بعد الموت أم قبله ؟
بعد الموت أم قبله ؟ أشعر كأنني بُعثت من جديد .. كل الوجوه غريبة عني .. أين كانت هذه الوجوه .. أين كان كل هذا الضجيج والصراخ مختبىء ؟ أمضيت عمراً في تنميق الكلمات ونثر الورد في صباحاتك وحين اختفيت ساورني القلق فارتديت آخر حماقة لدي وخرجت للبحث عنك في شوارع الضباب والضياع .. زرت جميع المقاهي التي كنت ترتادها .. تصفحت كل الوجوه التي كنت تتصفحها فلم أقرأ فيها شيئاً عنك .. زرت البحر وسألته ببراءة تنم عن غباء شديد هل ابتلعته ؟ ضحك البحر مني وأجاب باستهزاء .. لو كنت أنتِ ربما ابتلعتك .. حتى تستريحي ! لكن هو لا .. ليس لي شأن في ابتلاعه .. إذا أين اختفى يا بحر ؟ خفت عليك .. نعم أنا خفت عليك .. خشيت أن يكون الموت قد ارتكب حماقته الأخيرة وأخذك مني .. لقد كان يحوم حولك متربصاً بك فخفت أن يذهب منه بعض عقله ويرتكب حماقة يندم عليها العمر كله ويأخذك مني إلى ذلك المكان الذي كنت دائماً تخافه .. ذهبتُ أتهدد الموت وأتوعده .. لكنني في ذات الوقت لم أيأس من البحث عنك بين سطور هذه الحياة .. وبقيت أرتدي حماقتي على كل وجعها دون كلل أو ملل . بالأمس فقدت الأمل وقلت في نفسي لقد ودع هذه الحياة فالموت أرخص شيء نحصل ...