العهد
العهد أما نزال على العهد يا أيلول .. أما نزال تجمعنا العهود .. وتبرق في سماء ليالينا الوعود .. وتحضر مع صباحات الشمس أحاديثنا ، فتغزل لنا من خيوطها ألف عنقود ؟ قلتُ لك ذات يوم بعيد : الطريق الذي يجمعنا شاق وطويل .. دعنا نختصر المسافات .. دعنا لا نبدأ ! أكره أن أحصي في غيابك الأيام .. أكره أن أعدَّ الفصول .. أكره ساعات الليل حين يهبط ظلامها على مدن قلبي .. فلا يومض لها فجر .. ولا يلّوح في شتائها قنديل . أين أنت من هذا العهد يا أيلول ؟ الطريق طويل جداً .. وأنا دفنت في مقبرة الأيام كل ما مضى منك يا أيلول .. وما تبقى الآن يرتجف بين أصابعي .. يخشى أن تُسدلَ عليه ستائر الليل .. يخشى ألا تُصافح جبينه شمس الخريف .. يخشى رياح الغدر التي تعصف دون ميعاد ، فتُبعثر صفحات الماضي في أروقة الحاضر ، وتذر ما بقيَّ منها فتاتاً لعصافيرالأحلام . وحدهم الأموات لا يعودون .. هل متَّ أنتَ يا أيلول ؟ هل سيمرُّ الخريف من دونك .. وتفرغ الأعياد منك .. وأشرب حسرة الغياب الذي يطول ، ويطوي تحت إبطيه صفحات ملونة .. صاخبة .. تضج بالشقاوة الوردية .. ويفوح من جنباتها رائحة المسك العذري ؟ ه...