قطرات دمي .
قطرات دمي قال لي وأنا ألملم شظايا السراب المتناثرة ذات مساء : " حاذري كي لا تمزقين شرايين معصمك " . هزني الصوت .. زلزلني .. بعثرني .. لملمت حطام نفسي والتفت إليه . التفت إلى صوته الذي اخترق كل خلية من خلايا روحي كسحابة صيفية حبلى بأمطار نيسان .. من تكون يا هذا ؟ أطيف أنت أم حلم .. أم أنت خيال شارد من حكايات ألف ليلة وليلة ؟ من تكون يا هذا الصوت لتخاف عليَّ وعلى معصمي وشرايين معصمي ؟ نظرت إليه كمن وجد ضآلته التي تاهت منه في صحراء العمر .. صوته الأجش الذي أحب .. نظراته الحالمة التي أهوى .. جسده الساكن .. روحه المتوثبة .. مشاعره التي تشع بريقاً ساحراً كما حلمت به ذات يوم .. ذات مساء .. ذات ليلة كان قمرها يراود نفسه على الاختباء . كنت أظنه حلماً لن يرى النور يوماً .. كنت أظنه وهماً وأنا التي أغيب في عالم الأوهام .. كنت اظنه خيالاً من الذي يسطر صفحاتي ويتوسط حروفي ويسكن كل قوافي الشعر في قصائدي .. يا إلهي .. كم نحتاج من الوقت حتى نرى حلماً يتيماً يظهر لنا منتفضاً في مساء مُنتَظر خارج أروقة الحلم ؟ كيف غادر الحلم ؟ كيف احتوى كل شوقي وحنيني وأملي وأمنياتي بأن يكون هو .. هو فقط فارس ...