المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

للشمس سلام

 للشمس سلام استدعيت أوراقي والشمس على عجل .. فأنا لا أحبُّ الكتابة برفقة الأضواء الملونة أو الصاخبة .. ولا أحبُّ مرافقة الأضواء المتموجة والمتعرجة حسب حالة الطقس  وخريطة البرد الذي يهجم فجأة دونما سابق إنذار .. فيحتل المكان .. وينتشر في الخلايا .. ويتمدد في المسامات .. ثم يقضم الأفكار بنهم شديد .. ويلقي بالقشور إلى صفحات الجرائد والكتب .  الشمس كفيلة بكل هذا البرد .. كفيلة بفك رموزه الغامضة .. كفيلة بقراءة سطوره الباهتة .. كفيلة بالبحث في سراديب أحلامه .. في ذاكرته العتيقة .. في بطينه الأيمن أو الأيسر .. في مكامن أسراره .. الشمس  كفيلة بأن تجد لكل معضلة الحل . الشمس التي إن رضيت استرخت .. وأرخت دفئها وحنانها على أكتافنا .. فأصبحنا نفوق الأشجار طولاً .. والبحار عرضاً .. والنجوم رفعة وسمواً .. و إن غضبت مالت عنا واحتجبت .. فبتنا أقزاماً .. لا طول لنا ولا عرض .. لا رفعة ولا سمو .. ولا نكاد نرى بالعين المجردة .. ومع ذلك فهناك من يستخف بالشمس .. من يتجاهلها .. من يوصد في وجهها بابه .. ويتوحد مع عتمة الليل .. ليشعل شمعة هزيلة يكتب بدموعها الثخينة أحلام الكون .. ومنهم من يواعد

في غرفة الإنعاش

في غرفة الإنعاش حضرت فقط كي أقول ما أعرفه في حضرة الموت .. كل شيء كان معداً للموت .. مزفوفاً إليه ..  وأنا ما أتيت لأرفع الموت عن جبهتك .. ما أتيت لأسرقك من الموت .. بل لأقول لك ..  مُت بسلام .. أتيت لأقول ما يقال عادة في حضرة الموت .. كان بطلاً .. شجاعاً .. فارساً .. مغواراً .. كان ابن أمه ووطنه .. كان فتى الوطن الأول .. وابن تلك البلاد .. وكل ما يقال عادة في حضرة الموت من قصائد الوداع .. قبل أن أرحل بخطوتين  .. وبعد أن تلوت عليه ما بين يديَّ من تعويذات رمادية اللون والبصمة والميعاد .. رفعَ رأسه فجأة .. وألقى إليَّ بالسؤال .. عقدت الدهشة لساني .. وتبعثرت ملامحي .. وارتجفت العبرات على وجنتيِّ .. لكنّي سارعت بإخفائها حتى لا يتمكن من قراءتها .. وكي لا يلحظ اضطراب ملامحي وتشتتها من جرأة السؤال ..  كيف تسأل وأنت تضع قدميك في سلّة الموت .. كيف يخرج منك السؤال وأنت تخرج شبراً شبراً من هذه الحياة .. كيف لم تتبعثر حروفك وهي في طريقها إليَّ .. وكيف وصلتني سالمة كأنها زنابق نبتت للتو على الشرفات  .. فتمايلت تيهاً .. واشرأبت أعناقها نحو سابع سماء .. لم أجبك .. نعم فأنا لا أعرف