المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٤

علب الأيام

صورة
هذه الخاطرة إهداء إلى روح أخي جواد البشيتي الذي صادف مرور شهر على وفاته. ملاحظة تم تعديل الخاتمة بعد رحيله... لروحه السلام والطمأنينة عُلب الأيام اليوم أَتم الثالثة والخمسين من عمره، سحب نفسًا طويلًا من سيجارته وأخذ رشفة عميقة من فنجان القهوة المرَّة التي أعتاد أن يشربها معظم أيام  حياته... حياته التي هو الآن بصدد فتح عُلًبِها علبةً علبة  ليتذكر ما خبأته الأيام الماضية فيها، هذه أخر علبة... هاهو الآن يقطف فيها  ثمار الوحدة والفراغ. العلبة قبل الأخيرة: علبة الأمل: مرحلة الصراع مع القليل من الأمل للبدء في حياة جديدة بعد العودة من تلك العاصمة الأوروبية الغارقة في صمتها وسكونها حد الموت، قضى فيها من الأعوام الطويلة ما قضى دون الوصول إلا إلى الملل القاتل والوحدة الفظيعة التي كانت كل يوم تُفجِّر فكرة المغامرة بالعودة إلى أقرب نقطة إلى أرض الوطن ومهما كلف الثمن! العلبة ما قبل قبل الأخيرة: علبة غزة:  مرحلة السلام مع إسرائيل. ها هي غزة الحبيبة القابعة على البحر تزدهر من جديد لتحتل الصدارة في أخبار العالم، يتسابق الجميع في العودة إلى تلك الرقعة التي باتت مطمع الجميع ومحط كل الأنظار... لكن (الخت

سأكتب إليك ...

سأكتب إليك ... آن الآوان كي أكتب إليك , كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي , وأرسلها إليك , في رحلة غيابك . أنا لم أستعجل رحيلك , أنتَ من وضع النقاط على الحروف , أنتَ من أختار من القصيدة بيت وانزوى فيه , أنا لم أطردك من قلبي , أنتَ خرجت بملء إرادتك . لا تعذبني أكثر , لا أحتمل نظرات العتاب في عينيك.     أنا لمستُ جرحك , وغُصتُ في أعماقه .. بقربي لن تشفى , لا بد أن ترحل . كان قراري .. نعم  , لكنها دوافعك , وأسبابك  .  أنا لم أعتد فتح جراحك واللهو فيها ,  أنا لم أنقب عن سعادتي داخل جراحك , أنا لم أنبش جرحاً غائراً يبكي منذ سنوات .  أنتَ من فعل !  وأنا رأفتُ بحالك , أشفقت على جرحك الملتهب , فهو لا ذنب له في صراعاتنا .  أنا , وأنتَ , خطان متوازيان , لا يلتقيان !  أنتَ انحنيتَ لقلبي بملء إرادتك , أقدر لك ذلك , ولكنِّي لا أرضاه , ولا أستطيع أن أنحني لقلبك , ولن أرضى صبرك عليَّ , وانتظارك كي تمطر السماء بعضاً من أناشيد الحب , فأتقمص واحدة منها ,  أرتديها في حضورك , وأخلعها لحظة الغياب.  ومع كل هذا الغياب , أنا ما زلت أنتظرك حافية القدمين على حافة العمر , لم أفارق

إلى إشعار آخر

إلى إشعار آخر نذرت نفسي للصوم .. كل شيءٍ في الغياب يصبح شرعياً ومنطقياً !  حين تغيب الشمس , أو يأفل القمر , أو ينزوي البحر , أو تنكمش الجبال , لا معنى لأن أبقى أضجُّ في ثرثرتي , وأرتدي على وجهي ملامح الزهو والفرح! ما الحياة .. إن كانت شمسها الذهبية تهددني بالمغيب طِوال الوقت , وقمرها الفضي يتربع على عرش الغياب .. دون أن يقدم إليَّ أسباباً , أو يدور في فلكه أي عذر ؟  والبحر .. هذا البحر الكبير , المترامي الأطراف , الثلاثي الأبعاد , أيضاً يهددني , بل ولديه نيَّة مبيتة للانزواء خلف صخرة بعيدة عن مرمى البصر ! والجبال .. الجبال التي كانت أحجية لي منذ الصغر , ولغزاً يحيرني , ويضعني دائماً في خانة السؤال .. كيف يقف هذا الكون على قدميه دونما عكازٍ , وكيف يكون صلباً .. لا تهزه ريح عاتية , ولا تغرقه جحافل المطر ؟ هذه الجبال أيضاً تراود نفسها على الانكماش !  وأنا التي كنتُ أسكن هذه الجبال , أختبئ داخلها حين يدق ناقوس الخطر , أحصِّن نفسي بعلوِّها , وأتدثر بصمتها , كيف سأبدو فيما بعد لباقي البشر ؟  هل سأبدو لهم كعملاق بشري يزحف نحو أهل الأرض ؟!  سيخافون مني , وينتشرون بعيداً ع