في الذكرى الخامسة لرحيل أخي جواد البشيتي
في الذكرى الخامسة لرحيل أخي جواد البشيتي تبكيه بحرقة؛ فقد كان رحيله مفاجئًا؛ أدمى قلبي عويلها، أقترب لأخفف عنها لكنى أخشى أن تراك في عيوني فتخر أرضًا؛ لتيقنها أن هذا الفقد لن ينسى، وأن هذه اللحظات ليست عابرة؛ فلغة الفقد أكبر من لغة الحزن، ولغة البكاء، وضجيج الذكريات... ومع ذلك فأنا أعظها بالنسيان، وتخطي هذا الحزن، والنهوض من جديد... ثم أتكئ على ذراعيها لأنهض! لم أعد أنقل إليك أخبار الوطن؛ فهي أخبار حزينة... أكبر من كل الحزن الذي عرفناه يا جواد؛ فهناك خريطة جديدة للألم؛ وطرق منزوية، منزوعة الأمل... لكن من كتبت عليه خطى مشاها... وها نحن نمشي نحو المجهول، ونربى في داخلنا عناقيد الأمل؛ ربما تثمر يومًا ونقطف منها جنان الوطن! نم قرير العين يا حبيبي... أن استطعت أن تغفو؛ بعد أن أحتل الأرق جفني الوطن، وتاهت على أهدابه قوافل المهجرين من وإلى منافي العدم.