كالحلم
كالحلم غريبٌ أنتَ .. أنتَ اليوم أصبحتَ غريباً .. تركتَ الأيام خلفك ونهضت ومشيت خلف ظلك ولم تلتفت .. على المائدة بقيَّ أنا .. وفنجان قهوة حائر تنازعنا عليه طويلاً لم أرتشف منه أنا ولا أنتَ .. على المائدة بقيَّ حديث معلق في الأفق .. لم تقل فيه كلمتك الأخيرة وأنا ما قلت .. على المائدة بقيت رزمة من الورق .. بيضاء اللون .. ناصع بياضها يسطع العين .. كلون ذلك الأمل الوليد حين زرعناه على شرفة قلبينا .. لا الورق تحرك من أمام ناظري ولا كتبتَ فيه سطراً ولا أنا كتبت .. أتيت خلفك .. تركتُ المائدة بفنجان قهوتها الحائر ورزمة الورق وأفكار تغلي في رأسي كالبركان .. تجملت بالهدوء وشربت قارورة من الصبر ودخلت عليكما .. فوجدتك معها .. لم تكن غريباً كما كنتَ معي .. كانت أناملك تعيد ترتيب خصلات شعرها على أكتافها .. ورائحة عطرها تنبعث من أنفاسك .. جلستُ قبالتك وأنا أرتدي ثياب الصبر .. أنت لم ترني .. هي فعلت .. اعتدلت .. أعادت ترتيب هندامها وأرسلت إليَّ ابتسامة أربكت ذلك النهار الذي جئت فيه خلفك أحتضر.. تناولت قهوتي وحدي بينما أنتَ تمطرها قصائداً من الغزل .. ترسمها بجميع ألوان قوس قزح .. حتى أن عين الشمس لاحظت ...