أين أنت مني ؟

أين أنت مني ؟


في كل يوم أقلب فيه مفكرة الأيام أضع ضمادة جديدة على جرح الذكرى ..
أريده أن يشفى نعم ..
لكنني أريده أيضاً أن يُمحى ..
لماذا تحديّتُ العالم .. وتحديّتك .. وتحديّتُ نفسي .. بأنني أسير وبخطى أكيدة على أرصفة النسيان ..
وأن عناقيد الفرح التي كانت تظللنا أصبحت بالية .. ممزقة .. آيلة للنسيان .. ولم يبقَ منها إلا هذه الذكرى المجروحة ؟
هروبي المتكرر منك .. وطردي لك من ساحة الأحلام ..
لم يُفدني في شيء ..
وها أنا عند أول زلزلة صغيرة أطرق باب بيتك لأقول لك " أشتقتك " !
ذلك الهروب ما كان إلا مضيعة للوقت .. ومضيعة للعمر .. ومضيعة للفرح ..
والجرح في قلبي لم تزل دماؤه تنزف بحرارة ..
لم يمت هو ..
ولم تمت أنت ..
وماهذه الحماقات التي ارتكبتها في غيابك إلا حجارة صغيرة ألقيتها في بحيرة بائسة من الأوهام ..
وأن حضورك هو الحقيقة الوحيدة .. ليس فقط في ساحة أحلامي بل في مساحات أيامي كلها ..
حضورك بالنسبة إليَّ هو كأس الحياة .. وزهرها الذي لا يذبل .. ورحيقها العذب الذي لا ينضب ..
تبادل مثل هذه الأدوار بات يرهقني ..
وهذه النافذة التي فتحناها أنا وأنت على أبواب الجحيم يجب أن نغلقها ..
كم كنا حمقى حين ظننا أن الهروب سهل ..
وأن حضورك كان ثانوياً في حياتي .. وحضوري في حياتك كان مجرد علامة استفهام ؟
أكاليل الفرح تنزف دمع الاشتياق .. والعمر انتحر شنقاً على أبواب الغياب ..
حضوري وحضورك هما أكليلا فرح .. لن تقوى على تمزيقه الأيام ..
أين أنت من أكاليل الفرح ..
أين أنت مني ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة