المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

كالحلم

كالحلم غريبٌ أنتَ .. أنتَ اليوم أصبحتَ غريباً .. تركتَ الأيام خلفك ونهضت ومشيت خلف ظلك ولم تلتفت .. على المائدة بقيَّ أنا .. وفنجان قهوة حائر تنازعنا عليه طويلاً لم أرتشف منه أنا ولا أنتَ .. على المائدة بقيَّ حديث معلق في الأفق .. لم تقل فيه كلمتك الأخيرة وأنا ما قلت .. على المائدة بقيت رزمة من الورق .. بيضاء اللون .. ناصع بياضها يسطع العين .. كلون ذلك الأمل الوليد حين زرعناه على شرفة قلبينا .. لا الورق تحرك من أمام ناظري ولا كتبتَ فيه سطراً ولا أنا كتبت .. أتيت خلفك .. تركتُ المائدة بفنجان قهوتها الحائر ورزمة الورق وأفكار تغلي في رأسي كالبركان .. تجملت بالهدوء وشربت قارورة من الصبر ودخلت عليكما .. فوجدتك معها .. لم تكن غريباً كما كنتَ معي .. كانت أناملك تعيد ترتيب خصلات شعرها على أكتافها .. ورائحة عطرها تنبعث من أنفاسك .. جلستُ قبالتك وأنا أرتدي ثياب الصبر .. أنت لم ترني .. هي فعلت .. اعتدلت .. أعادت ترتيب هندامها وأرسلت إليَّ ابتسامة أربكت ذلك النهار الذي جئت فيه خلفك أحتضر.. تناولت قهوتي وحدي بينما أنتَ تمطرها قصائداً من الغزل .. ترسمها بجميع ألوان قوس قزح .. حتى أن عين الشمس لاحظت

كل عام وأنتَ في حياتي

كل عام وأنتَ في حياتي . كل عام وأنت خليلي ورفيقي وحبيبي .. كل عام وأنتَ تاج من الياسمين يكلل رأسي ومسيرة عمري وحديقة أزهاري .. كل عام وأنتَ قلبي وعيوني وأبجديتي .. كل عام وأنتَ جميع الحروف بكل اللغات .. هذا العام جئتك كعادتي أحمل إليك وردة حمراء اقتطفتها من بحر الوافر .. وباقة حب كبيرة من حديقة أزهاري .. كل عبارات الحب لا تكفيك .. ولا تفيك حقك من الحب .. ولا تغنيك .. جميع عبارات الامتنان يتيمة وفقيرة إذا ما قيست بما أحمله إليك من عرفان عظيم بين الضلوع .. كل يوم تتقدم فيه مسيرتنا معاً أنا وأنتَ وزهراتنا الأربع أشعر أننا نتسلق جبالاً من الصعاب .. ونخوض في مدارات لا متناهية من الجد والتعب .. ومع ذلك حين أنظر في عينيك أجد أننا بخير طالما أنك معنا تبث فينا الحماسة والشجاعة وتدفعنا بطموحك الكبير نحو الأمام .. أشعر أحياناً بالضعف .. وأخاف عليك أن يتسلل إليك هذا الضعف .. ولكن ما أن أراك قوياً يتسرب مني كل شعور بالضعف وكل شعور بالخوف .. فأنا بك أقوى .. وبك أحتمي من جبروت هذه الحياة .. وعلى صدرك أتكىء وأبكي وأشكو ظلم الحياة وقهر العباد .. أنتَ وحدك من يمسح دمعتي بأنامل الأمل .. أنتَ وحدك من يعدن

إلى نادين .. عنقود الفرح .

إلى نادين .. عنقود الفرح قبل عقد من الزمن حين كانت السماء لونها أزهى من الآن بكثير .. وحين كانت الأيام لا تمضي لسبيلها قبل أن تمرَّ كل صباح فتصافح وجوهنا الممتلئة بالفرح والأمل وحب الحياة . كانت الأيادي متشابكة كأنها في حلقة من حلقات الدبكة .. وكانت الحناجر تصدح كل مساء بغناء جميل يبكي لعذوبته قمر المساء .. لم يكن قصدنا البكاء .. ولم يكن قصدنا توسيع رقعة الذكريات .. كنا فقط نلهو مع الأيام .. كانت رفيقتنا التي تنام في فناء منزلنا وتصحو مع صباحاتنا .. وتشم ياسمينتنا المتسلقة بفضول نافذة بالجوار . لكن يا صغيرتي هي خارطة الحياة أحيانا تشوبها بعض التعرجات .. وأنا ضاق صدري بتضاريس قاسية الملامح .. كنت أحلم بمساحات أكثر رحابة ذات أفق وردي اللون دائم الضحكات .. ما كان ذنبي .. فالحلم هو قوت الفقراء .. وأنا ركضت وراء هذا الحلم .. ركضت وراء حلمي وهجرت تلك التضاريس .. وأغفلت أن هناك قلوباً اعتادت أن تنام في حضن قلبي .. وضحكات أسدل الستار على فرحها حتى إشعار آخر .. والأحاديث العذبة أصبحت مرّة المذاق .. وغناء المساء اختفى .. والذكريات تتأجج فتأخذنا إلى ذلك المنزل الصغير حين كنا نعدُّ أيام العمر ونقت

نرمين .. عطر الربيع .

نرمين .. عطر الربيع . كيف لم يلتفت نظري قبل الآن إلى تلك الزهرة الوردية ؟ كيف لم أعي جيداً أن الربيع عادة يحمل لنا بين طيات قلبه الأزهار الجميلة .. والأزهار الغريبة .. لأن الربيع أصلاً بطبعه وفصله وخصاله ومزاجه الوردي هو منبت الأزهار الجميلة والعطور الفريدة .. فلا عجب أن تكوني أنتِ يا نرمين زهرة هذا العام .. وكل عام . لا يهم عدد السنوات التي عرفتك فيها يا صغيرتي .. المهم عدد السنوات التي تعرفت فيها إليك بحيث أصبحت رفيقتي .. بل من أعزُّ رفيقاتي . نحن من يصنع ذكرياتنا بأيدينا .. ولنا أن نجعلها أجمل حين نلونها بألوان الطيف الجميلة ..وأنا لونت ذكرياتنا معاً بألوان براءتك وطفولتك اللامنتهية على حدود الربيع . كنا معنا ولفترات عصيبة لا أنكر ذلك .. لكني لا أستطيع تجاهل أنها كانت لحظات جميلة ومميزة لأنها جمعتني بك .. ربما لم يكن لها الحظ الوافر من السعادة .. لأنها كما قلت كانت ظروف عصيبة .. لكنها كشفت لي الغطاء عن معدنك النبيل .. وأنك ماسة فريدة .. وجوهرة مكنونة .. وأنه الجواهريُّ فقط هو من يعرف سرُّ هذه الجوهرة الثمينة التي اسمها نرمين . حافظي على هذه البراءة .. وهذه الطفولة الكبيرة التي تمتد

همسات نورانية

همسات نورانية ( إلى أمي ) همسات نورانية 1 في كل يوم يكبر الفقد في قلبي أبحث عنك يا أمي في كل زاوية صغيرة في قلبي أفتش عن ذكريات لنا هنا أو هناك أنتظر أن يرن الهاتف كل صباح ليوقظني على صوتك لكنه لا يجيب .. وأبقى أجرُّ النهار الثقيل جراً حتى يأتيني المساء فأنتظرك في الحلم لكن الحلم يا أمي يبقى فيه شيئ لا أفهمه فهل فسرتيه لي يا أم هل فسرتي لي سرُّ هذا الغياب ؟ أشتاقك 2 لو انتظرت قليلاً يا أمي هناك بقايا حديث على شفتي لم أكمله بعد وفنجان قهوتك لا تزال الأبخرة تتصاعد منه قهوتك حلوة أليس كذلك ..؟ كنت تقولين لي قهوة الصباح يجب أن تكون حلوة يا ميساء أما قهوة العصر فتلك اشربيها مرّة كما تشائين ولكني كنت أشربها مرّة صباح مساء ! هل تعطيني بعض السكر يا أمي .. لأسحق هذا المرار لأذيب هذا المرار علّه يتبخر من أفقي مع الأبخرة الصاعدة من فنجانك هذه الحياة باردة جداّ ليس فيها دفء حبك ليس فيها دفء حضنك خالية من أحاديث الصباح وخالية من صباح الخير يا أمي التي اعتدت أن أبدأ صباحاتي فيها ومع ذلك صباح الخير يا أمي اعذريني اعذريني يا أم فلا يكون الصباح صباحاً دون أن تترأسي عناوينه . 3 تعب قلبي من فرط البكاء

سوزان .. سنبلة آذار .

  سوزان ..سنبلةآذار . أتاني الربيع .. هلّت عليَّ أنواره الخضراء .. هاجت السنابل الممتلئة حباً وحنيناً وشوقاً إلى تلك الديار .. وزارني الربيع في بيتي .. زارني الربيع مبكراً ذلك العام .. لم يحمل إليَّ ياسمينه أو فلّه .. لم يحمل إليَّ عناقيد اللوز والمشمش .. بل حملَ إليّ سنبلة .. أجمل سنبلة .. حملَ إليَّ الربيع سنبلة آذار .. آذار الحب الذي لا يُعرفُ له نهاية .. آذار أسطورة العشق التي تبدأ حروفها من هناك .. من تلك الأرض التي أنجبت السنابل .. كانت هدية الربيع إليَّ سنبلة من تلك الأرض .. سمراء كتلك الأرض .. مُحبة كتلك الأرض .. مِعطاءة كتلك الأرض .. أحضروها إليَّ .. عروس آذار .. نجمة آذار .. سوسنة آذار .. ربيع آذار .. سنبلة آذار .. إنها سوزان .. إنها سنبلة عمري .. وسنبلة تلك الديار .. لم أدرِ كيف ركضت بيَّ الأيام وأنا كل صباح أسرح خصلات سنبلتي وأراها تلك الصغيرة التي لا زالت لا تعرف كيف تتهجأ الأبجدية لتفاجئني بقصة عشق سرمدية لتلك الأرض .. ولا عجب فهي ابنة تلك الديار .. كيف .. ومتى بدأ هذا العشق .. وكيف تحول إلى أسطورة ممتدة من جذور العائلة حتى الوريقات الصغيرة التي تراود نفسها الخضراء ع