المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٦

أقدام عارية

أقدام عارية تأتيني أمي كل ليلة في المنام، تطلب مني طلبًا أغرب من الخيال فأركض في الصباح بكل ما أوتيت من عزم في محاولة مني لتلبية هذه الطلبات، أنجح تارة وأخفق أخرى قبل أن أتوقف فجأة وأسترجعها في ذاكرتي _وهي التي عاشت كل العمر لم تطلب مني أن أسقيها جرعة ماء_  فلماذا تأتي كل ليلة وتطلب مني ما هو عصيٌ على الفهم والإدراك؟! لم كل هذه الطلبات والظهور المتكرر في المنام؟ أغير مرتاحة البال أمي أم أنها كسابق العهد تطالع نشرات الأخبار؟ هل ترى المدن الفاضلة كيف طُرحت أرضًا واستبدَّ بها الظلام؟ هل ترى الأشلاء وهي تتناثر كريش الطيور عند الذبح فتصعد روحها إلى السماء مثخنة بالسهام الطائشة وهي تهوي على قلب المدينة وأرصفة الحدائق وأسوار الملاعب وداخل حقائب الدرس وفناجين القهوة على شرفات الصباح؟ ماذا ترى أمي حتى تأتيني فزعة في المنام؟  ماذا ترى؟ وكيف ترى وأنا أحاول أن أغلق  عنها كل منافذ الأخبار؛ فلا ترى الصور المفخخة والجثث المتفحمة ولا تسمع صراخ الأطفال وعويل أمهات الشهداء بعد أن طفح بهن الكيل وأدركن أن الموت كان مؤامرة على فلذات الأكباد وأن اللعب على الكلمات كان من مسكنات الأوجاع؟ هل أقول لأم

لتشرق شمس الأحرار

صورة
لتشرق شمس الأحرار أخاطبكم من بيادر الطفولة، أمدُّ إليكم يدًا بيضاءَ تصافح قلوبكم المزهرة بالحب والمفعمة بالأمل، أتلو في حضوركم الكريم بعض آيات الذكر الحكيم لتحميَّكم من هجمات الزمان وتخفف عنكم بعض الأنين. دعوني أضمد جراحكم وأمسح بكفيِّ تلك الدموع، دماؤكم ليست فائضًا عن الحاجة وأنتم كنتم وما تزالون الجسر الذي تعبر منه الحضارات من الجدود إلى آخر العصور. دعوني أهمس بأذانكم كلمات الوطن الحنون: اطردوا الغريب من رؤوسكم والتفوا حول بعضكم من جديد، دفئوا قلوبكم بمشاعل الحب وأطفئوا نيران الوعيد والتهديد. صراخكم في ليل الأمس أدمى القلب، أفجعه؛ فانتنشرت هالات الخوف حول الجفون والعيون. أنفاسكم لم تعد تصل مع رذاذ المطر وعناقيد الندى، أسراب الحمام لم تعد تحمل إلا رسائل النفير، طبول الحرب دقت وعلا هديرها وطغى على أنين المساجد وخطب المصلين ودعوات المسنين. هناك الأقصى يفتقدكم، يبكي غيابكم الذي طال في ظلمات سرمدية؛ فلا شمسها تشرق، ولا يلوح ذيلها بفجر جديد. تساقطتم كأوراق الخريف في أول الربيع، كسوتم أشجاركم بملامح اليتم، وشَّحتم سماءكم بالسواد، قطعتم أنفاسكم من الوريد إلى الوريد،