لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي





بقي حديثه معلقًا بين السماء والأرض... هناك في رقعة ما ترك بعض الخطوات على أمل العودة، وقلمًا حبره لم يجف، ورفاقًا يمزقهم الوجع والصدمة والدهشة هل يكمل الحبر أنفاسك يا جواد؟ وأنا بين كل هذا وذاك أفتش عن أخي... لا أصدق أنه رحل!
لروحك السلام جواد البشيتي Jawad Albashiti

تعليقات

  1. تمضي الأيام ببطء شديد، وبحزن ثقيل يهاجمنا من خلاله ذات السؤال: ماذا لو؟

    هذا السؤال الذي لا إجابة له لكنه يفرض نفسه كوسيلة إضافية للتعذيب!

    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  2. لا أحد يحب الحزن، أو الحديث عن الحزن، أو الاقتراب من الحزين!

    أنا كنتُ منهم... لذلك أنا أنأى بحزني هنا، بعيدًا عن كل تلك العيون التي تخاف الحزن، لا أريد أن أوجع أحدًا بوجعي،ولا أريد أن أوجعك أنتَ أيضًا؛ فكل ما أعلمه عن الموت هو ما يتناقله العامة من مصادر قد لا تكون موثوقة... ولكني أجد نفسي مرغمة على الإصغاء إليها؛ فالغريق يتعلق بالقشة...التي قد تكون هي التي قضمت ظهر البعير!

    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  3. الراحلون لا يرحلون وحدهم، يأخذون معهم قطعة من القلب، يأخذون ركنهم الذي اعتادوه، مكانهم، أحاديثهم، ضحكاتهم، أناتهم، شكواهم، وأسئلة عديدة بقيت معلقة في جوفهم... كان الموت إليها أسبق!
    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  4. الحزن فيه حياة أكثر من الاستسلام لفكرة أنك قد تكون فعلًا رحلت يا جواد!

    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  5. في ذكرى الأربعين لرحيل أخي الحبيب جواد البشيتي
    مرت الأيام... وقد تمر الشهور والسنون ونحن على هذا الحالة من الدهشة!
    توقفناعن البكاء نعم، لكننا لم نتوقف عن الحزن؛ فالحزن لا يجف كالدموع بل هو كالنار تسري في الهشيم.
    نتحرك، ننام، نصحو، نحتسي القهوة وفي مواعيدها، نتحلق حول التلفاز، نتابع أخبار العالم بأدق تفاصيلها، حتى ما تركته لنا منثورًا على الورق قرأناه مئات المرات... لكننا ندور في حلقات مفرغة كأجساد جففت من ماء الحياة.
    عشت غريبًا يا جواد طِوال العمر، لم تستقر أقدامك في مطار أو ميناء، كل شيء فيك كان غريبًا ومع ذلك كانت كل القلوب تحج إليك، تأوي إليك في ذعرها، في قلقها وأرقها وفرحها، كان قلبك قطعة من الجنة يرتادها المتعبون، والتائهون، والمثخنون بكل الجراح.
    نم بسلام يا قطعة من القلب، واترك لي هذا الليل يعاتبني كما كنت دائمًا تدندنها وندندها معك

    "الليل ياليلى يعاتبني ... ويقول لي سلم على ليلى
    الحب لاتحلو نسائمه ... إلا إذا غنى الهوى ليلى
    دروب الحي تسألني ... تره هل سافرت ليلى
    وطيب الشوق يحملني ... إلى عينيك ياليلى"

    ردحذف
  6. صباح الخير يا جواد ... نشتاق لحضن الأخ الكبير... نم بسلام يا حبيبي... يأكلنا الشوق والحنين إليك ... نم بسلام وطمأنينة يا حبيبي

    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  7. فيروز تذكرني بك! لا شيء ينسيني إياك... لا قوة على وجه الأرض تمحيك من غرف الذاكرة... لكن فيروز أشعرتني أنك تجلس قبالتي، نستمع إليها بشغفنا السابق، ندندن معها... كأنك هنا، كأنك لم تغادر أبدًا.
    #لروحك _السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  8. ليتك كنت هنا، ليتك كنت هنا، وشهدت معي وقع خطوات المطر على طريق الذكريات وهي ترسم ألف علامة استفهام.

    ردحذف

  9. كل يوم يمر يمسح من الذاكرة فكرة الرحيل شيئًا فشيئًا ويثبت فكرة وجودك بيننا... كأن موتًا لم يكن!
    تقبل الموت ليس صعبًا بل هو من سابع المستحيلات... لذلك قلبي وفكري وذاكرتي اجتمعوا واتفقوا على أنك لا تزال معنا وبيننا إلى أن يشاء الله.
    على روحك الطاهرة ألف سلام.
    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف

  10. عام انقضى على رحيلك وأنا أعلم علم اليقين بهذا الرحيل ولكنه مجرد علم بالشيء ليس من الضروري أن أتقبله أوأتعايش معه! ما أعيش معه الآن هو أنك غير موجود بدون أية إضافات أخرى مثل: أين أنت الآن؟ لماذا لا يرن هاتفك؟ لماذا لا تصل رسائلك؟ لماذا لم تعد صفحتك تضج بالقراء؟ لماذا لم يعد لديك أية مقالة جديدة تفتح آفاقًا من النقاش والجدل حولها؟ لماذا لم تعد تدندن لفيروز أو وديع الصافي "الليل يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى"؟ لماذا لم نعد نتكلم حول موضوع السجائر وإكثارك منها، والقهوة السوداء المرة التي لا تسقط من يدك، والصحف والأخبار التي تنكب عليها كل الوقت، وعن آخر سفرة تريد أن تطير إليها ونرجوك أن تطمئننا عنك دائمًا.... والكثير لم نعد نتكلم عنه وحوله مرارًا.
    حين رحل الشاعر محمود درويش جلسنا وبكينا سويًا، حين رحل بعض الرفاق بكينا سويًا، حين غاب عن ناظرينا والدينا لم نبكِ بل جلسنا في حالة ذهول لسنوات طويلة حتى رحيلك!
    بكيت أنا لكن هذا لا يعد بكاءً، حزنت لكن هذا لا يعد حزنًا، أنا فقط أبكي معك، وأحزن معك، وأدخل في دهاليز الصمت معك!
    أنت معي، صورتك أمامي نتحدث كل ثانية بصمتنا المعهود... ترف البكاء والحزن لا نملكه... فقط نملك الصمت وهذه الحروف العرجاء.
    لروحك السلام حبيبي وأخي ومعلمي جواد البشيتي
    #لروحك_السلام_جواد_البشيتي

    ردحذف
  11. هذه الخاطرة إهداء إلى روح أخي جواد البشيتي الذي صادف مرور شهر على وفاته.
    ملاحظة تم تعديل الخاتمة بعد رحيله... لروحه السلام والطمأنينة




    عُلب الأيام


    اليوم أَتم الثالثة والخمسين من عمره، سحب نفسًا طويلًا
    من سيجارته وأخذ رشفة عميقة من فنجان القهوة المرَّة التي أعتاد أن يشربها معظم أيام حياته... حياته التي هو الآن بصدد فتح عُلًبِها علبةً علبة ليتذكر ما خبأته الأيام الماضية فيها، هذه أخر علبة... هاهو الآن يقطف فيها ثمار الوحدة والفراغ.
    العلبة قبل الأخيرة: علبة الأمل: مرحلة الصراع مع القليل من الأمل للبدء في حياة جديدة بعد العودة من تلك العاصمة الأوروبية الغارقة في صمتها وسكونها حد الموت، قضى فيها من الأعوام الطويلة ما قضى دون الوصول إلا إلى الملل القاتل والوحدة الفظيعة التي كانت كل يوم تُفجِّر فكرة المغامرة بالعودة إلى أقرب نقطة إلى أرض الوطن ومهما كلف الثمن!
    العلبة ما قبل قبل الأخيرة: علبة غزة: مرحلة السلام مع إسرائيل.
    ها هي غزة الحبيبة القابعة على البحر تزدهر من جديد لتحتل الصدارة في أخبار العالم، يتسابق الجميع في العودة إلى تلك الرقعة التي باتت مطمع الجميع ومحط كل الأنظار... لكن (الختيار) رحمة الله عليه لم يستطع السماح له بالعبور معهم إلى غزة واللحاق بالركب لإكمال مسيرة النضال كما في تونس الخضراء.
    العلبة السابقة: علبة تونس: تونس كانت بلدًا جميلة، أعطتهم كل شيء... لكن الاستمرار بالمعيشة فيها كان صعبًا؛ أجوائها مختلفة عن لبنان؛ البلد التي ألفها رفاق النضال وأحبوها كما لم تحَبُّ بلد قط!
    العلبة التي تسبق علبة تونس:علبة لبنان: كم كان الالتفاف في لبنان جميلًا، مميزًا، حميميًا، ممتلئًا بالتضحيات والبطولات وشتى أنواع النضال إلى جانب (الختيار)
    وكم كان مؤلمًا ومبكيًا تذكر تلك اللحظة الأليمة، لحظة مغادرة فصائل المقاومة العاصمة بيروت إلى تونس، وتلك السفينة التي أقلت المقاومة، وجراحهم، وغربتهم من جديد.
    مضى عليه في بيروت زمن قبل أن يستقر فيها بعد رحلة العذاب في مشارق الأرض ومغاربها، بيروت كانت تعني له الكثير، وتذكرنه بالعلبة هذه التي تعني لي بداية الحياة بالنسبة إلى ذلك الشبل الفلسطيني، الذي لم يبلغ الثالثة عشرة من عمره بعد حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله إثر تنفيذه لتلك العملية الفدائية التي تسببت بإصابته هو بإصابات عديدة نجا منها فيما بعد واستشهاد زميله في العملية نفسها أثناء تفجيرهما لذلك الفندق الإسرائيلي ( الإمبسادور) فتم أسره واعتقاله لمدة أربعين يومًا_ المدة المسموح فيها لاعتقال طفل_ وعانى في الأسر والاعتقال والسجن شتى أنواع العذاب، ثم نفي خارج الوطن فلسطين، وأُبعد حسب قوانين العدو المحتل إلى دولة عربية مجاورة ... لأن القوانين الإسرائيلية حينها لم تكن بهذه الشراسة بعد... أو لم تكن لتجرؤ على أكثر من هذا.
    وترتب فيما بعد نفيُّ أسرته بالكامل إلى تلك الدولة المجاورة؛ ليمنعوا وبشكل نهائي من حق العودة إلى تلك الديار، إلى الموطن الأم، بيت الطفولة والأسرة.
    الآن، وقد رحل (الختيار) وتفرق الجميع، وعودة مرة أخرى إلى العلبة الأخيرة: وحيدًا يتذكر سنوات النضال، الكفاح، الأسر، التشرد، الغربة، الانتظار على أبواب القدس الخالدة... لن يثنيه شيء عن فكرة العودة لو بعد ألف عام.
    ولم يعد... كان الموت أسبق لتبقى فلسطين بعده مكلومة، جريحة، مسلوبة... يترجل فارسها ويسلم الراية لبقية الرفاق.

    ردحذف
  12. لا ياسمينة حرَّة في حدائق الجوار، لا بنفسجة بِكرٌ، لا بقايا زعتر في أرجاء القلب، كل شيء فارغ حتى من الصور! والمطر هنا يأتي على استحياء، وفي آخر مرسوم صدر عن والي المدينة حرِّم فيه وجرِّم قطف حبات المطر؛ فلم أعد أستطيع أن أخبئ إليك بين كفيِّ حبات المطر، ولم أعد أستطيع أن أزرعهما حدائقَ لترى الوطن فيهما، وتشتهيه كل صباح وعند الغسق، ولم يعد الوطن قابلًا كي أرسمه، أو أصوره لك؛ كي تحتسيه نبيذًا معتقًا عند كل مساء وقبل أن تهاجم عينيك براثن النَعَس.

    ردحذف
  13. بقي حديثه معلقًا بين السماء والأرض... هناك في رقعة ما ترك بعض الخطوات على أمل العودة، وقلمًا حبره لم يجف، ورفاقًا يمزقهم الوجع والصدمة والدهشة هل يكمل الحبر أنفاسك يا جواد؟ وأنا بين كل هذا وذاك أفتش عن أخي... لا أصدق أنه رحل!

    ردحذف
  14. تمضي الأيام ببطء شديد، وبحزن ثقيل يهاجمنا من خلاله ذات السؤال: ماذا لو؟
    هذا السؤال الذي لا إجابة له لكنه يفرض نفسه كوسيلة إضافية للتعذيب!

    ردحذف
  15. بقي حديثه معلقًا بين السماء والأرض... هناك في رقعة ما ترك بعض الخطوات على أمل العودة، وقلمًا حبره لم يجف، ورفاقًا يمزقهم الوجع والصدمة والدهشة... هل يكمل الحبر أنفاسك يا جواد؟ وأنا بين كل هذا وذاك أفتش عن أخي ولا أصدق أنه رحل!
    تمضي الأيام ببطء شديد، وبحزن ثقيل يهاجمنا من خلاله ذات السؤال: ماذا لو؟
    هذا السؤال الذي لا إجابة له... لكنه يفرض نفسه كوسيلة إضافية للتعذيب!
    الراحلون لا يرحلون وحدهم، يأخذون معهم قطعة من القلب، يأخذون ركنهم الذي اعتادوه، مكانهم، أحاديثهم، ضحكاتهم، أناتهم، شكواهم، وأسئلة عديدة بقيت معلقة في جوفهم كان الموت إليها أسبق!
    عشت غريبًا يا جواد طِوال العمر، لم تستقر أقدامك في مطار أو ميناء، كل شيء فيك كان غريبًا ومع ذلك كانت كل القلوب تحج إليك، تأوي إليك في ذعرها، في قلقها، وأرقها، وفرحها، كان قلبك قطعة من الجنة يرتادها المتعبون، والتائهون، والمثخنون بكل الجراح.
    نم بسلام يا قطعة من القلب، واترك لي هذا الليل يعاتبني كما كنت دائمًا تدندنها وندندها معك:"الليل ياليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى
    الحب لاتحلو نسائمه إلا إذا غنى الهوى ليلى
    دروب الحي تسألني تره هل سافرت ليلى
    وطيب الشوق يحملني إلى عينيك ياليلى"
    كل يوم يمر يمسح من الذاكرة فكرة الرحيل شيئًا فشيئًا ويثبت فكرة وجودك بيننا... كأن موتًا لم يكن!
    تقبل الموت ليس صعبًا بل هو من سابع المستحيلات؛ لذلك قلبي، وفكري، وذاكرتي، اجتمعوا واتفقوا على: أنك لا تزال معنا، وبيننا إلى أن يشاء الله.
    على روحك الطاهرة ألف سلام.

    ردحذف
  16. نم بسلام يا قطعة من القلب، واترك لي هذا الليل يعاتبني كما كنت دائمًا تدندنها وندندها معك:"الليل ياليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى
    الحب لاتحلو نسائمه إلا إذا غنى الهوى ليلى
    دروب الحي تسألني تره هل سافرت ليلى
    وطيب الشوق يحملني إلى عينيك ياليلى"

    ردحذف
  17. لروحك السلام يا جواد
    في زمن الإبادات الجماعية والمجازر التي يتركبها الوحوش في حق أهلنا في غزة أتذكرك كثيرًا... كم ناضلت لتكون هناك معهم وبينهم لكن هذا الوحش الصهيوني منعك كم منعك آلاف المرات من عبور فلسطين أو العودة إلى أهلك وبيتك.
    ربما كان الأفضل لك ألا تشاهد، وألا تعاني، وألا يأكلك الندم؛ من العجز والحسرة على كل هذا الدمار البشري والمادي.
    كان الله في عونهم ورحمك الله برحمته ورحمنا أجمعين
    لروحك الطاهرة وارواح جميع الشهداء ألف سلام

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في الذكرى الثالثة لوفاة أخي جواد

صباح الياسمين