فداء ... عصفورة كانون
فداء... عصفورة كانون على غير عادته أمطرَ كانون بعصفورة بهية أسميتها فداء... هطل ثلجه غريبًا ذلك العام، كان هطولًا رقيقًا، ناعمًا، يداعب الوجنات برقة الفراشات وينشر الفرح على ملامح الكون. بزغ الفجر على مهلِ في تلك الليلة الباردة حاملًا بين يديه البشرى... عصفورة قلبي الشقراء. عندها ضحك الكون فسمع ضحكته الفؤاد، وزغرد، ورفرفت أهازيج الفرح؛ فانثالت من عيني الكون اللألئ: مطرَا وبَرَدًا ورقائق بيضاء؛ فابتهلت روحي بالشكر وقبّلت يديِّ السماء. أضاء الفرحُ قنديلًا في قلبي... مع كل حرف تلعثمت به صغيرتي كنت أنسج منه وشاحًا لعمري، مع كل خطوة صغيرة خطتها عصفورتي كنت أكحل على عيون الشمس بأنامل أم يملؤها الحبور ويغمرها الفرح: كانون أضاء، كانون أزهرَ، كانون أثمر، كانون أحال العصفورة الندية إلى صبية تفوق الحسان ذكاءَ وجمالًا وبهاء. أحببتُ كانون وثلوجه التي كانت تطبق على صدري حين تغمر باب البيت وساحات المدينة! كنت أضيء شموع الفرح كل كانون وأذيب بعضًا من الصقيع المتراكم حول البيت، وعلى الطرقات التي كانت ترتجف من البرد والزمهرير، وتنكمش داخل صفائح الصقيع، بينما أشعل الفرح بأ...