اللعبة
اللعبة مهلاً أيها البحر .. أرجوك لا تغضب .. لا تزال اللعبة في بدايتها .. كيف تلقي بيَّ وبك إلى شواطئ العدم .. لا نزال أنا وأنتَ في أول جولة لنا فكيف ترمي بالقرطاس والقلم إلى لفائف الجمر ونحن لم نحتسِ قهوة الفراق بعد .. ولم تجافِنا النظرات المحمومة .. ولم تتجاهلنا القبل ؟ انتظر يا بحر فالمسافة طويلة جداً .. واللعبة على جمر القلب تتقد .. وأنا وأنتَ أتينا هنا بملء الرغبة .. وكتبنا على عين الشمس بجرأة الغجر .. فلا يزال الوقت مبكراً على الرحيل .. ولا يزال الوقت مبكراً على كل هذا الهدير .. انتظرني يا بحر فأنا لا أزال أدير دفة اللعبة نحو أصابع يدك .. وبعدها سيحترق قلبك ومن ثم عينيك .. وتذوب على حرارة الجمر تلك النظرات التي ثَملتُ منها حتى أوصلتني القبر .. وما جاءني منك الفرج وما نلت غير الصبر على أبواب الغدر .. انتظر يا بحر .. انتظر يا بحر .. من تعرف من النساء أنتَ يا بحر ؟ كليوباترا .. شجر الدر .. بلقيس ملهمة الرسل .. أم أفروديت إلهة الحب والجمال والسحر .. ؟ من تعرف أنتَ من النساء يا بحر .. وماذا تعرف عن كيدهن إذا بلغ السيل الزبى .. وقامت إليك...