المشاركات

عرض المشاركات من 2025

عام هِجْري هِجْري

عام هِجْري هِجْري معذرة منك يا رسول الله، ومن الصحابة، والخلفاء، والتابعين، وأصحاب المذاهب المتفق عليها وغير المتفق؛ علمًا بأننا لم نكن نعرف معنى ألا نتفق، أو أن نختلف، لم نكن نحمل في صدورنا معنى التناقض، التباغض، اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية؛ فها هو قد أفسدها وجعلها خرابًا. اليوم نحن نعيش في عصر العصور، عصر لم يولد له اسم بعد، لم يرد له سابقة فيما مضى، ليس له شبيه في الخلقة أو الخلق، لم يسبقنا إليه أحد؛ على الرغم من أننا خضنا آلاف المعارك والغزوات، هزَمنا وهُزِمنا مليون ألف مرة، لكننا لم نكن أمه لا لون لها ولا طعم... لكنها لها رائحة نفاذة؛ رائحة الخذلان والتخلي والخيانة! نحن الآن أمة هزَلت أشد مراحل الهزل، كُسرت آلاف المرات، هُدمت وبُنيت، كسُرت وجُبِرت، رُممت كي لا تسقط عظامها أرضًا... ثم صُلبت! على عيونها بُسٍطت غشاوة مبطنة، ومن نوافذ القلب تصاعدت أبخرة من اللهب؛ سواد لا تضيئه أعين الشمس والقمر، وفي لبِّ الوجدان زُرعت أحقاد وضغائن لأي أحد، ومع ذلك فإنهم لا يزالون يكثرون من الصلاة على النبي، بل ويصرون على أنهم خير خلف لخير سلف! قل لهم: أنني بريء منكم؛ أسفي عليكم أكبر من امتداد هذه ا...

كفوا عن الملامة

كفوا عن الملامة كفوا عن الملامة فأنا متعبة؛ تأكلني بلا هوادة علامات التعجب والاستنكار، تلوكني في فمها علامات الاستفهام، تمضغني بين أنيابها دهرًا من الزمان، ثم ترميني بلا شفقة حطبًا وأعواد ثقاب إلى مواقد الانتظار. لا تبعثروا سلال العتاب كيفما شاء ووقتما شاء، لا تلقوا بها بوجه الريح؛ فالرياح عاتية بالخارج... هذه الرياح غريبة عنا؛ فقد تخون، قد تغدر، قد تبعثرنا على حبال غريبة وأسطح غير صديقة، قد تقرأ رسائل الأحبة عنوة وتفضح لحظات الانتظار! فلا تطيلوا الملامة والعتاب. تتساءلون عن سرِّ هذا الغياب، عن طوله، قسوته، مرارته؟! أتظنون أن قلبي لا يتمزق عليكم وأنتم تطلقون صفارات النداء؟ أنا يا رفاق لم أكف ثانية عن الدعاء بأن يلهمكم الله الصبر، ويمنحكم القوة؛ فتتوقفوا عن ممارسة هذا الانتظار العبثي! أنتم لا تدرون كم هو مؤلم هذا الانتظار، وكم هو موجع الشعور بالعجز عن تلبية النداء؛ فلا تحدثوني بخبث عن الوفاء فأنا لا أزال لهذه اللحظة أقف شامخة على أسواره؛ أبحلق بتلك الصور التي قصفت أغصانها وبعثرت أزهارها، ألملم منها صدى ضحكات كادت أن تختنق من نقص الهوا، أنا أحاول دون أن تدرون أن ألملم هذا الفضاء! هذا الف...