كفوا عن الملامة
كفوا عن الملامة كفوا عن الملامة فأنا متعبة؛ تأكلني بلا هوادة علامات التعجب والاستنكار، تلوكني في فمها علامات الاستفهام، تمضغني بين أنيابها دهرًا من الزمان، ثم ترميني بلا شفقة حطبًا وأعواد ثقاب إلى مواقد الانتظار. لا تبعثروا سلال العتاب كيفما شاء ووقتما شاء، لا تلقوا بها بوجه الريح؛ فالرياح عاتية بالخارج... هذه الرياح غريبة عنا؛ فقد تخون، قد تغدر، قد تبعثرنا على حبال غريبة وأسطح غير صديقة، قد تقرأ رسائل الأحبة عنوة وتفضح لحظات الانتظار! فلا تطيلوا الملامة والعتاب. تتساءلون عن سرِّ هذا الغياب، عن طوله، قسوته، مرارته؟! أتظنون أن قلبي لا يتمزق عليكم وأنتم تطلقون صفارات النداء؟ أنا يا رفاق لم أكف ثانية عن الدعاء بأن يلهمكم الله الصبر، ويمنحكم القوة؛ فتتوقفوا عن ممارسة هذا الانتظار العبثي! أنتم لا تدرون كم هو مؤلم هذا الانتظار، وكم هو موجع الشعور بالعجز عن تلبية النداء؛ فلا تحدثوني بخبث عن الوفاء فأنا لا أزال لهذه اللحظة أقف شامخة على أسواره؛ أبحلق بتلك الصور التي قصفت أغصانها وبعثرت أزهارها، ألملم منها صدى ضحكات كادت أن تختنق من نقص الهوا، أنا أحاول دون أن تدرون أن ألملم هذا الفضاء! هذا الف...