وردة لأمي




 وردة لأمي
حلم طويل جمعني بك الليلة .. لم يكن جميلاً أبداً ، وكان غريب الوقع على النفس المشتاقة إليك على مدار الأيام .. جريت فيه طِوال الحلم وحدي .. كنتُ أركض فيه في طرق متشعبة وملتوية تضيق شيئاً فشيئاً حتى تكاد تطبق على قفصي الصدري .
 في الجانب المظلم من الحلم كُنتُ أتأرجح بين فواصل المشقة ونقاط التعب .. وفي الجانب المنير كنت أنتِ ، تمدين إليَّ يدك ولكن عن بعد ِ .. وكان هناك حديث مطول بينا ، يتيه لبعض الوقت ثم يظهر .. لم ينتهِ الحديث ولكنه للأسف أيضاً ربما لم يبدأ .
اختلفنا في الحلم  مع أننا لم نختلف في يومِ .. قلتِ كثيراً ولم أسمع ، وقلت أكثر ولم يصلك .. بقيتِ في مكانك وبقيتُ في مكاني وتفصلنا شوارع من العتمة .
كنت بحاجة لرضاك .. لبسمتك .. ضحكتك .. هدوء ملامحك .. طيب نصحك .. دفء نظراتك .. رنة صوتك  .. كلَّ ما كان يشكلُّ بالنسبة إليَّ أمي .
لم أرَ في الحلم إلا أمواجاً  تتقاذفني من القلق .. وصوتك يأتيني محاولاً أن يفسح إليَّ بعض الطريق ، لكني لم أسمع منه شيئاً .. كنتُ غارقة في تفاصيل الهرب .
كل ما أتذكره أنني في نهاية الحلم قررت أن أحمل إليك وردة .. وأن أطلب منك الصفح والغفران عن كل ما بدرَّ مني في الحلم .. وما تسَبَبت فيه براكين قلقي وهلعي .. ولكنني تذكرت في نهاية الحلم أنك رحلت عنا .. وحاولت أن أتذكر أكثر هل رحلتِ فعلاً ؟ وهل رحلتِ قبل أن أبدأ هذا الحلم الشقيُّ ، وأنني لم أتعبك فعلاً ، وكان مجرد حلم فحسب ؟
أياً كان ، فأنا قررت أن أحمل إليك وردة ، وأن أقبِّلك من بين عينيك ، وأطلب الصفح والمغفرة ، فاقبلي وردتي  يا أم ، وانسي كل ما كان في الحلم .



تعليقات

  1. وردة لأمي
    حلم طويل جمعني بك الليلة، لم يكن جميلًا أبدًا، كان غريب الوقع على النفس المشتاقة إليك على مدار الأيام، جريت فيه طِوال الحلم وحدي، كنتُ أركض فيه في طرق متشعبة وملتوية تضيق شيئًا فشيئًا حتى تكاد تطبق على قفصي الصدري.
    في الجانب المظلم من الحلم، كُنتُ أتأرجح بين فواصل المشقة ونقاط التعب، وفي الجانب المنير كنت أنتِ تمدين إليَّ يدك، ولكن عن بعدِ! وكان هناك حديث مطول بيننا، يتوه لبعض الوقت ثم يظهر. لم ينتهِ الحديث ولكنه للأسف أيضًا لم يبدأ.
    اختلفنا في الحلم مع أننا لم نختلف في يومٍ، قلتِ كثيرًا ولم أسمع، وقُلتُ أكثر ولم يصلك. بقيتِ مكانك وبقيتُ مكاني وتفصلنا شوارع من العتمة.
    كنتُ بحاجة إلى رضاك، بسمتك، ضحكتك، هدوء ملامحك، طيب نصحك، دفء نظراتك، رنة صوتك، كلَّ ما كان يشكلُّ بالنسبة إليَّ أمي.
    لم أرَ في الحلم إلا أمواجًا تتقاذفني من القلق، وصوتك يأتيني محاولًا أن يفسح إليَّ بعض الطريق، لكِّني لم أسمع منه شيئًا فقد كنتُ غارقة في تفاصيل الهرب.
    كل ما أتذكره أنني في نهاية الحلم قررت أن أحمل إليك وردة، وأن أطلب منك الصفح والمغفرة عن كل ما بدرَّ مني في الحلم، وما تسَبَبت فيه براكين قلقي وهلعي، ولكنني تذكرت في نهاية الحلم أنك رحلت، وحاولت أن أتذكر أكثر، هل رحلتِ فعلًا؟! وهل رحلتِ قبل أن أبدأ هذا الحلم الشقيُّ؟ وأنني لم أتعبك فعلًا بل كان مجرد حلم وحسب.
    أيًا كان يا أم فأنا قررت أن أحمل إليك وردة، وأن أقبِّلك من بين عينيك، وأطلب الصفح والمغفرة، فاقبلي وردتي يا أم وانسي كل ما كان في الحلم.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة