كنتَ مني وكنتُ منك !
كنت َمني وكنتُ منك .. حين يعلو صوت الصخب الهمسات الناعمة لا تُسمع .. ومع ذلك سمعتُ همسك المحموم في أذنها .. قلتَ لها بالحرف الواحد أنك مثلها تعشق الجنون .. اعترفتَ لها وبملء فيك أنك مجنون فيها بل وتمارس الآن معها جميع طقوس الجنون .. أنتَ لم تنتبه لوجودي .. ظننت أنني قطعة من تلك الفوضى .. أنني بعض ذلك الصخب .. أنني جزء بالٍ من ضجيج هذه الأيام وعليك الآن أن تفتح الستائر وتستقبل جنوناً جديداً . سمة الصدق هذه الأيام هي الكذب .. كنت أظنك تطهرت من كذبك وأن هذا الضجيج يملأ رأسك أيضاً وأنني وحدي من أسكن مساحات الهدوء في أروقة قلبك التي اهترأت من فرط العشق .. وأن كل ما تبعثره من غزل صبياني على شرفات الجوار ألهو فيه في أوقات فراغي . ظننتك كبُرتَ مثلي وهرمتَ مثلي .. وهذا الربيع الأرجواني الجدائل حلَّ علينا معاً فأعادنا إلى شوارع الزمن الجميل وألقى بنا إلى قارعة الحب المنثور .. حيث يترامى الحب على الطرقات .. ويتسلل إلى الشرفات .. وينام على أبواب الغد .. ويختبىء بين ثقوب الماضي .. ويتدثر في أحلام العصافير .. ويتأرجح بين أوتار دو .. ري .. مي .. كنت أظن وأظن وأظن ولأول مرة في عمري ...