المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

النرجس لا يكذب

النرجس لا يكذب يا نرجس لا تكذب عليهم .. لا تشوه صورك المعلقة على جدران بيوتهم .. لا تدعهم يغتالون النرجس في سريره .. ويمزقون حقائبه .. ويبعثرون رائحته فيشتم منها الغادي والرائح .. ويعرفون أنني كنت يوماً في حجرته  . قُلتُ لك ذات يوم ليس بعيداً عن حدود الذاكرة  .. أنتَ آخر من تبقى من حكايات ألف ليلة وليلة .. تَهَبُ الحياة للقلوب المنغلقة على أعوادها .. المقفلة مظلاتها بوجه الآخر .. القلوب التي لا تعرف من الشتاء إلا عربدة المطر .. ومن الصيف إلا حرائقه .. ومن الربيع والخريف إلا التقلب في المزاج . اغرورقت عيناك بالدموع  فسالت ينابيعها على خدي وحاصرني السؤال .. كيف لا أبادل النرجس حياة الحب .. ولا أفتح إليه إحدى مظلات القوم ؟ هربت .. من حقول الزعتر .. من أحواض الزهر .. منك يا نرجس  .. من الأيام التي تطبق فكيها على براعم القلب .. ولكنك للأسف لم تدرك ! كان الحب يدفعك إلى الفراشات وهي تداعب بتلات الزهر .. تبحث عني بين الفراشة والزهرة .. وتسألهن إن كنَّ رأينني ؟  ترسل مع الزاجل قصائدك بطعم الشهد .. وأنا قابعة في صومعتي .. أمتص رحيق قهري .. وأبتلع صمتي .. ولا ألوي على شيء . ليال طوا

هديتي إلى نيسان

هديتي إلى نيسان  ماذا أهدي نيسان ؟ باقة من الورد .. إكليلاً  من الزهر .. عنقوداً من الياسمين .. غصناً مغرداً بعصافير الحبِّ .. أنتَ يا نيسان ربيع العمر .. ربيع كل الأزمنة .. فماذا أهديك ؟   حلَّ الربيع بحدائقه الغناء .. تسلق الشرفات بجرأة الفرسان .. أخذ بيده عروساً كانت تتبختر في ثوب الزفاف .. قتلتها الغيرة رمانة الجوار .. فخلعت عن رأسها عباءة الشتاء .. وألقت بكل ما ادخرته من حب الرمان .  دموع الربيع شحيحة .. باردة .. حلوة المذاق ! ليست كدموع القهر في بلادي .. سخية .. حارة .. حارقة للوجنات .. تنهمر وقتما تشاء .. بعد أن احتبس دمع السماء .  نغرق في بحور من الهم والغم .. تسري في أوردتنا قوافلاً من القلق .. لتصبَّ أمواجاً متدفقة في محيطات  القهر ..  يحاصرنا شتاء طويل .. لم يبقِ لنا  كوة في جدار يطل من عينيها بريق الشمس . عدت إلينا يا نيسان .. أضأت شموعك من جديد  .. كتبت اسمك على رؤوس الأشهاد .. نثرت ورودك على شرفات القلوب .. فاح من كفيك عطر جذاب .. فامتلأت بعبيره رئة المدى  .. وعبقت بشذاه الأشجار والأطيار  . ومع ذلك بقيت دمعة عالقة  بين الأهداب .. كل هذا الربيع يا نيسان وقلب

وتموت الكلمة

وتموت الكلمة لا تَصلب الكلمة على جدار الخطيئة .    ما خُلقت الكلمة لتصلب .. لتخنق .. لتقتل   .. بل لتكون عصافير حب .. فراشات نور .. بلابل شوق  .. أزاهير بساتين .. نحل براري .. عناقيد أمل        .. فلماذا ترفع أنتَ في وجهها الجدار وتنصب عليه ألف مشنقة لها ؟ كانت الكلمة  طاهرة كطهارة النور حين تنبثق خيوطه الماسية فتداعب أفق السماء الحالم عند ساعات الفجر الأولى  .. نقية  كنقاء زخات المطر حين تلامس بأكفها الباردة ملامح الأرض المكفهرة من زوابع الغضب..    صافية  كصفاء الشهد حين يراق على أحلام الصباح فتشرق الشمس من بين حاجبيها .. ولا تمسي حتى تهجع الأحلام ثانية وتستكين بحضن المساء .. تحلم بشهد يراق .. وشمس غد تشرق من جديد .. الكلمة تموت   .. كما يموت البشر . . لكنها لا تصلب كتاريخ بعثر أوراقه خريف متجبر.. ثم علقه من ناصيته على جدار يتساقط   .. الكلمة لا تصلب .. لكن عندما تتحجر في جوف القلب .. وتجف الدموع في المقل .. ويبتلع الموج آخر صورة لك .. وتغني النوارس أغنية الوداع الأخير .. عندها ستموت الكلمة . . وعندها فقط لا أجد ما أحمله إليك بين يدي سوى رجاء ..لا تصل