العشاء الأخير
العشاء الأخير سأدعوك اليوم إلى العشاء . قررت أن أدعوك اليوم إلى مائدة العشاء , لنهجر قليلاً أحاديث الموت , وطقوس ما قبلَ الموت , وما بعده , ولنتوقف قليلاً عن إحصاء خسائرنا , وعن التفتيش في هزائمنا السابقة , واللاحقة , والتي طرحت على موائد الجوار , ولندَعَ في هذه اللحظة كل الخلق للخالق , ونتناول العشاء الأخير ! ربما أنتَ لهذه اللحظة لا تعرف بعد أنني كنتُ ممن يجيدون فن " النكتة " , طبعاً هذا كان فيما مضى , قبل أن ألتقيك بألف عام , كنتُ لا أعرف إلا السخرية من هذا الواقع الساقط , وكنتُ أتقن جيداً فن التندر بالمصائب , إلى الحد الذي تصبح فيه لينة على الهضم , فيتناولها من كُتِبَ عليهم الشقاء والشتات , قبل رحلة الهمِّ أو بعدها , لتجلب إليهم المسرات والفرح . هذا لا يعني أنك ثقيل الدم إلى هذا الحد ! لا , لكنك بحالٍ من الأحوال أخذتني إلى طرفك , فبدأنا بالتباري أنا وأنت أيُّنا سيصبح دَمُه أثقل , ونسيتُ في خِضَّم النِزال أنني خُلقت للسعادة , وللمرح , وللسخرية التي تجرُّ في أذيالها مواسمَ الفرح . أنتَ ساخرٌ , وجداً , لكنك تعبثُ بجدائل الموت ! لا أدري لماذا ترافق الموت ف...