أيام عَ البال
أيام عَ البال عندما كنا صغاراً كنا لا نخلد إلى النوم حتى نحلم بالغد .. كنا في كل ليلة ننتظر طيف الغد ليمرَّ بسماء أحلامنا فنمدُّ أيادينا الصغيرة في محاولات عابثة منا لقطف نجوم الغد .. ولكن حينما يبزغ فجر الصباح وبعد أن نفتح أعيننا ونميط عن أجسادنا الصغيرة لحاف الحلم نكتشف أننا كنا فقط نحلم .. وأننا لم نصل الغد ولم نقطف نجومه بعد فينتابنا الحزن .. ومع ذلك في المساء وفي كل مساء نعاود الحلم .. ذات الحلم .. الحلم بأن نكبر .. بأن نقطف نجوم الغد . كنتُ كل ليلة أحلم بأن أكبر .. أحلم بأن أصبح شابة جميلة وناجحة .. كنت أغرق في تفاصيل ذلك الحلم .. كيف سأكبر .. كيف سأبدو حين أكبر .. وماذا سأكون أنا حين أكبر ؟ ويكبر الحلم وأغرق في تفاصيله .. وأتوه في طرقاته وتشعباته فيصبح حلمي مهترئاً من كبر حجم التغييرات والتعديلات التي أجريها عليه في كل ثانية فأضطر عندها للملمة الحلم في حجري وأعادة هيكلته من جديد . اليوم كبرتُ .. كبرت جداً .. كبرت خارج إطار الحلم أو الأحلام التي كنت أعدها كل ليلة في منامي .. لم يكن نفس الحلم .. لكّني كبرت ....