أرض السنابل
أرض السنابل سنبلة نبتت على شرفات القهر، تمسح الدمع المنسكب كشلالات من أعين المعذبين، تداعب خلايا الحزن المستشرية في قلوب المكلومين، تنام على خد اليتم وحيدة فتصحو قبائل من أنجم، وكواكب من نور. غزتهم جيوش الحقد في ظلمة إحدى الدهور، ضربتهم بمعاول غلِّها الدفين، وفؤوس شرِّها المستطير؛ كي تخلعهم من تربتهم الخضراء، وتقطع رؤوسهم اليانعة؛ لم تعد تقوى على رؤية السنابل الشقراء تحتضنها الأرض، تعانقها السماء، تلثمها بآلاف القبلات غيمات كانون. لم تترك للريح الماجنة فرصة دك أسوار المدينة، ونثر ضفائرها المجنونة على رؤوس الشياطين، وتفتيت القلوب الشقراء، وبعثرة ما في من أفئدتها حبوب. لمَ كل هذا الخوف من سنبلة برية نبتت صدفة على شرفة أحد المقهورين؟! من أن تملأ الكون سنابلَ تشرق الشمس من عينيها، وينام على كتفيها قمر تشرين؟! أم أن الحقد لم يتسع مداه، ويمتد أفقه، لتتربع غطرسة الشتاء في أحضانه؛ فيشير إليه بطرف خفيِّ ليحصد البراعم الخضراء قبل أن يصبِّح عليها ربيع؟! أو ربما ساورته بعض الشكوك في مدى بطش الريح حين تنتابها ثورات الجنون فتفجر براكين الغضب، وتحرق بشرارة عمياء كل الحقول؟! أم ...