من يكرمكن نساء غزة ؟
من يكرمكن نساء غزة ؟
دقت ساعة الحائط
معلنة تكريم نساء الأرض .
تراكض جميع الرجال في
هذا العالم الممتد من الفراغ إلى العدم
لتقديم باقات الورود وأواني العطر..
تعالت هتافات الشعراء تتغنى بمحاسن النساء .. علقوا الأوسمة المخملية على
أعناق النساء .. وانحنوا لتقبيل الأيادي الناعمة والأنامل الحريرية .. علت أصوات
الكذب .. وأبرقت السماء وأرعدت وعوداً ليس لها وجوداً .. ونقشوا أسماء نسائهم على ألواح من العاج والفضة .
أغفلوا اسمك من بين
الأسماء ، أسقطوه من يافطاتهم ، محوه من
ذاكرتهم ، أسقطوه سهواً
، أسقطوه عمداً .. لا
يهم .. المهم أني ما فتئت أبحث عن اسمك في
عقولهم .. فوجدته مفقوداً .
أنتن يا نساء غزة .. يا
من تحملن الألم .. وتنجبن الأبطال .. سقطت اسماؤكن من لائحة التكريم .. أنتن يا من
تعلقن أوسمة الاستشهاد على صدوركن عوضاً عن أكاليل الزنبق والفل سقطت اسماؤكن سهواً
!
أنتن يا من تقرأن أساطير
النضال .. وتكتبن تاريخ هذه الأمة المهزلة بحروف من نور .. وتذيلن تواقيعكن .. بالدم
أسقطت اسماؤكن سهواً .
أنتن يا من ثملت
أفئدتكن من دمع العين المرِّ .. وارتوى تراب الأرض من دمائكن الزكية .. أسقطت اسماؤكن
سهوا ً.
أنتن يا من تتصدين لدبابات
العدو بصدوركن .. تنتصب أجسادكن الطاهرة على جانبي الطريق من الشمال إلى الجنوب دروعا ً بشريةً في وجه الذئاب البشرية أسقطت اسماؤكن سهواً.
أنتن يا نساء غزة من هجرتن فراش الزوجية الوثير وأواني العطر
المسكوبة وباقات الورود المتفتحة لترتقين
في أجمل عرس استشهادي يزف
إلى روح السماء أسقطت اسماؤكن سهواً.
فليغمضوا أعينهم إن
كانت رؤيتكن تؤذي أهدابهم الناعسة .. ولْتُصمَ آذانهم حتى لا يخدشها صوت النحيب وصراخ الرضع .. وليتواروا خلف
أحجبة النفاق والمداهنة .. وليسقطوا اسماءكن
من منابر الشرف المزيفة ..
فربُّ الكون هو من سيكرمكن في كل يوم .. في كل
لحظة .. في كل ثانية .. تاريخكن المشرف هو من سيكتب اسماءكن بل سيحفرها في العقول
والقلوب على مرِّ الأزمنة .
يا من أسقطت اسماؤكن عمداً .
فهنيئاً لكنَّ هذا التكريم
.. هنيئاً لكنَّ هذا التكريم .
تعليقات
إرسال تعليق