المشاركات

مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في الذكرى الثالثة عشر للرحيل

  مشوار الصمت إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر الآن أدركت معنى الصمت؛ فالكلام هو: لألئ مضيئة ننثرها في طريقنا؛ تنير لنا عتمة الطرقات والقلوب، تثير الدهشة، تفتح الآفاق، تشق عنان السماء، لكن الصمت: رفاهية لا يمتلكها إلا من جادت بها عليه الأقدار، متعة يتمتع بها من سعد حظه فقط، هبة من هبات الله لعباده الفقراء، نعمة من نعمه، لكنها في هذا الوقت الصعب أصبحت شحيحة، نادرة، وقد تكون بلا أي جدوى. عندما تصبح الكلمة عاجزة فالصمت أولى أن يتربع مكانها على عرش الحياة! الصمت أصلًا فن من الفنون النادرة والنفيسة؛ لا يتقنه إلا من استوعبه جيدًا، وتدرب عليه مليًا، ومارسه لأوقات طويلة ومتعددة؛ فالصمت قد يخون كما تخون العبرات، وينزلق كالكلمة الطائشة عن طرفي اللسان... قد لا يكون مسموعًا ومدويًا لكنه اخترق جدار الصمت! أنت يا أبي كنت تصمت كثيرًا، وطويلًا، ونحن كنا نثرثر كثيرًا وطويلًا، لكنك لم تنهرنا في يوم، أو تزجرناعن الثرثرة فهل كانت تروق لك ثرثرتنا؟ هل كنتَ تجدها أملًا منشودًا لك، هل كنتَ تتمنى أن تكون مكاننا؛ فتثرثر مثلنا؟ أم كنت تشفق علينا، وتعرف أنه سيأتي يوم ويطبق الصمت بفكيه على كل حرف وكلم
أحلم بالعيد بماذا أحلم يا عيد؟ بماذا أحلم يا غزة؟ يا قدس؟ يا كل شبر في وطني فلسطين؟ غزة... حكاية الوجع غير المنتهي، كم كان نصيبك من الأعياد المعلقة؟ منذ متى لم يزرك العيد؟ لم تعانقك صباحاته؟ لم تلفحك خيوط فجره بنسائم لها مذاق العيد وكعك العيد؟ قدسي... رحلة الشوق الممتدة إلى عنان السماء، كم اشتقت إليك؟ كم اشتقت لبيتي في رحابك، لأحبتي، لطفولتي، لملعبي، لمدرستي، لحارات القدس العتيقة، للمسجد الأقصى، لساحات الحرم، لأصدقاء الطفولة، وأرجوحة العيد! أيها العيد الجديد أحلامي هي أحلام كل لاجئ... بيت له سقف لا تتساقط أسطره فوق رأسي عند كل علامة استفهام؛ مللت البيوت المتصدعة وأسقف (الزينكو)، بيت يكون وطنًا لي ولأولادي في حاضري وغدي كما كان لأبي وجدي في الأمس. صباح أقبض عليه بين أصابع يدي... لا يسلبه مني أحد، لا ينتزعه أحد، لا يشاركني في رسم خيوطه وتشكيل همزاته أي أحد. شمس أرجوانية، ساحرة الملمس، تدفئ قلبي اليافع، تدغدغ مشاعري الحالمة، وتعدني بنهار لم يسبقني إليه أحد. تحية صباح منزوع منها الغلّ، لها لون واحد هو لون الشمس، ومذاق واحد هو مذاق الحب، ورائحة واحدة هي رائحة العيد. معانقة الأحبة حبًا في ال

leave the world behind

leave the world behind هذا اسم فيلم عرض مؤخرًا في شاشات السينما وأثار ضجة حول نقطة تعرض لها الفيلم ولا أريد أن ألخص أحداث الفيلم ولكن ما أريد أن أتكلم عنه هو مدى الرعب الذي أصاب سكان أمريكا من خلال ظهور طائرة ضخمة ترمي منشورات كتبت باللغة العربية عنوانها هو (الموت لأمريكا) هذا الفيلم أعاد إلى ذهني كل ما قام به الشيطان الأمريكي خلال قرن أو أكثر من هذا الزمان_ بالفيلم تحدثوا أيضًا على أنهم قد يصطدمون بالعدو الكوري لأمريكا أو الإيراني ووو إلخ من أعداء هذا الشيطاني الأمريكي _ ابتداء من هيروشيما وناغازاكي ومرورًا بالعراق وتباعًا قضيتنا المفصلية وهي فلسطين، وكيف قامت أمريكا بمساعدة حلفائها من بريطانيا، وبعض دول أوروبا، وبعض الدول المتواطئة بانشاء دولة للصهاينة على أطهر أرض في هذا العالم، وكيف قاموا بإبادة شعبها، وتهجير ما تبقى منه، والاستيلاء على أرضه، والتهام البلاد قطعة وراء قطعة... والشيطان الأمريكي الذي فتح صدره لحقوق الإنسان والطفل والمرأة هو نفسه الذي وافق بل أصدر الأمر بإبادتهم جميعًا؛ في سبيل أن تحتل اسرائيل بلادهم، وتحضر إليها الصهاينة من كل العالم، وتمنحهم وطنًا في أرض فلسطين. وأخر

في الذكرى الثالثة لوفاة أخي جواد

في الذكرى الثالثة لوفاة أخي جواد ليست الفكرة بحضور الكلمات في الأفق أوغيابها؛ فالغياب أصبح سيد الموقف وحديث الساعة الآن! ربما أنك تدري يا جواد أن هذا العدو الغاصب المحتل الذي أقسانا عن أرضنا وياسمينتنا وبيتنا ووطننا، وألصق بنا صفة لاجئ، وألقى بنا إلى أرصفة الشتات... لا يزال ينكل بالبقية الباقية منا، يقتل، يذبح، يحرق، يهدم، يدمر، ويتجاوز كل الخطوط الحمراء ولا أحد يرفع بوجهه شارة قف! وربما أنك حزين لحزننا، تحاول أن تقترب كعادتك القديمة من المذياع أكثر فأكثر، أن تجد ثغرة ننفد منها لقصف جبهة هذا العدو الغاصب المحتل، أو ربما تحاول أن تقرأ ملامح أملٍ يلوح بالأفق، أو تفسر لنا سرّ هذا الخذلان ممن يلتفون حولنا ويقذفون بنا إلى ساحة الوغى "وحدي أراود نفسي الثكلى فتأبى أن تساعدني على نفسي، ووحدي كنتُ وحدي عندما قاومت وحدي وحدة الروح الأخيرة" نكبة أخرى يا جواد، نكبة جديدة، تهجير جديد، جرائم جديدة، وعالم أغلق أذنيه، ودفن رأسه بالرمل، وأوصد كل الأبواب، ورفع الجدران... أما نحن فلن نلدغ من جحر مرتين، وليفهم هذا العالم أنا باقون... فوق الأرض، تحت الأرض... لا يهم، المهم أننا باقون. نم قر

في الذكرى الثانية عشر لوفاة أمي

"لا سمح الله" في الذكرى الثانية عشر لوفاة أمي كلما رحل جار أو صديق أو قريب أتذكر الوجع الأكبر يا أمي، يوم رحيلك، كان موجعًا جدًا، وقاسيًا جدًا؛ لذلك، وحتى أستطيع مواصلة هذه الحياة؛ تجاهلته، هربت من هذه الحقيقة المرة، أنكرته كأنه لم يكن، أكملت حياتي على أساس لا بديل له: أنك موجودة هناك،وأنا مسافرة... وسأعود يومًا ما! لكن هذا الوجع لا يخمد، لا يدخل في طي النسيان، بل يعود للظهور مجددًا إلى السطح، وبشكل أكثر شراسة، ينبش معه الحزن، وألم الفقد، والفراغ الذي أحتل كل شيء في حياتنا، بل احتلنا بالكامل. في ذلك اليوم الذي رحلت فيه أنزلت علينا خيمة كبيرة من الصبر، أخذتنا في حضنها، لملمت حزننا والتيه الذي كان يعترينا، أوصدت علينا أبوابها وأحكمت الإغلاق، واستسلمنا للصبر؛ كنا بأمس الحاجة إليه في ذلك الوقت، وبقينا داخل هذه الخيمة والصبر يحوطنا من كل جانب، إلا جانب واحد فقط بقيَّ مفتوحًا للزمن، يتأرجح ويؤرجحنا معه؛ كلما هبت ريح شرسة، كلما أمطرت غضبًا، كلما ضاقت وأطبقت على أنفاسنا، كلما اصطدمنا بجدار جديد، كلما تذكرنا ذلك الوطن وغاب حلم العودة، كلما رحل أحد، نجد أنفسنا أمام الوجع من جديد. تعودت

في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي

  في الذكرى الثانية عشر لوفاة أبي "وفي وسط الطريق ووقفنا وسلمنا وودعنا يا قلبي ورجعنا  الطريق وحدينا ودموعنا في عينينا يا قلبي" هذه هي الأغنية الوحيدة التي كنت تحب سماعها يا أبي؛ كانت تذكرك بفراق أحبتك حين أقصونا فجأة عن تلك الديار، وفقدنا الحضن الذي كان يحتوينا كعائلة صغيرة داخل عائلة أكبر، أبعدونا وابعدوك عن حضن الأم التي كنت تعشقها، ولا تقوى على البعد عنها... لكن القدر شاء... رحلت ولم ترها، ولم ترَ تلك البلاد، ولا ذقت حنان ذلك الحضن إلى الأبد. اليوم وفي ذكرى وفاتك الثانية عشر صادف أن رحل إليك آخر إخوتك _العزيز إلى قلبك_ اجتمع شملكم مرة أخرى هناك، في دار الحق، كم اشتقتَ إليهم؟ كم اشتاقوا إليك؟ ها أنتم جميعا تلتقون أرواحًا طاهرة، نقية، تتفقد الأحبة كلما جاءهم نداء الاشتياق. الفراق صعب يا أبي، وأنت ذقته، وتعرف مرارته، ولكن ليس باليد حيلة؛ هي خطى كتبت علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها. أنت في البال ولم تغب عنه لحظة، وأنت في الفكر، في القلب، في الوجدان، وحتى عندما يدق الألم ابواب الفؤاد نركض إليك؛ لتميط الأذى، وتقبِّل الجراح كي تهدأ، وتقرأ عليها ما تحفظه من القرأن كي تبرأ. كنت أبً

في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي

  في الذكرى الحادية عشر لوفاة أمي هل أعتذر يا أم أنني لم أتذكر تاريخ وفاتك... مع أن كلماتي إليك كانت بين يديِّ، أعيد قرائتها وقلبي يرتجف بعد كل هذه السنوات من الرحيل، أنا لم أتذكر يا أم؛ لأنه ببساطة شديدة فكرة الموت والرحيل تلاشت من فكري، حل محلها أنك موجودة معي، صورتك في كل مكان: على شاشة الهاتف، الحاسوب، التلفاز، برواز جميل قرب سريري، في حمالة مفاتيحي، في كل مكان تقع عيني عليه، والأكثر من ذلك أن صورتك أصبحت محفورة في دماغي فلا يخيل إليّ أنك لا تسمعينني، لا تشاهدينني، لا تشاركينني كل الأحداث التي تمرُّ بيّ ولا أضطر لإعادتها على مسمعك؛ لأنك معي في كل لحظة من لحظات حياتي... لدرجة أني نسيت أنك رحلت، وتأقلمت مع فكرة وجودك؛ فأهتز من أعماقي حين يذكرني أحد بأنها ذكرى رحيلك! طبعا أنا أعتذر اعتذار مبطن لأنني أدرك تماما أنه لا يوجد أي شيء أكبر من أن يذكرني بهذا الرحيل، ولكني أحاول إقناع نفسي جاهدة حتى أرفع عنها اللوم والعتاب؛ فأنا أشفق عليها من الداومة التي تعيشها، والظروف المبهمة، والضغوطات والتحديات التي لا تنتهي. في رسائلي السابقة إليك كنت أكتب إليك عن كل جديد_ ولو بشكل مختصر _ لكن كل ما كنت