سلسلة جاهلية



جاهلية 1

فتحتُ أبوابَ الجاهلية على مصراعيها وصافحت أبا جهل وأبا لهب ،عانقت حمالة الحطب وجواري الردة وفتيان النرد ورسمت لهم ابتسامة ممطوطة من المحيط إلى الخليج الملتهب .
أودعت في أعماقي كما ً من الأسرار وطرحت على ذاتي الحائرة بعضا ً من الأسئلة التي لا تحتمل الأجوبة .
من أين جاءوا وأنا التي رممت أسماءهم المتآكلة في قائمة الممنوع من الصرف ؟ من خطّهم عناوين بارزة في دفاتري وصفهم فوق السطر ؟
انتشر الرجال للصلاة والحديث عن صلة الرحم وإغاثة الملهوف وابن السبيل ... وما أن فرغوا من خطبة الجمعة حتى تجمهروا في ذلك الركن القصيّ واختلفت لغة الكلام ، أجمع الحضور كل الحضور على حرمان الإناث من الميراث .
كدت أجنّ وأصرخ في وجوههم : رفقا ً بالقوارير يا معشر الرجال .. رفقا ً بالقوارير .. وانتابتني رغبة جامحة في أن أستل سيفي الساكن في غمده وأعمله في تلك الرقاب إلى أن التقيت النساء ..
أية نساء هذه ؟ أية نساء ؟
أية قوارير هذه ؟ أية قوارير ؟
على رسلك يا شجر الدرّ .. على رسلك ورفقا ً رفقا ً في الآباء ، عندها فقط شعرت بحاجة ماسة للاحتفاظ بأكبر عدد من ( القباقيب) ورغبة عارمة في تهشيم أعناق هذه القوارير، قوارير هذا الزمان .
قادوني إلى قبورهم ، قصور من الرخام تعتليها (ثريات) تهبط من السماء تضيء الجدران وما وراء الجدران ولكنها لم تضئ لهم عقولهم وقلوبهم السوداء .
هبت إلي ّ حسناء في عمر الورود وسألتني بخبث العذارى : ألستُ ساحرة الجمال ؟
ضحكت في سري وقلت : نعم أنت الحسناء الهاربة من العصور الجميلة ، كيف ظهرت في هذا الزمان المعيب ؟
آه يا حسنائي كم هو خوفي عليك كبير أن تلتهمك عشوائيتهم وغوغائيتهم وعقول يرتدونها كالطبول الجوفاء .
كنتُ أحسبهم سطور مطفأة في دواوين الأيام ، من سلّط الضوء عليهم ؟ من أخرجهم من قعر الجحيم ليصطفوا حولي في جولة حرة للعتاب ، باب العتاب أغلقته أنا منذ زمن بعيد ، منذ سمحت للذاكرة أن تدفنهم في علب النسيان ولكني اليوم فتحتُ أبواب الجاهلية على مصراعيها وصافحتُ رغما ًعني أبا جهل وحمالة الحطب وعانقتُ أزمنة وأفئدة من ورق. 
 


جاهلية 2
وكأن الإسلام ما زار هذه الديار ولا حط رحاله هنا .. كأن معالمه اختفت .. تبخرت .. طُمست حروفها على مرِّ الزمان فلم يعد يظهر منها إلا خيالات متكسرة .. مهشمة .. منقوشة على جدران باهتة وملامح من عدم .
تفحصت جيداً طقوس عبادتهم علّني أجد ضالتي المنشودة فيها .. لكنني عبثاً أحاول فما هي إلا حركات معدودة .. وإيماءات مرصودة .. وقلوب
وأفئدة جوفاء تديرها عقول مأجورة .
درت حول نفسي مستنكرة .. حاولت أن أفهم لغتهم .. ماذا يتكلمون .. ماذا يسّبحون .. من يشكرون .. لمن يستغفرون ؟
السلطان .. السلطان هو سيّدهم .. هو إلههم المزعوم على الأرض .. هو قِبلتهم للصلاة وله وحده عبارات شكرهم ودعائهم وإرضاؤه هو همهم الأول والأخير بل همهم الأوحد .
من أين سأبدأ معهم الحوار وكل الطرق إلى عقولهم مغلقة .. كل السبل إلى أفئدتهم متعرجة .. ملتفة بكل ألوان اللف والدوران ؟
كيف أبدأ معهم الحوار ودروبهم ملتوية وأفكارهم متحجرة وكلماتهم حروف مبعثرة في الهواء وقلوبهم كأنها قدت من حطب ؟
كيف السبيل إليهم وأعينهم لا تبصر أبعد من مرمى الحجر .. ولمن أمدَّ يدي وهم تماثيل
نحتت وُشكلت من باطن الصخر ؟
وكأن الإسلام ما زار هذه الديار وما حط رحاله هنا .. وكأن الإسلام ما انبعثت رايته من هنا وما رفرفت وما علت .. وكأن نبيَّ الله ما تلا على أهل هذه الديار ثلاثين جزءاً من السور .
كأنها الجاهلية الأولى بعثت من جديد وامتدت أزمانها حقباً وحقب فانتشرت معالمها على كل الوجوه والصور .. رق في ازدياد وجَوارٍ تملأ جنبات القصر وعبودية للناس .. للطير .. للشجر .. للحجر .
كيف السبيل إليهم وهم في غيّهم وطغيانهم يعمهون ؟
لا سبيل إليهم .. لا سبيل .. فلن يصلح العطار ما أفسده الدهر .
 
 

جاهلية 3
دقت الساعة معلنة الوقت .. فُتحت شاشات التلفاز وتجمهر الجميع أمامها .. رجالٌ .. نساءٌ .. أطفالٌ من كافة الأعمار .. لم توحدهم قضية قط منذ آلاف السنين .. اجتمعوا اللحظة فاغرين أفواههم .. جاحظين أعينهم .. تتلاحق أنفاسهم وتتسارع نبضات قلوبهم محاولين بكل جهد ادخروه اقتناص لحظات من الرومانسية المفقودة .. محاولين قدر الإمكان شحن قلوبهم وعقولهم بعبارات الحب المُغفلة وكلمات الغزل الغائبة على مرِّ الأيام والسنين .
تسمرت نظراتهم عند تلك الشاشة الصغيرة وكأن رقابهم قد عُلّق مصيرها هناك على أحداث افتعلها أحدهم ووقع الجميع ضحيتها لكن عن طيب خاطر منهم ورضا كبير .
أخذت أتفحص وجوههم على مدار الساعة .. أتابع بشغف نظراتهم وهي تتأرجح بين فرح وترح .. أخذت أرقب كل تحركاتهم .. إيماءتهم .. تنهيداتهم .. حسراتهم .. غبطاتهم .. دمعاتهم .. ابتساماتهم ...
رجالٌ تقطر نظراتهم سماً من الغيرة والغيظ .. كل منهم يحلم بأنه ذلك الفتى الوسيم الذي ترمقه أعين نساء الكون بنظرات من الإعجاب لا حد لها ولا مثيل لها .. ونساءٌ تعتصر قلوبهم أسىً ولوعةً وحيرة ًعلى واقعٍ مُرٍّ يغلف حياتهن وتعطش شديد لقصة حب جامحة تلوح خيالاتها في سقف العقل الباطن وداخل أسوار أحلام المساء .
وأطفالٌ في عمر الورود يرسمون أحلاما ً نديةً لمستقبل ترفرف راياته في السحب لكن جذوره ترتع في قعر الجحيم .
وما أن دقت الساعة معلنة انتهاء العرض حتى انتفضت شخصية السيد داخل كل رجل منهم وتلاشت غيوم الرومانسية المحلّقة في سماء المكان وأخذ السيد يصدر أوامره التي لا معنى لها سوى أنه موجود .. أما النساء فسرعان ما سرت في أعماقهن أنفاس الجواري فهرعن إلى ركنهن المعتاد لممارسة طقوسهن وهروبهن الدائم تحت أقبية المطبخ .. وفزع الأطفال من أحلامهم الوردية ليرتطموا بصخرة الواقع الأليم وتلبية الأوامر الهابطة على رؤوسهم كالقنابل الصوتية لكن في امتعاض واشمئزاز شديدين .
نظرت حولي مجدداً فوجدت الدنيا قد تبدلت ألوانها .. كل شيء عاد لما كان عليه .. كل فرد تمترس في زاويته التي وجد فيها منذ ألف عام .. تنفست الصعداء لبعض الوقت ثم قلت لهم مداعبة هل ألتقي بكم في مثل هذا الوقت من مساء الغد ؟
نظر إلي الرجال نظرات خجلة ونظرت إليَّ النساء في حيرة بالغة وصاح الأطفال بدون خجل أو وجل لا .. لا .. لااااااااااا .
حينها قفز إلى ذهني شيء .. فتناولت سماعة الهاتف على الفور وحادثت شركة الطيران مستفسرة : هل انتم متأكدون من قيام الرحلة رقم ... أثناء العرض ؟
 


جاهلية 4
يوم المرأة العالمي
هل تلد الأمَة ُ أحراراً ؟
ساقتني أقدامي المتهالكة ذات مساء لحضور أمسية للاحتفال بيوم المرأة العالمي وهناك رأت نفسي المصدومة .. المصعوقة ما أجج بداخلي ثورة عارمة من التساؤلات وبركاناً هائجاً من الانفعالات .
عبارات مثقلة بالمديح المطلي والمعسول والمنمق والمزخرف والملون بجميع ألوان الطيف المرئي .. عبارات رنانة تتداعى لرقتها جميع الحواس وتـُشنـَّف لمسمعها الأذان .. شعارات تطير في الأفق .. ترفرف بأجنحة الكذب كالأَعَلام .
حرية المرأة .. حقوق المرأة .. أمان المرأة ..
عبارات استفزت صمتي المطبق منذ قرون فنفضتُ عن وجهي غبار الأزمنة الغابرة ورفـَعْت عني سقف القبر الذي وئدت فيه بأيدي جاهليٍّ غابر وخرجت إليهم صارخة .. ضاربة عرض الحائط بكل هذه الشعارات الرنانة وكل هذه الدعايات الكاذبة : عن أية امراة تتحدث أيها الجاهلي وعن أية حرية وأية حقوق ؟
حرية المرأة أيها الجاهلي ليست قصيدة شعر تتلى في الأمسيات الشعرية .. حقوق المرأة ليست باقةً من النثر تعطر بها صفحات الدواوين .. أمان المرأة ليس صورةً لغلاف مجلة .. ليس هديةً تُهدى لها في عيد العشاق لإيهامها بأنها حظيت ولحسن حظها بقلب عاشقٍ يؤمن بحرية المرأة وحقوق المرأة وأهمية المرأة .
هذه المرأة التي تتغنى بها الآن كانت قبل لحظات أمَتُك التي تجلدها بسياطك حين تشاء ودون أن تنبس ببنت شفة .. فلك أن تصادر حريتها .. أن تهضم حقوقها .. أن تستغل ضعف قلبها ورهافة مشاعرها .. أن تهدد استقرارها .. أن تزعزع أمنها وأن تسلبها كل شيء .. ثم تنطلق فيما بعد واثق الخطوة لترفع عقيرتك إلى السماء وتدلي بأعلى صوتك عن حرية المرأة وحقوق المرأة .
هذه المرأة هي أمَتُك التي تنتظر في كل ساعة أن توارى الثرى وتوأد حية إن أشارت لك بطرف بنانها أو همست في أذنك بأني حرة .
أيتها المرأة الأمَة من تكونين بعرف هذا السيد الجاهليّ .. من تكونين في عقله وقلبه .. في أمسه وغده .. في حاضره ومستقبله ؟
من تكونين لهذا الجاهليّ الذي يطبق بفكيه على أيام عمرك .. على لحظات السعادة والأمل .. على خيبات الرجاء والألم .. على إشراقة صباحاتك .. على بسمتك .. على دمعتك .. على كل نفَسٍ صاعد هابط في رئتيك يبحث معك عن الخلاص .
أيها السيد الجاهليُّ تمهل في غيّك قليلاً ولا تنسَ في غمرة احتفالاتك نساءً تربعن على عرش الدنيا .. لا تنسَ شهرزاد بحكاياتها ألف ليلة وليلة ..لا تنسَ شجر الدر .. لا تنسَ زنوبيا ملكة تدمر .. لا تنسَ كليوباترا .. لا تنسَ كيف سحرتك عشتار وأذابتك في بحور شعرها وحبها .. لا تنسَ أن هذه هي المرأة .. هذه هي المرأة التي أنت بجاهليتك العمياء أضعتها .
وأعلم أيها الجاهليُّ أن هذه المرأة الأمَة التي تتغنى بها الآن لم تلد أحرارا ً.. هذه المرأة الأمَة لم تلد إلا عبيداً ولم ترب ِ إلا جاهلينَ فابحث عن المرأة الحرة أيها الجاهليُّ حتى تصبح حراً .. ابحث عن المرأة الحرة إن أردت أن تكون
حرا ً .





جاهلية 5
الجهل سيد الوقت .
الأمية كتعريف بسيط لها هي ألا تعرف كيف تُقرأ الحروف الأبجدية وكما يجب أن تُقرأ .. ألف .. باء .. تاء ..الخ .
الأمية هي ألا تعرف القراءة .. وإن عرفت كيفية هذه القراءة أو تعلمت تهجئة هذه الحروف فإنك تخرج من خانة الأميين وتدخل إلى خانة جديدة هي خانة غير الأميين .. ومن أتباع هذه الخانة هم المتعلمون والمثقفون والأدباء والشعراء والكتاب والفقهاء والمشرعون ومسميات كثيرة يصعب وصفها وتصنيفها الآن .. هذا إن مارست عملية التهجئة بإتقان .. وكوفئت جهودك بشهادة أو أكثر تتزين فيها جدران حياتك..
الأمية هيَّ ألا تقرأ .. باختصار شديد هي كذلك .. لكن أن لا تفهم ما تقرأه هذا لا علاقة له بالأمية ولا يحتاج إلى فصول مكثفة من محو الأمية .. والدليل أن نسبة من يقرأ دون أن يفهم ما يقرأه قد تفوق كل النسب ومع ذلك فهؤلاء يتمتعون بصفة " غير أميّ " ولا يحتاج حاملها إلى فصول مكثفة من محو الأميّة ..
أن لا تفهم ما تقرأه هذه لا يمكن تصنيفها بأنك شخص أميٌّ .. ولكن هذا لا يمنع من تصنيفها بأنك شخص جاهل .. فالجهل لا علاقة له بالقراءة والكتابة .. الجهل لا علاقة له بالحروف الأبجدية من حيث عددها .. أو من حيث تراكيبها اللغوية العجيبة كأن تتوجها بقوافٍ مزيفة كدس السمِّ في الشهد .. أو تركها منثورة تثير الاشمئزاز على مساحات من البياض الجليل .. الجهل هو ألا تفهم نفسك .. وألا تفهم كل ما يدور من حولك .. والجهل الأكبر ألا تسمح لنفسك أن تفهم شيئاً .. أو أن تسعى لمحاولات غير مقصودة من الفهم والإدراك والاستدراك ..
لماذا نقمع أنفسنا .. لماذا نمنعها من الفهم والاستفهام والإدراك والاستدراك .. لماذا نمنع أنفسنا من أن تشعر بغيرها .. وتُحسُّ بكل ما حولها ومن حولها .. لماذا نقتل بذرة الإحساس فينا .. ألأننا ببساطة شديدة نحب أن نئد كل ما يمكن أن يقف في طريق جهلنا ؟
عقدة كبيرة في حياتنا تبدأ صغيرة كعقلة الأصبع ثم تكبر كوحش يبتلعنا ويبتلع كل شيء من حولنا .. هذه العقدة أسمها " أنا " وتعريفها ببساطة شديدة هو تراكم الجهل في داخل النفس وفي مدارك العقل وفي مسارب التفكير بحيث يسدُّ جميع المنافذ لتدخل الأنا .. والأنا فقط .. لتتربع على عرش الجهل .. وتأخذ أكبر مساحة لها .. ثم ترفع راياتها المختلفة .. الجاهل الشاعر .. الجاهل الكاتب .. الجاهل الأديب .. الجاهل المسؤول .. الجاهل الجاهل .. وهذا طبعاً الزعيم في الجهل والجاهلية لأنه أي هذا الأخير " الجاهل الجاهل " يخرج من مصافِ البشر ليدخل في مصافِ الآلهة فيظن نفسه أنه الإله على هذه الأرض .. طبعاً لا أدري إن كان يعترف بوجود إله غيره هو الله جلَّ وعلا .. الله الذي خلقه وقادر على أن يطمسه .. ولكنه يمهله ولا يهمله .. أم أن الأنا في داخله طغت فطمست كل شيء لا يتناسب ومقاييسه .
هذا الجاهل الإله لا يعرف أن للألوهية صفات وقدرات جاهل مثله لا يفهمها ليس لأنه لا يقرأ ولا يكتب على العكس بل هو ممن يجيد القراءة والكتابة ونظم الأشعار وزرع القوافي في كل ما لذ وطاب .. لكنه لا يحتاج أن يفهم ما هي الألوهية وما هي صفاتها ولماذا تكون فقط لواحد أحد .. هو فقط يريد أن يفهم حقيقة واحدة فقط هي أنه شاعر .. وكما يجيد فرض قوافيه في آخر الكلمات .. يجيد اغتصاب كل شيء !
يجيد اغتصاب الحقوق والحريات والمشاعر التي تخص الآخرين .. الآخرون العبيد .. لأنه هو السيد وكل ما عدا ذلك فهم عبيد لديه .. من حقه أن يرفع عصاه الغليظة في وجوهم البريئة وقت يشاء لأنه السيد .. ولأنه أراد .. ويريد ذلك .. أليس هو الإله الجاهل على هذه الأرض .. ولا يرى ولا يسمع سوى صوت جهله وجهل العبيد الذي يعملون تحت إمرته ..
هذا الإله الجاهل للأسف الشديد هو سيد وقتنا وعصرنا وزماننا ومكاننا .. وهو الولي على
" العصا لمن عصى ".. والوصي على أبيات الشعر " لا تشتري العبد إلا ومعه العصا " .. وهو صاحب فكرة الوأد ثم الوأد ثم الوأد لكل ما لا يعجبه .. وصاحب فكرة الأخذ ثم الأخذ ثم الأخذ دونما عطاء .. والبطش في استخدام القوة .. وظلم جميع العبيد الذين خلقوا فقط ليقبض أرواحهم إن استطاع إلى ذلك سبيلاً .. بعد أن يعذبها بسياط قوافيه التي تتربع على عرش الجهل والأنا الجاهلية ..
هذا الجاهل الإله هو سيد الوقت .. إن لم يجد من يكسر عقاربه ويفتتها ويلقي بها إلى أتون الجحيم ليصهر قوافيها الموبوءة قبل أن ينتشر وباء الأنا فيها .. ويستفحل الجهل أكثر فأكثر .. فيسقط علينا المطر من سماء الجاهلية ..
هذا الجاهل الإله هو سيد هذا الوقت الذي يفترش له مساحات من الجاهلية في عقولنا وضمائرنا وقلوبنا .. تسمح له أن يبطش بنا .. وأن نستسلم لبطشه .. بل وأن نسلمه رقابنا ليعمل فيها سيفه قبل العذل .. ثم ننحني لإله من الورق لا يعرف شيئاً عن الخلق وعمن خلق الخلق .. لا يعرف ولا يتقن سوى دس القوافي المسمومة في نهاية كل سطر ..
إنه الجهل سيد هذا الوقت ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة