أسئلة مشروعة .

أسئلة مشروعة .
تجتاحني ثورة عارمة من الأسئلة .. أسئلة مشروعة جداً .. لكنها لا تحظى بأية إجابة .. لا أعلم لماذا تضن عليها الإجابات .. ولماذا لا تشفي غليلها .. وتبرد نار حيرتها بأي جواب عن أي سؤال من أسئلتي المشروعة التي تغزو فكري بعد كل كتابة إليك .
حين أكتب إليك .. أفترش بساطاً من السعادة أمام عينيِّ .. أتناول القلم بيد ترتجف .. أغمّسه في مداد المحبة .. ثم أكتب إليك ..
أنتقل من سطر إلى آخر بفرح عارم .. أترك إليك بين السطور بسمة صغيرة هي بعض من ظلال وجهي .. وأدندن إليك أغنية عتيقة سمعتها  في فترة الميلاد .. قبل الميلاد أم بعده  لست أدري .. ولا يهم أن أدري .. طالما أننا لم نلتقِ في بساتين الحياة إلا على هذا الورق ..
 أصلُ النهاية .. يرتجف القلم في يدي .. لا يريد أن ينتهي من الكتابة إليك .. لا يريد أن يفرغ منك .. فتنسكب من عينيه دمعة ساخنة على الورق .. علّك تمدُّ إليها أناملك .. وتمسحها بمنديل من الزهر ..
وأتبعها بضحكة مخنوقة حتى لا أترك أثراً لكآبة عابرة أن تحتل محياك ..
ثم أضع نقطة النهاية وأنا أبتسم ابتسامة طفولية أنني تركت بعضاً من روحي منثوراً على الورق ..
وأجلس أعدُّ الثواني بانتظار الرد ..
يأتيني الرد سريعاً .. أسرع من البرق .. وألتقطه كما يلتقط الجائع رغيف الخبز الساخن .. يشتمه أولاً كثيراً .. ثم يقبّله بحرارة .. ويبدأ بالتهامه ودون أن يفرغ من طور البلع ..
أكحل عينيِّ بالسطور .. أقفز قفزة سريعة من أول سطر إلى آخر سطر لأقيس بذكاء قطة برية كم هي المسافة التي قطعتها في شرايينك منذ بداية الرحلة .. وكم هي بالضبط مساحتي في حجرات القلب .. وأشعر بنوع من الرضى أنني ملكة متوجة الآن على عرش قلبك .. فأبداً في القراءة على مهل .
أضحك تارة .. وأحزن أخرى .. وأبتسم مرات عديدة لتلك السطور .. وأضع بغمز العين علامة تعجب .. وأكثر من ألف علامة استفهام .. وأصفق بين الحين والآخر أن الدنيا أخيراً ابتسمت في وجهي .. وجمعتني بمن يزرع حدائق عمري بألوان الفرح  ..
وآخذ دون تفكير بالرد .. وأبدأ بالسرد .. وأنتقل بين السطور دون تعب أو كلل .. وأنتظر .. وأكتب إليك .. وأنتظر .. وأكتب وأنتظر .. إلى أن تغزوني بعض الأسئلة المشروعة جداً والتي لم تجد لها لغاية اللحظة أية إجابات ..
 أنا لماذا أكتب إليك .. وأنتَ لماذا تكتب إليَّ .. وأنا لماذا أمتنع الآن عن الكتابة إليك .. وأنتَ لماذا تمتنع الآن عن الكتابة إليَّ .. ولا من إجابة شافية تلوح بالأفق .. مع أن أسئلتي مشروعة جداً .. وهي تنتظر الإجابة فقط  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة