المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

مجهول .. في عالم مجنون !

مجهول .. في عالم   مجنون . إنهم يقتلون عبلة .. إنهم يقتلون عبلتك يا عنترة .. إنهم يقتلون الحب .. يقتلون الحقيقة .. يقتلون الشرف ..   يقتلون الصدق .. يقتلون الأمان .. وأنت تلهو بين الوديان تلاحق غزلان الغابات .. تصطاد فراشات الربيع .. تغازل غيمات الشتاء ثم تلتحف القصائد وتسافر عبر الزمن إلى عصور لم يعرفها التاريخ .. لم يكتب عنها يوماً .. لم يلتفت لوجودها أصلاً بين فصوله أو حتى هوامشه .. إنهم يقتلون عبلة بكذبهم وضلالهم وزيفهم .. ويسردون على مسامعها حقائق لا حقائق فيها .. حقائق مفرغة من معانيها .. مفرغة من أصولها ..   مفرغة من منابتها .. مفرغة من جذورها ..   وعبلة هناك تنتظر المجهول الذي يحمل سيفاً أسطورياً يمزق الكذب إلى أشلاء .. وينثرها على سفوح الوديان كي تكون عبرة لمن يعتبر . . ظناً منها أن هناك من يعتبر ومن يتعظ ! ولدتَ مجهولاً  في زمن الفضيحة .. وعشت مجهولاً في أزمنة الفضائح   .. وها أنت تبقى مجهولاً في زمن الفضائح والرذائل والحقائق التي بلا حقائق .. تلاحق عالماً مجهولاً مثلك .. تبحث عن أم مجهولة .. وأب مجهول .. وسلالة مجهولة .. لتثبت لعا

صفحات غير مشوشة

--> صفحات غير مشوشة تغيظني هذه الأوراق المستلقية ببرود على كتف الهدوء .. يغيظني هذا الهدوء الحميميُّ الذي يلفُ خاصرتها بأنامل من حرير .. ويطوقها كوشاح ربيعي .. بينما يغلي المداد داخل جوفي ويستعر .  تغيظني هذه الأوراق وهيَّ غارقة في هدوئها .. يغيظني برودها وهيَّ لا تشتعل لحرائقي .. ولا تذوب  من حولي كقطع الجمر . تغيظني هذه السطور حين لا تنتفض لقدومي وتبقى كعروس تتثاءب بكسل صيفيٍّ على هذا البياض .. بينما تقفز الأفكار في رأسي وتتصارع .. فلا تعرف لها مستقراً .. ولا يكترث منها سطر .  يغيظني هذا البياض الفاحش الذي يتحدى بنصاعته جميع ألوان التشويش والتضارب في فكري .. ويتحدى بهدوئه كلَّ التناقضات التي تتنامى من حولي  كأشجار العليق والصبر . يغيظني هذا الصمت الملوكيُّ الذي يتربع على عرش الأمان بينما تتنازعني زوابع التفكير وعواصف التغيير ورياح التهميش التي تتراقص أجسادها الشيطانية وتندفع من حولي كألسنة اللهب . ورق .. رزمة جامدة  من الورق مستلقية على كتف الهدوء تغيظني .. وأنا كتلة متقدة .. جسدٌ حيٌّ .. دم متدفق .. مشاعر جياشة تسكنها روح شفافة ترفرف في صباحات الفرح كفراشات ملو

هنا القدس

صورة
هنا القدس هنا موطني وموطن كل العرب .. هنا ولدت .. وسأبقى من القدس حتى لو حمّلتُ ألف عنوان .. هنا مربط قلبي .. ومعقل روحي .. وبوصلة فؤادي .. وهوية لا تغير مساراتها الرياح القادمة من براثن الشر .. هنا كان بيتي .. ولا يزال .. حتى لو سكنته قبائل الغجر .. وهذه طريق مدرستي .. طاهرة .. عفيفة .. مهما داستها نعال غريبة .. ومشت عليها أقدام لا تعرف معنى النقاء والطهر .. هذا الحيُّ حيِّنا .. فيه بيتنا الصغير الكبير الممتد على شرفات الزهر .. وإلى الأمام منه بيت جارتنا أم الوفاء .. منه كانت تصلنا رائحة قهوتها وهي تغلي وتفور في مراجل الصباح .. وإلى اليمين كانت تسكن جارتنا أم الفداء .. كانت ثائرة .. قوية .. لا تعرف للهدوء ولا للراحة طعماً .. كنتُ صغيرة جداً .. أقتربُ بفضول طفلة   من باب بيتها لأستمع إلى تلك الأغنية القديمة الجديدة التي عشقتها أذني قبل قلبي وهي تنداح من مذياعها العتيق .. وصوت أم الفداء يصدح معها وقد يعلو عليها .. كان صوتها جميلاً جداً .. قوياً .. ثائراً .. وكنتُ أحبُ أن أسمع غناءهما معاً .. وعلى كتف حيِّنا كان يقع بيت أم الأمل .. كانت جميلة ودافئة وحنونة .. لم ترز

أوراق مستهلكة

أوراق مستهلكة   على باب المحطة الأخيرة من محطات العمر وقفنا .. أنا وأنت وبقية هذا العمر ..   نحاول أن نلتقط بعضاً من أنفاسنا المتهالكة إثر جريها الدؤوب خلف قطار السنين ودون جدوى .. نحاول تثبيت أقدامنا على آخر محطة من محطات العمر قبل أن يرحل قطارها من دوننا .. قلتُ لك ذات يوم حين كنا نمشط جدائل التاريخ ونشكل ورودنا على ضفائره   ونزرع أزهار عمرنا على خاصرته .. هل سيفهم التاريخ لغة الحب هذه .. هل يقرأ التاريخ لغة الحب .. ويشتمّ رائحة الورود التي نهديها إليه ؟ وكعادتِكَ حين تزرع التفاؤل على شرفة عينيك وترويه دمعاً سخياً لا يُذرف إلا   لأجل الوطن .. قلتَ لي : هذا التاريخ لنا ..   أنا وأنتِ   نضع له الفواصل والنقاط ليقف عندها .. ليستدل على وقع خطانا .. ليلحق بنا بعد أن أخفقنا نحن   وتاهت منا خطانا وتشتت كما نحن على مرافىء الانتظار . كعادتك متفائل .. لا تبكي إلا لأجل الوطن .. تحتضن دموعي بين كفيك وتهمس لي .. سيكون لنا في يوم وطن .. سيكون لنا وطن . وتقول لي .. وتعيد على مسمعي .. هذا هو كتاب التاريخ .. دعينا نعبر حروفه   معاً .. هنا كان لنا بيت قديم ..   لم يبق منه شيء .

إلى نيسان

إلى نيسان . ماذا أهديك يا نيسان في عيدك ؟ أأهديك باقة من الورد .. أم إكليلاً  من الزهر .. أم أهديك عنقوداً من الياسمين .. أم ماذا أهديك يا نيسان وأنتَ الربيع  كله .. ماذا أهديك وأنتَ كل الربيع ؟ كلُّ هذا الربيع لي ؟!  كلُّ هذا الربيع بحدائقه الغناء التي ظهرت على شرفات الكون فجأة .. كأنها خلعت عن رأسها عباءة الشتاء الثقيلة وألقت بها وبكل ما  تحمله من دموع  تحجرت على وسائد المقل .. دموع  لم تجد لديها وقتاً للانهمار بعدما احتبس المطر والدمع في شرايين السماء .. ونحن نغرق في بحور من الهم تسري لتصبَّ في محيطات من القهر والضياع والقلق .. كلُّ هذا الربيع لي ؟! جئت يا نيسان .. أضأت لنا شموع الربيع على رؤوس الأصابع .. نثرت الورود على شرفات القلوب .. وفاح من كفيك عطر الربيع فملأ أنف الكون عبيره .. وعبقت بشذى رائحته رئة الكون وأنفاسه .. ومع ذلك بقيت هناك دمعة عالقة بين الأهداب .. كل هذا الربيع يا نيسان وقلب الحبيب لا يزال يتقلب كتقلب " شباط الخباط  " .. لا تعرف متى يكون شتاؤه .. متى يكون خريفه .. متى تنطفىء نيرانه ؟ يهطل بغزارة .. ثم يجف فجأة .. تشتعل حرائقه .. تتصاع