المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٢

بوح أخير

بوح أخير كلمات لن ترى النور لأن النور لا يراها . سألقيِ بهذه الحروف المتعبة في وجه هذا الزمان .. إن كُتبت إليك خطا إلى هذه الحروف فاقرأها واتلها على مسامعك كما كان بودي طِوال العمر أن أفعل . رددها بصوتٍ عالٍ .. حرف بحرف .. ونَفس بنَفس .. أريد أن أراها مرتسمة في بؤبؤ عينيك .. أريد أن أراني فيها وأنت تقرأني .. كم رغبت في هذا .. وكم حلمت برنة الحروف تفرُّ من حنجرتك لتلامس شغاف قلبي معلنة موعد الوصول ! لكن هي الريح كعادتها أقوى من كل القراءات ، عصفت بما كان فلم تُبقِ منه شيئاً .. وأظنها الآن متوارية خلف الباب وستعصف بكل بوحي .. وأنت ما زلت تتوكأ عتبة الأيام وتختبىء خلفها لتعد أنفاسي هل ما زالت منتظمة في غيابك ؟ كفاك عبثاً .. فانا لست هنا .. غادرت مع أول زوبعة ثارت في فنجان قهوتك .. رحلت لأني لا أقبل المناصفة ولا الاسترضاء .. أنا كحد السيف إما أن أكون أو لا أكون . قلبي يحدثني بأنك عائد .. صدى همساتك لا يزال يرن في جوف قلبي كأنها اللحظة . هل ستعود ؟ ربما .. أنت وحدك في هذا العالم من يسبر غور قلبي ويشفي جراحه .. وحدك من يداعب دقات فؤادي الناعسة ويستحلفها لترقص بين ذراعيه رقصة المساء حين يستلق

رسائل من مجهول

رسائل من مجهول ضربة في الرمل وأخرى في الهواء .. خطا مهترئة ترحل على رصيف مجهول .. حقيبة ملأى بذكريات مشوهة لن ترى في يومٍ النور .. أقدام خائفة .. أفكار زائغة وقلب من حديد .. صاحت فيك السماء : كفاك احتراقاً.. أمطار هذا الشتاء لن تخمد منك النيران .. لن تطفئ هذا الحريق . لا تتسكع قرب الموانئ .. لا تستجدها الوصال .. ما عادت البحار تنجب عرائسَ .. ما عادت تهدي عاشقينها أوطاناً .. ما عاد مصباح علاء الدين ينتفض لرغباتك .. تاه منه علاء الدين .. أسرته أميرة الظلام وماردُه غاب في سبات عميق .. قد لا يفيق منه قبل قرنٍ من الزمان . كم مضى عليك أيها المجهول وأنت تنقش حروف اسمها على أوراق الورد علَّ عاصفة مجنونة تحمل إليها يوماً وشاحاً من أشعارك ؟ كم مضى عليك وأنت تغزل لها أطواق الياسمين وترسلها إليها كل صباح على أشرعة المراكب ؟ كم مضى عليك وأنت تنسج قوافياً بكماء وتصلي عليها كل ليلة كي تنطق بعد أن أثقل لعق المرار لسانك ؟ ساعة الرمل ليس لها أبواق تدق فتوقظ القلوب النائمة كما تفعل عقارب الوقت .. تلدغ وتختفي في الجدار .. وأنت لا تفتأ تحصر الوقت وسنين عمرك في زجاجة وترسلها رسائل مع إمضاء " المجهول &q

" أرض البرتقال الحزين "

صورة
  " أرض البرتقال الحزين "   هذه رسالة مني إليك ..   إليك أيها الشهيد الرمز غسان كنفاني .. إليك أيها المناضل .. الميت الحيُّ في قلوبنا وإلى الأبد ..   أعلم أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً .. لكنها الحقائق وحدها لا تموت بل أكثر من ذلك فهي دائماً تظهر على السطح من جديد ..لامعة .. براقة .. متوهجة .. يسطع نورها وتنبعث منها رائحة زكية .. رائحة دم الشهداء .. رائحة دم العظماء .. لعلني أكون صريحة جداً حين أقول أنني لم أعرفك يا غسان من قبل .. أقصد   لم أعرفك من خلال الغوص في بحر حروفك .. كنت أسمع عنك دائماً وأقرؤك .. لكنها كانت قراءة عابرة .. غير مستفيضة وربما على عجل .. إلى أن كان يوم وقعت فيه حروفك بين يدي .. (رجال في الشمس ) كانت هي أول قراءة لي .. أول قراءة جديدة وجدية لأعمالك غسان كنفاني .. غرقت في الحزن والدموع وأنا أقرأ رواية ( رجال في الشمس ) .. شعرت بشعور غريب بعد أن إنتهيت من قرائتها .. شعرت بأنني أحترق وأذوب في الشمس .. وأن ما بقي مني هو من يكتب إليك الآن   .. اليوم بين يدي ( أرض البرتقال الحزين ) .. أردت أن أتعرف إلى أرض البرتقال الحزين التي سكنت قلب غسان