حيث أتيت .. وأتركني أكمل تصفح أشجار الفراغ .. وتحسس الأوراق الآيلة للسقوط من شرفة أيامي .. وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوط ٍعنكبوتية .. لكنّي أسيرتها يا هذا .. وأنت ترافقك ابتسامة أخشى أن تتس...

بوح أخير

بوح أخير كلمات لن ترى النور لأن النور لا يراها . سألقيِ بهذه الحروف المتعبة في وجه هذا الزمان .. إن كُتبت إليك خطا إلى هذه الحروف فاقرأها واتلها على مسامعك كما كان بودي طِوال العمر أن أفعل . رددها بصوتٍ عالٍ .. حرف بحرف .. ونَفس بنَفس .. أريد أن أراها مرتسمة في بؤبؤ عينيك .. أريد أن أراني فيها وأنت تقرأني .. كم رغبت في هذا .. وكم حلمت برنة الحروف تفرُّ من حنجرتك لتلامس شغاف قلبي معلنة موعد الوصول ! لكن هي الريح كعادتها أقوى من كل القراءات ، عصفت بما كان فلم تُبقِ منه شيئاً .. وأظنها الآن متوارية خلف الباب وستعصف بكل بوحي .. وأنت ما زلت تتوكأ عتبة الأيام وتختبىء خلفها لتعد أنفاسي هل ما زالت منتظمة في غيابك ؟ كفاك عبثاً .. فانا لست هنا .. غادرت مع أول زوبعة ثارت في فنجان قهوتك .. رحلت لأني لا أقبل المناصفة ولا الاسترضاء .. أنا كحد السيف إما أن أكون أو لا أكون . قلبي يحدثني بأنك عائد .. صدى همساتك لا يزال يرن في جوف قلبي كأنها اللحظة . هل ستعود ؟ ربما .. أنت وحدك في هذا العالم من يسبر غور قلبي ويشفي جراحه .. وحدك من يداعب دقات فؤادي الناعسة ويستحلفها لترقص بين ذراعيه رقصة المساء حين يستلق...

حماقات صغيرة

حماقات صغيرة صفعت الباب بقوة وزجرت كل حماقاتي .. قررت اعادة الحروف فوق السطور وعدم بعثرة القوافي واختصار المسافة بين الألف والياء لا داعي لتنوين الضم طالما غيوم السكون تغلف سماء الكلمات ! أنا لا أسكن بين الحروف .. لا أبحر إليها من جزر القمر .. لا آتيها من شطآن الفضاء . أنا أكتب حروفاً على على ورق .. لكنني لست امرأة من ورق .. وأنت لست تمثالاً أعلق عليه الحروف الجامدة والممنوعة من الصرف حتى إشعار آخر । كنتَ في انتظاري في عودتي الأخيرة من إحدى حماقاتي لم تثُر في وجهي .. فلقد لكمتك بزيف الكلمات تعبت من الكذب .. من الخداع .. من الزيف أما تعبتَ من ملل الانتظار ؟ في الغد سآتيك مفرغة من كل شيء لا أحمل بين يديَّ سوى حماقة صغيرة أتبعتها اليوم بحماقة صغيرة وسأتبعها بالغد بحماقة صغيرة ماذا تريد من امرأة تهوى الحماقات الصغيرة ؟ ماذا تنتظر من امرأة الحماقات الصغيرة ؟ ارحل سترحل فيما بعد .. لن تطيق كل هذه الحماقات ارحل اليوم .. الآن .. في هذه اللحظة فأنا عائدة من آخر حماقاتي

خطوة .

خطوة مشوار ال أ لف ميل يبدأ بخطوة .. وأنا يفصلني عنك كم ألف ميل ؟ كم ألف خطوة أحتاج كي أقترب منك أكثر فأكثر .. كي أتوحد فيك .. كي أكون أنت .. وتكون أنا ؟ يا من خُلقتَ لي .. وخُلقتُ لك .. يا من خُلقتَ لأجلي وأنا ما خُلقتُ إلا لأجلك  .. كم تُهتُ من قبلك .. وكم تعثرت .. وما ظننت في يوم أنك هنا في باب القلب تقف ؟ أمتطي رحلة التيه في شرق الأرض .. وأعتلي صهوة الغياب في غربها  .. أبحث عن طيفك المزهو في وجوه  مصفرة .. أتأمل ابتسامتك الساحرة عبر وجوه كالحة ! أعلمُ أنني على موعدٍ معك .. منذ ولدت .. منذ خُلقت .. منذ عانقت أنفاسي هذه الحياة  .. وأنا على موعدٍ معك .. وأنتظرك . أبحث عنك تارة .. ويحتلني اليأس مرات ومرات  .. أتعثر في خطواتي .. أسترسل في حماقاتي .. وأبررُّ لنفسي .. " كل شيء في سبيلك يهون " . أبتعد وأقترب وألتف على هذا الكون بكل ما أمتلك من مهارات أنثى .. ولا أجني سوى خيبات الأمل .. وعندما يقتلني اليأس أمنِّي نفسي بأنك كنت تستحق هذه المغامرة .. وأن جميع انكساراتي .. وجميع انهزاماتي في البحث عنك هي انتصارات .. وأنني سأتوجها بك .. بالعثو...

لا داعٍ للاختباء .

لا داعِ للاختباء .. التقينا بين السطور .. غريب وغريبة .. همستَ في أذني بضع كلمات لكنها هبطت في رحم قلبي واخترقت صمام الأمان .. بكيتُ في حينها .. فمررتَ بمنديلك الوردي على وجنتي وضفاف قلبي .. مسحتَ دموعي .. وجميع صور السابقين في مخيلتي .. ولم يبق إلا أنت . هربت منك .. هربت كثيرا ً .. مرات ومرات .. وفي كل عودة لك أكون مثخنة بالجراح فتأتيني كلماتك كالبلسم لتشفي كل جرح في روحي .. وتُمضي ساعتها بأحرفك الأولى على مسامات روحي البالية .. فتبعث فيها الحياة .. وأتبعك .. دون وعي أو إرادة مني أتبعك .. وأتبعك .. وأتبعك . كم مضى على حزني ؟ لا أعلم .. كم يمضي من عمري ؟ لا أعلم .. كل ما أعلمه أني تنازلت لك عن روحي لتعذبها كيفما تشاء .. لن أتعب من العذاب .. ولن أهرب بعد اليوم .. لن أهرب .. هذه روحي أقدمها لك على طبق من فضة فأفعل بها ما تشاء .. لن أهرب بعد اليوم .. ولن أختبئ بين السطور.. وسأدعوك الآن للبكاء بين ذراعيَّ وعلى رقعة صدري .. لا داعِ للاختباء .. لا داعِ للاختباء .

أرجوك لا تكذب

أرجوك .. لا تكذب أرجوك لا تكذب ولا تشوه صورتك الجميلة التي أحملها لك في أحشاء ذاكرتي . قلت لك ذات يوم ليس بعيدا ً من ذاكرتي .. أنت نبيل جدا ً لأنك منحتني قلبك بالرغم من أن قلبي مغلق على أيام لا تفتح مظلتها .. تستقبل عربدة المطر وبرد الشتاء وأعاصير كانون وحرّ الشمس ولهيبها بوجهها العاري إلا من الصدق والوفاء . قلت لك لا أملك إلا صدقي .. فهل ينفع ؟ اغرورقت عيناك بالدموع وأحسستها تسيل على خدي أنا .. كيف لا أبادل هذا النبيل حبا ً بحب ولا أفتح له قلبي المغلق ؟ وهربت من نفسي ومنك ومن الأيام التي تطبق على قلبي .. ولكنك لم تفهم .. كنت تعاود الكرة مرة إثر مرة .. كان الحب يدفعك إلى قلبي فتلقي إليّ مشاعرك قبل أن تتذوقها .. وأنا أقف أمامها حائرة .. أمتص رحيق قهري وأبلع صمتي .. ولا ألوي على شيء . ليال طوال سقت كأس سهرها من نبيذ دمعي وأنا تقتلني الحيرة ويذوب على لساني الكلام .. أفكر بك أيها النبيل .. أفكر بحبك .. بقلبك .. وبهذا القلب المغلق منذ ألف عام . وأنت كل صباح تعدني ومع كل إشراقة شمس تمنحني المزيد من الوعود أنك ستكبل قلبك حين تلقاني وستدفن مشاعرك داخل أقبية قلبك حتى لا ينفطر قلبي المغلق على مر...